برجع الرواة أصل خميس المشايخ الى أيام الحروب الصليبية ، في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي استرجع القدس من الفرنجة وأراد أن يذهب بهجة عيد الفصح لديهم فأوجد خميس المشايخ الذي يسبق عيد الفصح، فكان الناس يخرجون، في مدينة القدس وغيرها ، بالمزاهر والطبول والاعلام وهم ينشدون الاناشيد الدينية والمدائح النبوية .
أخذ هذا الاحتفال اسم / خميس المشايخ وله نظير في مدينة برزة / قرب دمشق حيث كان يطلق عليه / موسم جمعة برزة / أو . موسم خميس المشايخ (۱) / أيضا " .
أما في حمص فلا نجد له أثرا فيما كتب عنها من قبل القرن التاسع عشر، وحتى في يوميات / محمد المكي/ ابن الخانقاه (۲) ، وهي تتضمن أحداث . وفي السنين من / ١١٠٠ - ١١٣٥ هـ / ٥ / ١٦٨٨ - ١٧٢٢م ، لانجد ذكرا لخميـــــــــ المشايخ وفي السنوات السبع الأول لا يذكر أيضا عيد الفصح / ( ۳ ) . أحداث / ۱۱۰۸ هـ ، يذكر مايلي : "وصار" أول نيسان نهار الخميس وحكم كفـ النصارى / نهار الأحد أثنين وعشرين يوما خلت من رمضان، وفي. في الرومي في أربعة أيام خلت من شهر نيسان " . ولا يأتي على ذكر العيد حتى عام / ١١١٣هـ / فيذكر في أواخرها "كان ه" (٤). أول شهر نيسان نهار الأربعاء" وصار خميس البيض في ثاني يوم منه " الا أنه يورد خبرا عن نزهة قام بها المشايخ في أخبار سنة /١٢٢هـ. وقبله بیومین، نهار الخميس طلعت المشايخ الجندلية وفقراؤهم الى سيدنا خالد، وطلع الشيخ عبد القدوس الى جهة العاصي، ونزلوا بعد العصر، فالجندلية الى عند سيدنا جعفر الطيار رضي الله عنه، وعبد القدوس نزل الــــى المدينة، وركب ابن السيد داود القصاب الغرس وأمره أن يدوس على ظهور الرجال، وهم مبطحين على وجوههم وهو يثور ويصيح ياشيخاه، ولم يعلم بالحال الى من له المرجع والمآل وكان قد مضى من شهر نيسان ستة أيام ومن شهر صفر الخير عشرة أيام (۲) والعبارة قبل الأخيرة . الكاتب تدل على أن بعض الرجال قد تأذوا .
وفي أحداث سنة / ١١٢٣ / هـ . يذكر : " في/ ٣ وعشرين يوما خلت (1) 1 (د)" من شهر صفر الخير صار كفر النصارى " و "خميس البيض" (٤) . وذكر في وفي أحداث / ١١٢٦ / يذكر في / ۲۳ / ربيع الأول صار الذكر ومولد الرسول في جامع الفضائل ليلة "الأحد" ليلة كفر النصارى أحداث / ١١٢٨ /هـ وفي أول يوم من شهر نيسان صــار كـفر النصارى "وصار الذكر ومولد الرسول في جامع الفضائل " ( ٥ ) . وفي أحداث شهر جمادى الأولى من العام / ۱۱۳۰/ يشير الى مجييء عيد الفصح كعادته وكذلك في العام / ۱۱۳۱ / هـ . وآخر مايرد في مخطوطة محمد الحكي ابن الخانقاه من ذكر لعيد الفصح عندما يتكلم على أحداث جمادى الثانية / ١١٣٢ / هـ . فيقول : " وطلوع المشايخ الى / بابا عمرو / والی جعفر الطيار" (7) ولا يذكر تاريخ اليوم ولا كيفية خروجهم .
ومن هنا يتضح أن / خميس /المشايخ لا وجود له في النصف الثانى مـــــن القرن السابع عشر ولا في القرن الثامن عشر الميلادي، وأن المشايخ اذا خرجوا في بعض الأحايين، فان خروجهم كان للنزهة فقط . كما نستنتج أن / خميـ البيض / أقدم في حمص من / خميس المشايخ ، وأن بعض المشايخ كانوا يجتمعون في مساء السبت ليلة عيد الفصح لتلاوة الأوراد واقامة الذكر في جامــــــــــع / الفضائل / جامع بني طليمات . وبقي الحال على ذلك المنوال حتى جاء الشيخ / خالد السعدي الجباوي / المتوفي فى النصف من شعبان ۱۲۸۹ هـ = ۱۹ تشرين الأول / ۱۸۷۲/ م. فنظم موكب خميس المشايخ الى مقام العبريني تأسيا بجده الأعلى في حمص مؤسس الطريقة السعدية الجباوية فيها والذي نزل بها / ۱۰۲۷ هـ.
ويبدو أن ميول /العبريني/ السعدية لم ترق لسائر مشايخ الطـ رق الصوفية فأجمعوا على تحويل جهة الخميس الى مقام الصحابي / عمرو بن معد يكرب الزبيدي / /٥٤٢-٦٤١/م٠ الموجود في الجنوب الغربي من حمص في القرية التي تحمل اسمه والتي أصبحت في التنظيم الجديد للمدينة، حيــا من أحيائها .
وهكذا بدأ خميس المشايخ / منذ الربع الأول للقرن التاسع عشر الميلادي يتجه نحو قرية / بابا عمرو / حيث الماء والخضرة والأمن .
وفي عهد الشيخ خالد المذكور كثر عدد المشايخ المشاركين بالاحتفال ، ودخل
تعليق