يقول الفيلسوف الأمريكي جورج سانتيانا ضمن كتابه الاحساس بالجمال: أن الجمال لا يوجد مستقلا عن إحساس الإنسان، وقولنا أن هناك جمالاً لا ندركه يساوي قولنا ان هناك إحساسا لا نشعر به. والإحساس بالجمال يختلف عن باقي الإحساسات الأخرى لانه إحساس وأن كان يخاطب الشعور الا انه مصحوب بإدراك وبحكم نقدي وبفعل تفضيل. اجد هذا الوصف ينطبق على الأفلام الثلاثة لكيشلوفسكي التي تعبر عن الجمال المطلق، اي الجمال المجرد من اي شيء بما تتضمنه من لحظات من الشحنات العاطفية الطاغية كما تشتمل على مواقف متعددة الأبعاد من الحوار والأداء غنية بمعاني القيم الإنسانية وتوضيح تجارب الحياة وإدراك جوهرها. ثلاثية الألوان "الثلاثية الهادئة قليلة الاحداث صعبة الفهم".
ثلاثة أجزاء، كل جزء منهم على اسم لون من ألوان العلم الفرنسي ورمزياته التي تدل على قيم، فالأزرق رمز الحرية، والأبيض رمز المساواة، والأحمر رمز الإخاء. عبر كيشلوفسكي عن هذه القيم الثلاث من خلال قصص ذاتية لثلاثة أشخاص هم جولي، وكارول، وفالنتين.
الجزء الأول "ازرق" لون الكآبة الرقيقة يدور حول "جولي" التي فقدت زوجها -الموسيقار الأشهر والذي يتولى تأليف موسيقى الاتحاد الأوروبي- وابنتها في حادث سيارة، تحاول الانتحار وتفشل. وبعدها تقوم بمحو حياتها السابقة بالكامل، حيث تقوم ببيع المنزل وكل متعلقاتها الشخصية باستثناء النجفة الزرقاء (النجفة هي الثرية التي التي تعلق في سقف الصالات عادة)، وتهجر كل معارفها، ثم تتوالى الأحداث الى ان تكتشف جولي خيانة زوجها السابق مع امرأة أخرى "عشيقة" حملت منه بعد وفاته.
رغم انه حادث المأسوي الا انه كان بداية حرية لجولي، حرية عاطفية، الحرية من ذكرى زوجها السابق، فقد اختار كيشلوفسكي اصعب أنواع الحرية "الحرية الفردية لاجل الذات التي لا تأتي بسهولة" مع رمزيته حول أن الحب لا يصمد طويلا امام الحقيقة رغم حب جولي لزوجها إلا أن معرفة الحقيقة التامة حوله جعلها تقطع كل روابطها الماضية به منها ذكرياته وتبني لها حياة جديدة بنمط آخر.
- الجزء الثاني، جزء المساواة «أبيض»، فيدور حول المهاجر البولندي "كارول"الذي تطلقه زوجته الفرنسية "دومنيك" في المحكمة بسبب ضعفه الجنسي.
تستمر الصدف في توجيه حياة كارول، إلى أن تقوده لجمع المال ليصبح رجل أعمال. هذه اللحظة التي يشعر فيها بالمساواة وبقدرته على العودة لدومنيك الفرنسية. ينجح كارول في مخططه ويستدرج دومينك لبولندا، ويقدر للمرة الأولى ممارسة الجنس معها. قيمة المساواة الكاملة لا تتحقق إلا بتساوي الطرف الضعيف مع القوي. وهو ما يرمز إليه كيشلوفسكي بكارول البولندي الذي لا يقدر على ممارسة الجنس إلا حين شعر بالمساواة، التي لن يشعر بها إلا بتحقيق ذاته وامتلاك عناصر القوة، وكما ينطبق هذا على الأفراد ينطبق أيضًا على الأوطان. ومع أن فكرة المساواة هنا جاءت مقترنة بالانتقام إلا أن الارتباط بينهما جاء للربط الذي حصل بين حب كارول وتألمه إذ على شدة الحب حصل انتقامه.
- الفيلم الأخير من ثلاثيّة الألوان هو جزء "الأحمر"، وهو الفيلم الأخير لكيشلوفسكي أيضا "اذ اعتزل الاخراج بعدها". يبدأ الفلم بعرض شخصية «فالنتين» العارضة في مجال الدعاية التي تشعر بالوحدة مع حبيبها الذي يدرس في بلد أخر ويعاملها بلامبالاة وتشكك وبرود. تصدم كلبة حامل أثناء قيادتها السيارة وتعالجها ثم تحاول ايصالها لصاحبها. وصاحب الكلبة قاضٍ متقاعد، يعيش وحيدًا.
تكتشف فالنتين صدفة أن القاضي "صاحب الكلبة" يتجسس على جيرانه لحبه للعب دور الشاهد "المراقب عن بُعد" بَعد أن تعب من دوره بإطلاق الأحكام على الناس. بمرور أحداث الفلم نكتشف أوجه الشبه بين القاضي وحبه المفقود وفالنتين وعشيقها الغائب ويحدث بينهما نوع من الأخوّة التي تحسن من حالتهما النفسية ودوافعهما في الحياة. تعتمد الحبكة الرئيسية للفلم على عدم توضيح الزمان إذ تتقاطع قصة أوجستين الشاب الذي يتبين فيما بعد انه القاضي المتقاعد، ليدفع لنا قصة القاضي الشاب إلى خلفية الأحداث، بينما نرى مستقبله وهو عجوز، وبذلك يكون دمج زمانين في زمان واحد.
