هـذا الاطلس بقلم : الاستاذ الدكتور يوسف عزالدین .. كتاب مصوّر الخط العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هـذا الاطلس بقلم : الاستاذ الدكتور يوسف عزالدین .. كتاب مصوّر الخط العربي

    هـذا الاطلس

    بقلم : الاستاذ الدكتور يوسف عزالدین
    الامين العام للمجمع العلمي العراقي

    من الأمور التي يستهدفها المجمع العلمي العراقي احياء التراث العربي والإسلامي في العلوم والآداب والفنون ، وقد عني عناية خاصة حسب طاقاته المالية بهذا التراث ، وساعد على طبع اطلس الخط العربي .

    والخط العربي من الفنون العربية الاسلامية التي سخرت في خدمة الدين الاسلامي وشحذ المسلمون اذهانهم وملكاتهم من أجل الابداع فيه وتطوره وتحسينه ، وقد ساعد على سرعة تطوره وهندسته الشعور المرهف ، والخيال المجنح ، والعقول السيرة الناضجة فاخترعت انواع مختلفة من الخطوط كـان اساسها الزخرفة الهندسية الممتزجة بالخط ، ترسم تارة معقدة وآونة مبسطة ، حسب ما يراه الفنان المسلم . وادى هـذا التطور الى جمال في هندسة الخطو وروعة في اختراع رسمها فاثار الاعجاب والدهشة والتقدير . فقد وضع الفنان العربي والمسلم كل طاقاته وخياله وابداعه عندما كان يكتب الآيات القرآنية على قباب الاماكن المقدسة وحيطانها أو على المنائر والأبواب والستائر .

    ويبدو تطور الخط العربي والابداع فيه عند مقارنته بالبداية الأولى التي وصلتنا منه فقـد كان مختل الهندسـة بعيداً عن الزخرفة والفن فاذا اخذ صفحة من خـط عصر الراشدين وقارناها بالخط الاموي تظهر لنا جودته ومـدى التطور الذي طرأ عليه ، لان العناية بالكتابة بالقرآن ، كلام الله ، دعاهم الى الاجادة والتطوير .. لان المسلمين الأوائل لم يعنوا عناية كبيرة بالرسم والنحت قصبوا كل ملكاتهم في اجادة الخط وعلى الأخص الكوفي وزخرفته ، ولست بصدد ذكر اسماء الخط الكوفي وانواعه وهو من اختصاص المختصين ولكنا أو تتبعنـا الاسـاء الكثيرة التي ظهرت عليـه لادهشتنا هذه الانواع التي جاوزت السبعين نوعا ، فقد كانت المدن تتنافس في الابداع كالحيرة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والمدينة المنورة ومكة المكرمة وقرطبة والقيروان كما تنافست الاقطار الاسلامية كالعراق والشام ومصر كما تبارت العصور في الابداع وهو دليل على العناية الكبيرة بالخط العربي الذي وجدت فيه القابليات الفنية العربية مسارب للابداع حالت دونها العقيدة الاسلامية ، فازداد الخط فنـا وابداعا واخراجا وكان من نتيجة المباراة تطوره السريع وانتقاله من مرحلة الى اخرى وخاصة مرحلة ما بين ١٥٠ - ٢٠٠هـ في رسم حروفه واستقامة رسمها وتطويرها واخذ الخط يوما بعد يوم يتخلص من الزخرفة ويجاري التيار الحضاري بعد ان وصل درجة كبيرة في الزخرفة والتوريق والتزويق ، وأخـذ كثيرا من زخارف الهندسة ومقوسات الرسـوم وزواياها ونجومها ورؤوسها ، ولم يصل الخط الى ما وصل اليه الا بعد مراحل طويلة وجهود مبذولة ، تكامل فيها الخط وغدا وحدة فنية رائعة مرتبطة بحاجات العرب الحضارية والفكرية .

    وكان القرن الثالث اهم قرن بالنسبة لتطور الخط العربي عندما هندس ابن مقلة حروف الخط الكوفي ورسمها بالخط الجديد ، فقد رسمها بنسب لا يخرج عنها ، ثم جاء بعده جماعة ساهموا مساهمة فعالة في الخط مثل ابن عبدالسلام وابن البواب ثم جاء ياقوت الذي وصل بالخط حدا من الاتفـان والروعة والرشاقة والجمال استمرت ثلاثة قرون ، وبعدهـا جاءت خطوط كثيرة سميت باسماء القلم وتعددت أنواعها كخط الثلث والثلثين وخط المصاحف المحقق والنسخ وغيرها وكثرة اسماء الخطوط دليل على الترف الحضاري منذ استعمل .. كل قلم في فن من فنون الكتابة ، ولست بصدد ذكر التطور الذي احدثه المسلمون الفرس والاتراك فله بحث طويل ٠٠٠ غير ان الخط العربي وياللاسف الشديد قد أصيب بكارثة في القرن العشرين في عدم الاهتمام في تدريسه ودراسته حتى في المعاهد التي يجب ان يدرس فيها ورغم ما كتب في ضرورة دراسة الخط العربي والعناية به فلا زال بعيدا عن العناية .

