في منتصف القرن التاسع عشر لم تكن صنعة (الكندرجي) موجودة في حمص وما كان موجودا من لباس القدمين : الخف والبابوج الأصفر والصرامـــــي الحمر. وكان يطلق على صانعي الصرامي الحمر في حمص اسم (الزرابلية ) وكان لهم مقهى خاص بهم ( مقهى الزرابلية ) وتشغل مكانه الآن الدكانتان (۱) المتجهتان نحو الشمال الواقعتان الى الغرب من سوق المعرض المسقوف أو العطارين مع السبيل في شرقهما .
والزربو لة هي الصرماية ،الحمراء شكلها كالجندول مؤنفة من الأمام مع انحناءة خفيفة نحو الأعلى، وليس لها كعب ، وماصنع منها في حلب كانوا يسمونها حن عقيل القاف جيم مصرية، كما كانوا يدعونهـ مشاية وكان لونها أحمر أو أصفر، وأخذ استعمالها يخف مع انتشـ الحذاء الأجنبي وفي العام ١٢٨٠هـ = ١٨٦٣م لبست (الكندرة) أو :
* القندرة : كلمة تركية تعني الحذاء وتكون مغلقة من الخلف وتكو مشط القدم قليلا أو كثيرا دون أن تعلو الكاحلين وكانت في حمص بلون أسود وقد يعمد بعضهم الى ثني قسمها الخلفي فيدوسه بكعبــــــه ويسير بها بتيه وخيلاء .
في داخل الدار يحتذى الرجل ( تاسومة أو داسومة) أو شحاطة وهي نوع من مداس طري رقيق ومفتوح الخلف دون كعب عال ، ويتخفف بــــــه الرجل طلبا للراحة بعد العمل .
وقد يلبس قبقابا عاليا من الخشب لاسيما عند الوضوء، البيوت الشرقية المكشوفة خوفا من الرطوبة والبلل .
أما (الزرموزة) كما يلفظها الحمصيون، فكلمة أصلها فارسي كانت تطلق على الحذاء المصنوع كله من قماش أو صوف مشغول ، يلبس في الفوق الجرابات طلبا للدفء ، وقد يكون له نعل خفيف .
* القبقاب : من لباس القدمين وهو حذاء من خشب يقع : تحت القدم الا ( سيره ) الجلدي الذي يعلقه بمشط القدم، ولعله سميبذلك للصوت الذي يحدثه أثناء المشي به على البلاط من فعل (قبقب وسارت به العروس من بيت أهلها الى بيت عرسها قبل استعم سال بغنج ودلال فتنة للناظرين ، قال أحد الشعراء الشعبيين يتغزل بحبيبته وله أنواع متعددة كالشبراوي ، والسادة، والمطعم بالعظم والملون بألوان مختلفة وهذه الأخيرة كان يؤتى بها من دمشق . وكان يصنع في حمص من خشب الصفصاف والحور. وجاء في أمثالهم: (مثل قباقيب الحـــــور كل مالن لورا) كناية عن تأخر الحال وفساد الأمور وتراجع الأوضاع .
د ـ ألبسة النساء :
كانت ألبستهن الداخلية تتألف من :
١- الشنتيان أو الشخشير : وهو اللباسة الطويلة عند المرأة، وكـــان عريضا واسعا متهدلا من أعلاه ملتحما بالساقين من أسفله ويثبت على الخصر بوساطة دكة تدور حوله وتعقد من الخلف وكان يتخذ من قماش رقيق ولذلك دعي ( أحيانا رقيقا ) . ويأتي فوقه
٢ـ القميص : ويدعى في حمص (الشلحة) وهي بدون أكمام ولـــــــه أعلاه تكاد تمرر الرأس، ويبلغ طوله حتى الركبتين ، وقماشه أو الحرير، وشتاء يأتي فوقه المنتيان وورد ذكره . أما من القطن أما ألبسة الجزع فكانت متنوعة وكثيرة وتختلف من حيث قماشهـــــا وزينتها وزخرفها وتطريزها ومنها .
* القزية : ثوب قماش حرير القزّ، أي الحرير الأصلي، وصباغه دقيق قشر الرمان المغلى مما يكسبه لونا خمريا جميلا .
* اليلك : كلمة تركية تعني الثوب طويل حتى القدمين ، ضيق في قسمه الأعلى عريض في الأسفل وله عند الصدر فتحة واسعة. ويضاف الى هذا الثوب صدرية قصيرة وضيقة ذات أكمام طويلة ومفتوحة كثيرا بشكل مستدير، ويشد طرفا الصدرية من الأسفل بأشرطة وبأزرار فيرتفع الصـ ويبرز النهدان نحو الأعلى والى الأمام ! ! !
