أهم الأكلات :
المصدر الأساسي لانواع الأكلات التي كانت موجودة في حقبــــــــــة دراستنا كتاب ( المعارضات الزينية الهلالية) المعروف بديوان (تذكرة الغافل عن استحضار المأكل ) لجامعه محمد الخالد الجلبي الحمصي والكتاب يحوي القصائد التي نظمها الشاعر محمد بن الشيخ محمد هلال الحموي المتوفي في دمشق (۱۳۱۲هـ = ١٨٩٤م) والقصائد التي نظمها الشيخ مصطفى زين الدين الحمصي ( ۱۸۲٦ - ۱۹۰۰م) معارضا بها قصائد الهلالي الذي كان ينظم القصيدة في المديح أوالتهنئة و يستهلها بالغزل على عادة عصره فيعمـــــــــد الشيخ مصطفى الى نظم قصيدة على البحر نفسه والقافية نفسها متغزلا بالماكل وطيبها. ويلاحظ أن الماكل التي يتغزل بها الشيخ مصطفى هــي ماكل الاغنياء التي تحوي أنواع الكبب والمحاشي ولحوم الضان والدجـ وأنواع الحلويات الفاخرة ولا يذكر ماكل الفقراء .
* المجدرة : الأكلة الشعبية التي لا يخلو منها بيت صيفا أو شتاء وتصنع على النحو التالي: يسلق العدس حتَّى ينضج، ثم تضاف اليه الكمية المناسبة من البرغل الخشن ، بعد تنقيته مما قد يكون فيه من الحصى الصغيرة، ثم تضاف كمية مناسبة من الماء تدعى ( الصمدة ) وعندما ينضج البرغل يكون قد امتى ماء الصمدة كله. ثم يحمى الزيت ويقلى فيه البصل المفروم حتى يبدأ بالاحمرار فيصب فـ وق الطبيخ وتصبح المجدّرة جاهزة للأكل . وكان الأغنياء يتخذون السـ ـن قلية (۲) لها بدلا من زيت الزيتون ويقدّم عادة مع المجدرة المخلل في الفصول الاربعة واللبن ( ١ ) في أيامه .
* الكبة : تصنع من البرغل الناعم والهبرة على النحو التالي: البرغل الناعم ثم يدق في الجرن الحجري الخاص بالكبة، كما تدق الهبرة ثم تعرق (۳) تدق الهبرة ثم تعرق ثم يمزجان معا ويدق المزيج عدة مرات في الجرن حتى تتلاحم الهبرة مع البرغل ويشكلان عجينة متماسكة ثم يؤخذ منها قطعة بمقدار راحة اليد وتبسط بشكل مستدير ثم تضاف اليها الحشوة وهي مزيج مهروس من الشحم والألية والصنوبر ان وجد. وتطبق عليها نظيرتها فارغة من الحشوة ثم تسوّى حروفها حتى تكتمل استدارتها وتصبحان قرصـــــا يشوى على شواية فوق منقل مستطيل ويكون الوقود من الفحم الشجري . هذه هي الكبة المشوية وهناك المقلية والكبة بالصينية وكان الأغنياء يأكلونها بالشهر مرّة أما الفقراء فبالسنة مرة وكانوا يستعيضون عنهـا بنـــوع آخر يدعونه (كبة حيلة) ، وهي برغل يعرك مع قليل من الطحين بدون لحم ولا شحم وتصنع منه كرات صغيرة بحجم (۱) سم . تطبخ ثم تقلى بالزيت والبصل كالمجدرة، وكان الناس يطلقون عليها (رصاص المغاربة ) تندرا بها . لثقلها في الأمعاء وعسر هضمها .
كانت الكبة ولاتزال أنخر الأكلات وأطيبها وكم تغزل بها المرحوم مصطفی زین الدین . وذكرها في أغل قصائده :
ما العشق الا أن تهيم بكبة حمراء تهدى لابذات حجال .
* اللبنية : يداف اللبن بالماء ثم برفع المزيج على النار مع تحريكه المستمر حتى يبدأ بالغليان فيضاف اليه الرز بعد (تصويله) (۱) . وبعد أن ينضج الأرز تصبح جاهزة للأكل . أما الفقراء فكانوا يستعملون (الشنينة) بدل اللبن والذرة الصفراء بدل الأرز .
* الشاكرية : يداف اللبن بالماء ثم برفع على النار مع التحريك البطيء، وبعد أن يغلي يضاف اليه اللحم المسلوق مع شيء من مرقه ويبقى على النار حتى يغلي لمدة عشر دقائق . عرف العرب هذه الأكلة قبل الاسلام وكانوا يدعونها (المضيرة) . وفي عهد المعتصم كانت قوات الحراسة في بغداد والسواد تدعى (الشاكرية ) نسبة الى كلمة (شاكر) الفارسيـــــــة التي تعني (الخادم) وعلى وجه الدقة (الغلام) ويبدو أن هؤلاء (الشاكرية) كانوا يكثرون من أكل اللبن المطبوخ باللحم فعرفت هذه الأكلة نسبة اليهم
تعليق