الذي يطل ببابه من الشرق على سهلة باب السوق والذي كان يقع شمال أبنية الجامع النوري الكبير الآن . ومقهى يحبى آغا الترجمان في الحميدي ومقهى ( الدروبي) شمال الساعة القديمة بين شارع حماه شرقا وشـ ارع عمر بن الخطاب غربا .
وكانت هناك مقاه خاصة بالمهن : مثل قهوة الدباغة التي كانت تقع في شارع الدباغة في النهاية الشرقية لشارع باب هود ويسمى الآن شــــــارع عمر الاناسي وقهوة الصوف قرب جامع بني (قسوم ) أي (القاسمي) . وقهوة الدلالين في جنوب قميم حمام الجديد الذي كان يقع غرب الجامع النوري الكبير، ومقهى (القبة ) في سوق الصاغة ، وهو السوق الصغير الذي يطل من الشرق على الحمام العثماني ومن الغرب على نهاية سوق المنسوجات، وأغلب شاغليه من صاغة الفضة .
كما كان هناك مقهى ( البساتنة ) قرب سوق الحدادين في سوق الفرو ومقهى ( الزرابلية ) أي صانعي الزرابيل يعني الصرامي الحمر والصفر كما كانت المقاهي تتوزع على الأحياء، فالمسيحيون لهم مقاهيهم الحارات التي يسكنونها، مثل قهوة (اسكندر) عند رأس المقيصلة وقهـ ـوة النصارى في زقاق بنـــي فركوح في حي بني السباعي وقهوة ( النصارى ) أيضا في محلة جمال الدين ، وقهوة (خانة ) في رأس بستان الديوان من الناحية الشرقية، وكان لهم في غرب البلد (مقهى الزهرة) الذي تحول الى مقهــــــى (الأمير ) بعد الحرب العالمية الثانية، ثم الى مقهى ومطعم (طليطلة) أو التوليدو حاليا ، وكانت تقع على الضفة الجنوبية لساقية البلد التي تمر بقربها من جهة الشمال ، ويصل اليها الروّاد على جسر خشبي من تلك الجهة .
في تلك المقاهي كان رؤادها يمضون الهزيع الأول من الليل وهم يلعبون الضاما أو طاولة (الزهر) أي النرد ويدخنون الأراكيل أو السكاير اللف، وكان يضيف بعضهم البعض بعلب السكاير أو بنفس (أركيلة ) ولاعادة العلبة أو ( التربيج) الى المضيف أصول تتبع فكان الضيف يطوي الجزء الأعلى من التربيج، ثم يعيده الى مضيفه قائلا من كف لايه فيجيبه المضيف ومن أخ لا يندم، أما إيمادة علبة السيكارة فكان الضيدم يرفقها بكلمة (دايمة) فيجيبه المضيف (صحة أبو فلان ) .
كانت بعض المقاهي تدخل على رتابتها شيئا من التغيير، عندما تقدم في ليالي الشتاء الطويلة فواصل معينة من برامج سلسلة، لاسيما في شهر رمضان، وأشهر تلك الفواصل كركوز وعيواظ والكلمة أصلها تركي تلفظ (قره غوز ) أي أسود العينين ، و ( عيواظ) تعني في اللغة التركي (الخادم) الذي يحمل الطعام من المطبخ الى بيت السفرة) أي غرفة الطعام.
كانت الحفلة تبدأ بعزف على الآلات الموسيقية مثل : العود والنـ والكمان والدربكة وبعض الغناء، ويقوم بذلك مجموعة من العازفين وأحـ المغنين، يتصدرون المقهى ويجلسون على سدة مرتفعة أعدت لهم، والــــــى جانبهم على زاوية الجدار كانت تنتصب شاشة (كراكوز) وبعد أن فاصل ينتهي الغناء، يبدأ المشغلاتي عرضه. ومن أحب الشخصيات التي كانت ترافق (کراکوز ) : ( عبواظ) و ( المدلل ) و (الرقاصة ) وكان العرض ينتهي دائما بعقدة حرجة حتى يأتي المشاهدون في الليلة القادمة لمتابعة العرض، ويضف المشغلاتي الكثير من البهجة على العرض عندما يغير صوته حسب الشخصي ــة المعروضة، فهو يقلد صوت (كركوز ) وصوت ( عبواظ) وصوت (الرقاصة) وكـ ان نجاحه في ذلك وقفا على براعته في الاداء، كما كان يضفي المزيد من الحيوية عندما يستعمل الشتائم الجنسية التي كان يسر لها الجمهور .