* الزبون zebon : وهي كلمة تركية تعني ثوبا يصل الى تحت الركبتين مفتوحا من الأمام ويحزم من الوسط بشرائط ويكون خفيفا فضفاضــــا من الحرير المبرقش أو ثقيلا من الجوخ أو المخمل السادة أو من القطن المصبوغ الأزرق وعليه كثير من المطرزات وله فتحتان صغيرتان جانبيتان من الأسفل يطرز (الزبون ) أو المدربية النسائية بألوان ومواضيع هندسية رمزية أو زخارف نباتية مختلفة من الأمام ومن الخلف، وكانت المرأة ترتديه وهي في دارها عند استقبال الضيوف في فصل الصيف في البواكير والعشيات .
* الثوب التلي : من التول (tule ) : القماش الحريري الأسود المفرغ بخيوط متشابكة كخلية النحل ويفوف بالزهر والأشكال الهندسية المفوفة بوساطة الابرة والخيطان الملونة وباليد. وكانت العرائس والنســـاء الغنيات يخرجن أثواب (التول ( في جهازهن ويلبسنه في الحفلات والمناسبات النسائية كالزيارات والاعراس .
* الثوب المردن : أي له ردنان موصولان بالكمين ، وكانـــــــــــت الجواري يلبسنه أثناء الرقص وكذلك المغاني والعشريات، وذكـــــر الأردان المتنبي فقال :
أتت زائرا ما خامر الطيب ثوبها وكالمسك من أردانها تتضوع
وهنا نود أن نشير الى أن التنورة في الريف تعني الثوب الذي تلبسه المرأة فوق ألبستها الداخلية. أما في المدينة فتعنى : الداير أو الخراطة أي القسم السفلي من الباس المرأة من خصرها حتى قدميهـا على الغالب كانت الدار الواحدة تضم أجيالا ثلاثة: الجد وأولاده وأحفاده لذلك لم تكن المرأة حرّة في الخروج من بيتها الى أرض الدار والتنقل فيها الا مغطاة الرأس وأثوابها أبدا طويلة الكمين ولباستها تصل حتى الكعبين ولذلك فمن الواجب أن يكون رأسها دائما مستورا تضع عليه (قطة) وهي منديل رقیق شفاف الشكل ذو ألوان مختلفة مربع طبعت عليه رسوم من الورود والأزاهير بصورة واضحة، وقد يكون مفوفــا على محيطه بتخاريم من شغل السنارة أو الابرة وهـو عـلـى أنواع ، منـــه الشورايات والخوليات ( ١ ) والحمصي والطرابلسي والحموي حسب مكان صنعه .
وكانت المرأة تعتقد أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه امرأة حاسرة الرأس ! ! ! ولذلك كانت تلك (القمطات) جزء من اللباس اليومي لكل امرأة، والبعض كن يلبسن (العراقية ) فوق الثياب وهي كالجاكيت .
وكان بعض الناس يعملون ( هيارة) على النول ، وهي قماش أبيض وأسود يسمونه (زمام) يستعمله الرجال والنساء ويتخذون منه اللباس ات والقمصان .
عند خروج المرأة من المنزل كان لابد من الحجاب حجابا كاملا، وكان يتألف في حمص من الملاءة أي (الملاية) والمنديل ومرت (الملاية ) في حقبة دراستنا ، بثلاثة أدوار .
الأول : الملاية (الفلت) : وكانت أول أمرها، قطعة واحدة من القماش لونها أزرق وتغطي الجسد من قمة الرأس الى أخمص القدم، وعندما تسير المرأة بها في الشوارع أو الأسواق، تمسك بطرفيها من الأمام ماقد يبدو من ثيابها .
الثاني: الملاية (الزم) : وتتألف من قسمين : علوي يستر الرأس ويوضع تحته المنديل على الوجه وينتهي بزنار يشد على القسم الثاني الاسفل عند الخصر وهذا القسم السفلي أصبح يشبه ( الداير ) أو ( الخراطة) في أيامنا ويتجاوز طوله الركبتين حتى الكعبين، ثمّ تطور القسم الأعلى وانفصل عن القسم الأدنى، فكان الدور الثالث :
الثالث: الفجة ( الفلت) : أي لا تربط عند الخصر بشيء بل تتـــــوك سائبة وأثناء السير تضم المرأة طرفيها باحدى يديها، أما القسم الأدنى فبقي على حاله كالداير أو الخراطة ثبتت على الخصر بالمطاط على طرفيها الأعلى أو بعروة وزر .
تعليق