    الخط العربي تأريخ للفن العربي والاسلامي وخير سجل لتطور الفن الاسلامي ومراحله خير ما تمثـل مراحل الفكر العربي الفني ولم يكتف العرب من تطوير الخط وانما كتبوافيه الدراسات الضافية ومن يقرأ الفهرست لابن النديم يجد مبلغ العناية في علم الخط وقد وصلتنا بعض هذه الدراسات وضاع قسم منها مع ما ضاع من التراث العربي والاسلامي الضخم في متاهات الايام .

    ومساهمة من المجمع العلمي العراقي في احياء التراث العربي والاسلامي في الفنون تبنى طبع اطلس الخط العربي تأليف المهندس ناجي زين الدين وهو مختارات من كتـاب ضخم اعده المؤلف خلال سنوات طويلة وبذل فيه جهدا كبيرا وجمع فيه خلال هذه الفترة انواعا مختلفة من الخط العربي حوت كثيرا من نفائسه وتطويره وقـد عرضـت المخطوطات الحاوية على هـذا الكتاب برمتها على خبراء في الخــــــــط فوجدوه يحوي عدة ابحاث غير انها تختلف في المنهج وتختلط في القصد ولفقر المكتبة العربية الى نماذج من الخط العربي في جميع عصوره رأي الخبراء ان ينشر جانب من الكتاب للاستفادة من لوحاته الاثرية الفنية واقترح له الخبير تبويبا خاصا واختيارا جديدا وقد اشرف الدكتور محمد عبدالعزيز مرزوق والدكتور صالح احمد العلي على هـذا الاعـداد والترتيب والتسلسل التأريخي وصفت اللوحات حسب مايراه المؤرخ والفنان والباحث وقد اقترح الدكتور ابراهيم جمعة ان يطبع على شكل ( جامع الكتابات العربيـة ) ورأى ان يصنف زمنيا نصوصا وصـورا واقترح تطوير الكتاب واخراجه بشكل غير شكله الاول . ولما كان الكتاب يحوي مادة غزيرة قل " ان اضطلع بجمعها من مصادرها غير مؤلفهـا فقد رأى المجمع ان ينشره ، على شكل اطلس اختار منهـا المشرفون قسما . وقد اشرف على تصليح اللغـة الدكتور جميـل سعيد .

    ولا يفوتني ان أطري المجهود الكبير الذي بذلـه المهندس ناجي زين الدين فقد اعطانا مثلا حيـا في الصبر والجلد وخدمة الخط والنقل والعمل ومواصلة البحث ودأب في الجمع وأصل الكتاب مادة علم بالغ القيمة عظيم النفع عسى ان ينتفع به الدارسون وطلاب الفن .

    بغداد في ١١ /٣ / ١٩٦٨
    یوسف عزالدین

    This atlas

    Written by: Professor Dr. Youssef Ezzedine
    Secretary General of the Iraqi Scientific Academy

    One of the things that the Iraqi Scientific Academy aims to revive is the Arab and Islamic heritage in the sciences, literature, and arts. It has paid special attention to this heritage, according to its financial capabilities, and helped to print the Atlas of Arabic Calligraphy.

    Arabic calligraphy is one of the Arab-Islamic arts that was harnessed in the service of the Islamic religion, and Muslims sharpened their minds and talents in order to create, develop and improve it. The speed of its development and engineering was aided by sensitive feeling, winged imagination, and mature biography minds, so various types of calligraphy were invented, the basis of which was geometric decoration mixed with calligraphy. Sometimes drawings are complex and sometimes simple, according to what the Muslim artist sees. This development led to beauty in the geometry of the steps and magnificence in the invention of their drawing, arousing admiration, amazement and appreciation. The Arab and Muslim artist put all his energies, imagination, and creativity when he wrote Qur’anic verses on the domes and walls of holy places or on lighthouses, doors, and curtains.

