الفنان التشكيلي السوري الصديق بشير بشير فنان مجرب ومجتهد ومتمرس ومتجدد ومنتج لأعمال فنية لها بصمة وتوقيع شخصي خاص به وقد استطاع الفنان من توظيف خبراته التصويرية السابقة التي دأب عليها وأتقنها كرسم التشخيص والطبيعة وهي بالتأكيد المعلم لكل فنان يسعى إلى اتخاذ أسلوب لذاته .
كما واستفاد من تجارب بعض الزملاء الفنانين التشكيليين السوريين الكبار كالفنان أنور الرحبي الذي كان لتجربته الفنية تأثير كبير على توجهات وتكوينات الفنان بشير ولكل بصمته وتفرده ، وبالتأكيد هذا ليس نقصا أو عيبا فجميعنا نحتاج إلى التعلم والخبرة .
و لقد تمكن الفنان بشير من ابتكار تكوينات تجريدية قوية ومتماسكة ومتوازنة تلخص خبراته التي تعلمها واكتسبها من إتقان التصوير الواقعي وتستقطب عين المتلقي لتدخلها من خلال كتلة العمل وفضاء اللوحة وتجول بها في الرموز والتفاصيل كمثل الغواص الذي يبحر في الأعماق ليكتشف جماليات لا تدركها العين على السطح ...
الفنان بشير تمكن باقتدار من خلال معارضه الشخصية المتعددة ومشاركاته داخل سورية وخارجها من حجز مساحة لتجربته على الساحةالتشكيلية السورية ليقول ومن خلال منتجه التشكيلي ها أنا ذا .
أما بناء العمل عند الفنان بشير فإنه يعتمد في كثير من الأحيان على فسيفساء الألوان الصريحة ومفردات الخط العربي الخاص به بألوان قوية كالأسود والتي تحتضن تلك المساحات وتألف بينها بطريقة عفوية ولينة تكسر من حدية لون تلك الخطوط والرموز والمفردات . وكثيرا ما يسعى الفنان إلى تقطيع تكوين اللوحة إلى قطوع مربعات ومستطيلات وأحيانا يدخل عنصر الدائرة وقد يجعلها محور التكوين والبؤرة التي تستقطب عين المتلقي لتدخلها في تفاصيل اللوحة وهذا الفعل يمكن الفنان من التصرف بالمساحات الكبيرة للوحة والسيطرة عليها وهو تصرف مشروع ولا يخرج عن فن الأرابسك ولكن بطريقة تصويرية تجريدية معاصرة وفي هذه الحالة يمكن توصيف لوحته وخاصة الكبيرة منها أنها مؤلفة من مجموعة لوحات بحجوم مختلفة ولكنها متآلفة ومنسجمة ضمن تكون اللوحة العام
ويتخلل تلك المساحات اللونية توشيحات لونية متعددة الدرجات من الألوان الباردة و أحيانا الألوان الحارة يكسر الفنان بها الرتم الهندسي ليشعرنا بإحساس بصري تصويري أقرب منه إلى الإعلاني وهذا يعود إلى حرفية الفنان بشير وتمكنه من أدواته الفنية في إخراج منجزه الفني للعيان .
ولابد من الإشارة إلى أن الفنان بشير ومن بداية عروضه الفنية داخليا وخارجيا قد تجاوز وهرة المساحات البيضاء الكبيرة للوحات من أمامه واقتحمها بثقة من نفسه وتمكن من أدواته وعرف من أين يبدأ ومتى ينهي عمله ويوقع عليه .
لذلك فإنك ترى أن مجمل أعماله الفنية من الحجوم الكبيرة والبعض منها جدارية وهذا بالتأكيد ليس بالأمر البسيط .
وفي الواقع الحالي نشاهد أن الفنان بشير قد استقر به الأمر والإقامة والإنجاز الفني
في الإمارات العربية المتحدة ( الشارقة)
تحية شخصية قلبية للصديق الفنان بشير بشير وإلى مزيدا من التألق والإبداع ...
أحمد الياس
الإمارات العربية المتحدة دبي
في 21/9/2023
تعليق