بطلة الأزرق تظهر بشكل عابر في لقطه من الأبيض في قاعة المحكمة، وينعكس الأمر في الجزء الثاني. وجميع أبطال الثلاثية يظهرون معاً في الأحمر في حادثة غرق العبّارة والتي لها دلالة كبيرة أيضاً.
ثلاثة أجزاء، كل جزء منهم على اسم لون من ألوان العلم الفرنسي ورمزياته التي تدل على قيم، فالأزرق رمز الحرية، والأبيض رمز المساواة، والأحمر رمز الإخاء. عبر كيشلوفسكي عن هذه القيم الثلاث من خلال قصص ذاتية لثلاثة أشخاص هم جولي، وكارول، وفالنتين.
الجزء الأول "ازرق" لون الكآبة الرقيقة يدور حول "جولي" التي فقدت زوجها -الموسيقار الأشهر والذي يتولى تأليف موسيقى الاتحاد الأوروبي- وابنتها في حادث سيارة، تحاول الانتحار وتفشل. وبعدها تقوم بمحو حياتها السابقة بالكامل، حيث تقوم ببيع المنزل وكل متعلقاتها الشخصية باستثناء النجفة الزرقاء (النجفة هي الثرية التي التي تعلق في سقف الصالات عادة)، وتهجر كل معارفها، ثم تتوالى الأحداث الى ان تكتشف جولي خيانة زوجها السابق مع امرأة أخرى "عشيقة" حملت منه بعد وفاته.
رغم انه حادث المأسوي الا انه كان بداية حرية لجولي، حرية عاطفية، الحرية من ذكرى زوجها السابق، فقد اختار كيشلوفسكي اصعب أنواع الحرية "الحرية الفردية لاجل الذات التي لا تأتي بسهولة" مع رمزيته حول أن الحب لا يصمد طويلا امام الحقيقة رغم حب جولي لزوجها إلا أن معرفة الحقيقة التامة حوله جعلها تقطع كل روابطها الماضية به منها ذكرياته وتبني لها حياة جديدة بنمط آخر.
- الجزء الثاني، جزء المساواة «أبيض»، فيدور حول المهاجر البولندي "كارول"الذي تطلقه زوجته الفرنسية "دومنيك" في المحكمة بسبب ضعفه الجنسي.
تستمر الصدف في توجيه حياة كارول، إلى أن تقوده لجمع المال ليصبح رجل أعمال. هذه اللحظة التي يشعر فيها بالمساواة وبقدرته على العودة لدومنيك الفرنسية. ينجح كارول في مخططه ويستدرج دومينك لبولندا، ويقدر للمرة الأولى ممارسة الجنس معها. قيمة المساواة الكاملة لا تتحقق إلا بتساوي الطرف الضعيف مع القوي. وهو ما يرمز إليه كيشلوفسكي بكارول البولندي الذي لا يقدر على ممارسة الجنس إلا حين شعر بالمساواة، التي لن يشعر بها إلا بتحقيق ذاته وامتلاك عناصر القوة، وكما ينطبق هذا على الأفراد ينطبق أيضًا على الأوطان. ومع أن فكرة المساواة هنا جاءت مقترنة بالانتقام إلا أن الارتباط بينهما جاء للربط الذي حصل بين حب كارول وتألمه إذ على شدة الحب حصل انتقامه.
- الفيلم الأخير من ثلاثيّة الألوان هو جزء "الأحمر"، وهو الفيلم الأخير لكيشلوفسكي أيضا "اذ اعتزل الاخراج بعدها". يبدأ الفلم بعرض شخصية «فالنتين» العارضة في مجال الدعاية التي تشعر بالوحدة مع حبيبها الذي يدرس في بلد أخر ويعاملها بلامبالاة وتشكك وبرود. تصدم كلبة حامل أثناء قيادتها السيارة وتعالجها ثم تحاول ايصالها لصاحبها. وصاحب الكلبة قاضٍ متقاعد، يعيش وحيدًا.
تكتشف فالنتين صدفة أن القاضي "صاحب الكلبة" يتجسس على جيرانه لحبه للعب دور الشاهد "المراقب عن بُعد" بَعد أن تعب من دوره بإطلاق الأحكام على الناس. بمرور أحداث الفلم نكتشف أوجه الشبه بين القاضي وحبه المفقود وفالنتين وعشيقها الغائب ويحدث بينهما نوع من الأخوّة التي تحسن من حالتهما النفسية ودوافعهما في الحياة. تعتمد الحبكة الرئيسية للفلم على عدم توضيح الزمان إذ تتقاطع قصة أوجستين الشاب الذي يتبين فيما بعد انه القاضي المتقاعد، ليدفع لنا قصة القاضي الشاب إلى خلفية الأحداث، بينما نرى مستقبله وهو عجوز، وبذلك يكون دمج زمانين في زمان واحد.
بطلة الأزرق تظهر بشكل عابر في لقطه من الأبيض في قاعة المحكمة، وينعكس الأمر في الجزء الثاني. وجميع أبطال الثلاثية يظهرون معاً في الأحمر في حادثة غرق العبّارة والتي لها دلالة كبيرة أيضاً.