    The development of Arabic calligraphy and creativity in it appears when compared to the first beginning that reached us from it, as it was irregular in geometry, far from decoration and art. If we take a page from the calligraphy of the Rashidun era and compare it with the Umayyad calligraphy, we will see its quality and the extent of development that has occurred to it, because the interest in writing in the Qur’an, the word of God, called them to Mastery and development... because the early Muslims did not pay great attention to drawing and sculpture. They devoted all their talents to mastering calligraphy, especially Kufic and its decoration. I am not about to mention the names and types of Kufic calligraphy, which is the specialty of specialists, but we traced the many faults that appeared in it, and we were astonished by these types, which exceeded seventy types. Cities competed in creativity, such as Al-Hira, Kufa, Basra, Wasit, Baghdad, Medina, Mecca, Cordoba, and Kairouan, and Islamic countries competed, such as Iraq, the Levant, and Egypt, just as the ages competed in creativity. This is evidence of the great care for Arabic calligraphy in which Arab artistic abilities found paths to creativity that were prevented by the Islamic doctrine. So the calligraphy increased in art, creativity and production, and the result of the match was its rapid development and its transition from one stage to another, especially the stage between 150 - 200 AH in drawing its letters and the straightness of its drawing and development. Day after day the calligraphy began to get rid of decoration and keep pace with the cultural trend after it had reached a great degree in decoration, securitization and embellishment. It took many geometric decorations, curves, angles, stars and vertices, and the calligraphy did not reach what it did until after long stages and expended efforts, during which the calligraphy was integrated and became a wonderful artistic unit linked to the cultural and intellectual needs of the Arabs.

    The third century was the most important century for the development of Arabic calligraphy, when Ibn Muqla engineered the letters of the Kufic script and drew them in the new script. He drew them in proportions that did not deviate from them. Then after him came a group who made an effective contribution to the calligraphy, such as Ibn Abd al-Salam and Ibn al-Bawwab. Then came Yaqut, who brought the calligraphy to a level of dedication. The magnificence, elegance, and beauty lasted for three centuries, and after that came many scripts called by the names of the pen, and their types varied, such as the one-thousand and two-thirds script, the script of the Qur’ans, the manuscripts of the Qur’an, the copies, and others. The abundance of the names of the scripts is evidence of the cultural luxury since it was used. Every pen is in an art of writing, and I am not about to mention the development brought about by the Muslims. Persians and Turks, there is a long research, 000. However, Arabic calligraphy, unfortunately, suffered a disaster in the twentieth century due to the lack of interest in teaching and studying it, even in the institutes in which it should be taught, and despite what was written about the necessity of studying Arabic calligraphy and taking care of it, it is still far from being taken care of.

    Arabic calligraphy is a history of Arab and Islamic art and is the best record of the development of Islamic art and its stages. It best represents the stages of Arab artistic thought. The Arabs were not satisfied with developing calligraphy, but rather wrote additional studies including it. Whoever reads the index by Ibn al-Nadim will find the amount of care given to the science of calligraphy. Some of these studies have reached us and some of them have been lost, along with what The huge Arab and Islamic heritage has been lost in the maze of days.

    As a contribution from the Iraqi Scientific Academy in reviving the Arab and Islamic heritage in the arts, the publication of the Atlas of Arabic Calligraphy, written by engineer Naji Zain al-Din, is a selection from a huge book prepared by the author over many years. He put great effort into it and collected during this period various types of Arabic calligraphy, containing many of its precious things. And its development. The manuscripts containing this book were presented in their entirety to calligraphy experts, and they found that it contained several studies. However, they differed in approach and were mixed in purpose. Due to the lack of the Arabic library to examples of Arabic calligraphy in all its eras, the experts decided that part of the book should be published to benefit from its artistic archaeological paintings, and they suggested to him The expert created a special tabulation and a new selection. Dr. Muhammad Abdulaziz Marzouk and Dr. Saleh Ahmed Al-Ali supervised this preparation, arrangement, and historical sequence. The paintings were described according to what the historian, artist, and researcher saw. Dr. Ibrahim Jumah suggested that it be printed in the form of (the Collection of Arabic Writings) and he saw that it should be classified chronologically, with texts and images, and he suggested developing The book was published in a form other than its original form. Since the book contains a wealth of material, say, “If he had undertaken to compile it from sources other than its author, the Academy decided to publish it in the form of an atlas, from which the supervisors chose a section. The language reform was supervised by Dr. Jamil Saeed.”

    I do not fail to praise the great effort exerted by the engineer Naji Zein al-Din. He gave us a living example of patience, perseverance, calligraphy service, transportation, work, continuing research, and diligently collecting. The origin of the book is a subject of extremely valuable science of great benefit. May scholars and students of art benefit from it.

    Baghdad on March 11, 1968
    Youssef Ezzedine

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢١-٠٩-٢٠٢٣ ١٧.٢٣_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	118.6 كيلوبايت  الهوية:	162578 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٢١-٠٩-٢٠٢٣ ١٧.٢٤_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	78.3 كيلوبايت  الهوية:	162579
يعمل...
X