وفي بعض المقاهي كانت تتلى رواية عنترة (أو) أبو زيد الهلالي (أو) الملك سيف (أو) حرب البسوس، وكان يقدمها الحكواتي الذي يجلس على كرسي مرتفع ويتلو القصة من كتاب بين يديه معبرا بوجهه واشارات يديه عن انفعاله بأحداثها ، ويقطعها دائما عند موقف حرج ليعود المستمعون في اليوم التالي مشتاقين الى تتبعها ، وكان لعنترة أنصاره الذين يجلونه ويقدسونه، وكان يثيرهم جدا ان يغمز أحدهم من شجاعته أمامهم أو أن يشهر بعبلة، وكثيرا ما كان يعبث بهم البعض بشتم عنترة وعبلة أمامهم وكثيرا ما ألحقوا الادى بهؤلاء المتجرئين على الحط من شجاعة (عنتر ) أو الصـ و المساس بشرف عبلة ! ! !
* القناقات :
الى جانب المقاهي كانت توجد القناقات ومفردها (قناق ) وهي أصلا كلمة تركية تعني . المسافة التي يقطعها المسافر في اليوم، ثم تطورت دلالتها فأصبحت تدل على المكان الذي يبيت فيه المسافر، وفي العربية يقابلها المضافة، أو المنزول . فكان بعض أرباب العائلات الغنية يفرد غرفة في بيته يطلق عليها اسم (قناق ) يؤمه الأصدقاء, و المعارف ووجهاء لتمضية السهرة، وفي أثناء هذه السهرات كانوا يتبادلون الأحاديث مشاغلهم اليومية والنكات وأخبار البلد والحارة .
كما كانت تحل مشاكل البعض ، ويقوم على خدمة الضيوف أحد أبناء صاحب (القناق ) أو شخص مستأجر لهذه الغاية، وتكون القهوة المرة والشاي والأركيلة فقط على حساب صاحب (القناق) أما ( تنباك) الأركيلة فعلى الضيف الذي يدخنها .
ومن القناقات التي تذكرها الوثائق في الحقبة موضوع دراستنا :
وكانت هناك مقاه خاصة بالمهن : مثل قهوة الدباغة التي كانت تقع في شارع الدباغة في النهاية الشرقية لشارع باب هود ويسمى الآن شــــــارع عمر الاناسي وقهوة الصوف قرب جامع بني (قسوم ) أي (القاسمي) . وقهوة الدلالين في جنوب قميم حمام الجديد الذي كان يقع غرب الجامع النوري الكبير، ومقهى (القبة ) في سوق الصاغة ، وهو السوق الصغير الذي يطل من الشرق على الحمام العثماني ومن الغرب على نهاية سوق المنسوجات، وأغلب شاغليه من صاغة الفضة .
كما كان هناك مقهى ( البساتنة ) قرب سوق الحدادين في سوق الفرو ومقهى ( الزرابلية ) أي صانعي الزرابيل يعني الصرامي الحمر والصفر كما كانت المقاهي تتوزع على الأحياء، فالمسيحيون لهم مقاهيهم الحارات التي يسكنونها، مثل قهوة (اسكندر) عند رأس المقيصلة وقهـ ـوة النصارى في زقاق بنـــي فركوح في حي بني السباعي وقهوة ( النصارى ) أيضا في محلة جمال الدين ، وقهوة (خانة ) في رأس بستان الديوان من الناحية الشرقية، وكان لهم في غرب البلد (مقهى الزهرة) الذي تحول الى مقهــــــى (الأمير ) بعد الحرب العالمية الثانية، ثم الى مقهى ومطعم (طليطلة) أو التوليدو حاليا ، وكانت تقع على الضفة الجنوبية لساقية البلد التي تمر بقربها من جهة الشمال ، ويصل اليها الروّاد على جسر خشبي من تلك الجهة .
