الشاعر الراوي الإماراتي : محمد خميس النقبي.. المكان قصيدة العمر وبوصلة الروح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر الراوي الإماراتي : محمد خميس النقبي.. المكان قصيدة العمر وبوصلة الروح



    محمد النقبي متجولاً في الطبيعة | تصوير: زيشان أحمد
    المصدر:خورفكان ـ موزة خميس
    التاريخ: 22 سبتمبر 2023م
    محمد خميس النقبي.. المكان قصيدة العمر وبوصلة الروح.
    الراوي، زاوية تبرز الرواة ممن توارثوا مهارة السرد ونقل المضامين من الذاكرة إلى الواقع، وذلك عبر المجالس والاجتماعات والفعاليات، متناولين التراث المحلي الإنساني عبر السنوات أباً عن جد، ومعالجين عدداً من القضايا الاجتماعية، ليسلطوا الضوء على التراث والشخصيات والقبائل، خاصة أن لكل منهم أسلوبه المميز للحديث عن الأماكن والقبائل. وفي الشعر والقصص والمواقف البطولية، يعتبر الراوي الذاكرة الحية التي تضيء لمن أُشكل عليه أمر أو معلومة ما، وهو المعلم في مجال سرد المعلومات التي تناقلتها الأجيال. ليكون الراوي بذلك الوجهة التي يقصدها الباحث للحصول على أصل المعلومة، فضلاً عن الجهات الرسمية التي تقصده في مناسبات كثيرة لذات الهدف، ولكن اليوم ومن هنا نتوجه للرواة لنقدم نبذة عن حياتهم؛ توثيقاً لسيرة مختصرة عن كلٍ منهم، تكريماً لهم ولدورهم الإنساني.
    من مواليد خورفكان منطقة النحوة (وادي شي)، درس المراحل الدراسية بعدة مدارس، وأنهى الثانوية في مدرسة الخليل بن أحمد، وقد عمل كثيراً على نفسه لأجل تطوير قدراته، حيث درس ضمن دورات وله العديد من المقابلات التلفزيونية، وكبر في بيئة تقدر التراث والعادات والتقاليد، ومن تلك البيئة التي تحفل بالمزارعين.
    تعلق الراوي محمد خميس النقبي بالزراعة، حيث كان يقضي جل وقته لأن الأسرة لديها مزرعة تنتج محاصيل، وكانت المنطقة الدروب إليها كانت وعرة، وما بين عامي 1983 و 1984 تم تعبيد شارع رملي يخدم الأهالي، ووجد النقبي الجد والوالد مثل بقية رجال تلك المناطق، قد جبلوا على العمل الحرفي في مجالات عدة.
    وكانوا يعرفون كيفية استغلال كل ما تمنحهم الطبيعة لإنتاج احتياجاتهم، في أجواء من التكافل والتعاون فيما بين الجميع، واعتاد مثل بقية أقرانه على تتبع خطى الكبار عمراً وفكراً، حيث التقط أسرار المهن وتعلم كيف تكون أخلاق الفتى مع الأهل والجار والأصدقاء، وشارك بحب في العناية بالأرض من حرث وري وزرع، وأتقن العمل من حيث الأساليب التي تحفظ المحاصيل كي لا تتلف قبل أو بعد الحصاد.
    لا شك أن أي مكان زراعي قابل للتعرض للأنواء والتقلبات أو حتى الآفات، ولكن عليه أن يكون في مستوى الثقة لأن المصلحة واحدة، وفي ذات الوقت وجد الراوي محمد خميس النقبي ميلاً وتعلقاً بالتراث، فكان يحفظ المعلومات وخاصة تلك المتعلقة بالنباتات التي تنمو في بيئتها، دون تدخل بشري بدءاً من الاسم ووصولاً إلى الفوائد أو المضار.
    وفي ذات الوقت كان يلتقط أبياتاً من الشعر والحداء حتى أصبح شاعراً له الأبيات التي تحث على الخير والسلام والمحبة، وعرف كيف تكون التغرودة أو كيف تكون (الشّله) وهي أبيات الشعر حين تقال بصوت مليء بالشجن.
    وكلما كبر وجد نفسه يسهم تلقائياً ودون دعوة من أية جهة في النشاطات التراثية، وخاصة في مجال الشعر، كما يفسر للآخرين معنى السنع، وهو قواعد الأفعال وما ينطق به الإنسان، وهي قوانين تخص السلوك في التعامل مع الآخرين، وأيضاً ضوابط جميلة تصنع من الروح تلك المعطاء المتخلقة بالكثير من الصفات الراقية. يؤمن النقبي أن حفظ الثقافات الموروثة يعد رسالة عليه أن يحافظ عليها.
    وأن يتعاون مع الآخرين لأجل أن تنتشر، خاصة أن التطور يتسارع ومعه التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الحاملة لثقافات غريبة، وما من شعب يحترم تراثه إلا وتطور وبقي، ومن يضيع القيم والموروث يبهت ويصبح غريباً وربما لا يتطور نحو النجاح من الجوانب الإنسانية، ولذا وجب عليه أن يواصل رسالته بالحث على حفظ القيم وتلك الكنوز التي تنقلت مع الإنسان عبر السنين.
يعمل...
X