* سهرات الليل :
وتختلف بحسب الفصل والسن والجنس في ليالي الصيف الدافئة يلعب الأولاد في الحارة حتى بعيد صلاة العشاء ثم يأوى كل منهم الى داره ويقع على الأم عبء تغسيل أرجلهم وأيديهم ووجوههم قبل النوم اذا كانت الأم نظيفة والا نام الأولاد بثيابهم وغالبهم ليس لديهم قنابیز نوم ولـ تنتشر البيجامات في حمص الا قبيل اندلاع الحرب العالمية الثاني ــة (۱۹۳۹م) ، أما الشباب فيذهبون الى المقاهي وكانت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر موزعة على أحياء المدينة ضمن السور، وقد أحصينا عدد المقاهي الواردة في الوثائق خلال الحقبة التي ندرسها فبلغت (۳۷) مقهى، وكان روّادها من الرجال الشباب وبعض المسنين من غير رجال الدين ، فالشيوخ ورجال الدين يضعهم الوقار من ارتيادها والاطفال تردعهــــــم آداب السلوك عن غشيانها ، والنساء محرمة عليهن بتاتا .
ولم يكن هناك بناء خاص للمقاهي الا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين . وأغلبها خارج السور والمقهى لم يكن متسعا فيه دکانتان ملتصقتان حذف الجدار الفاصل بينهما ، أو دكان واحدة فـ مقاهي الحارات واليكم جدولين : الأول يتضمن أسماء المقاهي التـ كانت ضمن السور والثاني التي بنيت خارج السور مع أماكنها وتواريخ الوثائق المذكورة فيها .
وأقدم هذه المقاهي وأطولها عمرا هي قهوة بني السباعي ( في عوينة الحمة) وتعرف بقهوة الحمام وهي مبنية في الجهة الغربية من جام (العنابة) وتطل من الشرق، حيث بابها على ساحة تحيط بها الـ دور والدكاكين وفرن ( أتماز) من الجهة الشمالية للساحة، يتجه بابـه نحــ ــف الجنوب، وكانت لاتزال موجودة منذ مائة وأربعين عاما أي منذ منتصـ القرن الماضي، وهي لاتزال كما كانت لم تتأثر بمظاهر التحديث ولا يزال أثاثها الحصر على الأرض والكراسي القش الصغيرة للجلوس والاتكاء وليس فيها كرسي عال أو طاولة ولايزال يربى فيها الحمام كما كانت منذ قرن ونصف ومن هنا جاء اسمها (قهوة الحمام وكانت في ذلك الوقت مجمعا لزعماء الأحياء وملتقى لرجالاتها. لانها كانت في ذلك الزمن تتوسط المدينة، والسرايا القديمة لا تبعد عنها أكثر من مائة متر الى الجنوب الغربي منها في سوق الحب، ومن هنا أخذت أهميتها وبالرغم من التطورات التي مرت بها البلد : اتساعا في المساحة وتحديثا في البناء فقد بقيت حتى الآن شاهدا حيا على حياة القرن الماضي وصورة ناطقة لــه ثم انتقلت الأهمية منها الى قهوة (الجنينة) في سوق الحشيش بعد أن بنيت دار الحكومة هي (السرايا ( الجديدة التي أنشأها قائمقام حمص في ذلك الوقت محمود باشا البرازي ( ۱۳۰٤هـ = (۱۸۸۷م) كما مر بنا سابقا بعد أن اتسعت البلد وأخذت تمتد من ناحية الشمال . ، ومن ناحية الغرب خارجة عن نطاق السور .
وتلاحظ أن هنالك مقاهي سميت باسم مؤسسها ومستثمرها : قهوة عبـ المجيد الرفاعي في باب الدريب وقهوة الحاج يوسف الخواجة في ظهر المغارة وقهوة عبد الرحمن الجندي، وكانت تشغل الجزء الجنوبي من خان الجندي
تعليق