في تلك المقاهي كان رؤادها يمضون الهزيع الأول من الليل وهم يلعبون الضاما أو طاولة (الزهر) أي النرد ويدخنون الأراكيل أو السكاير اللف، وكان يضيف بعضهم البعض بعلب السكاير أو بنفس (أركيلة ) ولاعادة العلبة أو ( التربيج) الى المضيف أصول تتبع فكان الضيف يطوي الجزء الأعلى من التربيج، ثم يعيده الى مضيفه قائلا من كف لايه فيجيبه المضيف ومن أخ لا يندم، أما إيمادة علبة السيكارة فكان الضيدم يرفقها بكلمة (دايمة) فيجيبه المضيف (صحة أبو فلان ) .
كانت بعض المقاهي تدخل على رتابتها شيئا من التغيير، عندما تقدم في ليالي الشتاء الطويلة فواصل معينة من برامج سلسلة، لاسيما في شهر رمضان، وأشهر تلك الفواصل كركوز وعيواظ والكلمة أصلها تركي تلفظ (قره غوز ) أي أسود العينين ، و ( عيواظ) تعني في اللغة التركي (الخادم) الذي يحمل الطعام من المطبخ الى بيت السفرة) أي غرفة الطعام.
كانت الحفلة تبدأ بعزف على الآلات الموسيقية مثل : العود والنـ والكمان والدربكة وبعض الغناء، ويقوم بذلك مجموعة من العازفين وأحـ المغنين، يتصدرون المقهى ويجلسون على سدة مرتفعة أعدت لهم، والــــــى جانبهم على زاوية الجدار كانت تنتصب شاشة (كراكوز) وبعد أن فاصل ينتهي الغناء، يبدأ المشغلاتي عرضه. ومن أحب الشخصيات التي كانت ترافق (کراکوز ) : ( عبواظ) و ( المدلل ) و (الرقاصة ) وكان العرض ينتهي دائما بعقدة حرجة حتى يأتي المشاهدون في الليلة القادمة لمتابعة العرض، ويضف المشغلاتي الكثير من البهجة على العرض عندما يغير صوته حسب الشخصي ــة المعروضة، فهو يقلد صوت (كركوز ) وصوت ( عبواظ) وصوت (الرقاصة) وكـ ان نجاحه في ذلك وقفا على براعته في الاداء، كما كان يضفي المزيد من الحيوية عندما يستعمل الشتائم الجنسية التي كان يسر لها الجمهور .
وفي بعض المقاهي كانت تتلى رواية عنترة (أو) أبو زيد الهلالي (أو) الملك سيف (أو) حرب البسوس، وكان يقدمها الحكواتي الذي يجلس على كرسي مرتفع ويتلو القصة من كتاب بين يديه معبرا بوجهه واشارات يديه عن انفعاله بأحداثها ، ويقطعها دائما عند موقف حرج ليعود المستمعون في اليوم التالي مشتاقين الى تتبعها ، وكان لعنترة أنصاره الذين يجلونه ويقدسونه، وكان يثيرهم جدا ان يغمز أحدهم من شجاعته أمامهم أو أن يشهر بعبلة، وكثيرا ما كان يعبث بهم البعض بشتم عنترة وعبلة أمامهم وكثيرا ما ألحقوا الادى بهؤلاء المتجرئين على الحط من شجاعة (عنتر ) أو الصـ و المساس بشرف عبلة ! ! !
* القناقات :
الى جانب المقاهي كانت توجد القناقات ومفردها (قناق ) وهي أصلا كلمة تركية تعني . المسافة التي يقطعها المسافر في اليوم، ثم تطورت دلالتها فأصبحت تدل على المكان الذي يبيت فيه المسافر، وفي العربية يقابلها المضافة، أو المنزول . فكان بعض أرباب العائلات الغنية يفرد غرفة في بيته يطلق عليها اسم (قناق ) يؤمه الأصدقاء, و المعارف ووجهاء لتمضية السهرة، وفي أثناء هذه السهرات كانوا يتبادلون الأحاديث مشاغلهم اليومية والنكات وأخبار البلد والحارة .
كما كانت تحل مشاكل البعض ، ويقوم على خدمة الضيوف أحد أبناء صاحب (القناق ) أو شخص مستأجر لهذه الغاية، وتكون القهوة المرة والشاي والأركيلة فقط على حساب صاحب (القناق) أما ( تنباك) الأركيلة فعلى الضيف الذي يدخنها .
ومن القناقات التي تذكرها الوثائق في الحقبة موضوع دراستنا :
تعليق