الشاعرة ريم القمري // تونس
سليلة الريح
إمرأة خيولها الجبال ، سرجها الغمام ، سقفها السماء .
رجل دمه صلصال ، يداه صخر ، بيته من أشجار.
الحرب اغنية سيئة جدا ، تشبه صوت الفأس في الغابة ، و إن لم يكن ذلك ذنب الحطاب.
هناك مدن إسمها نقش على جسد التاريخ ، كلما ازداد حصارها ازدادت جمالا ، و هناك قرى ارحب من كون .
كذلك بعض النساء أكبر من فكرة الحب.
البلاد ، التى لم تعمد بزلازل أو براكين ، و لم تبكى نساؤها حتى احترقت مجامر قلوبهن بخورا ، تشبه بعض الرجال
قلوبهم كهوف مهجورة.
حين تمر قرب البحر ، سينكرك و يقهقه عاليا ، سيقول لك أنك رجل لا ملح يسيل من عرقه ، و النساء تحب رائحة الفحولة .
وأنك ربما قد تكون ما عرفت حتى الآن، غير أطياف النساء.
أنا امرأة سيئة التقدير ، كنت أجلس دائما عكس عقارب الساعة ، ظننتها الطريقة الأفضل لقتل الوقت ، لذلك كان حظي عاثر في الحب و فشلت.
الرجل الذي كان يلبس " قناع دنجوان" و يسكب عطره على النساء ، نسي أن يلمع حذاءه جيدا من آثارهن ، و هو يصطدم بنجمي ذات مساء عابر.
فتهشمت رجولته.
ما أبعد النهر عن البحر ،
ما أبعد المهرة الحرة سليلة الريح ، عن سايس الخيول.
هي البحر في عنفوانه،
هو ضفة النهر التى قدت من صلصال.
ريم القمري