نعم، بالرغم من أنّه ثقبٌ صغيرٌ لا يتعدّى قطره مليمترين، إلا أن وجوده في مركبة الفضاء الروسيّة (سويوز – Soyuz) المُلتحمة مع محطة الفضاء الدوليّة كان كافيًا ليُشكّل موجة اتّهامات بقدرٍ أكبر حتّى من الضغط الذي كانت قد فقدته المركبة بسبب الثقب.
فقد خرج رئيس وكالة الفضاء الاتحادية الروسية (ديمتري روجوزين – Dmitry Rogozin) في ظهورٍ له على التلفاز قائلًا: «بعد التحقيق الروسي تم الإقرار بأن الثقب لم يكن عيبًا في التصنيع».
ولكن من بعد هذا التصريح قامت ناسا بإصدار بيانٍ آخر حول التحقيق.
في نهاية شهر آب/أغسطس 2018، تم اكتشاف تسرّب على متن المحطة الفضائيّة، وتم تنبيه روّاد الفضاء بأنهم يفقدون كميّة من الضغط بشكل بطيء، وبعد البحث سرعان ما وجدوا الثُقب الموجود في المركبة الفضائيّة “سويوز MS-09” وقاموا باحتوائه بالسرعة القصوى.
لكن الأمور بدأت تأخذ منحىً حادًا، إذ كان الافتراض الأوّل هو أن الثقب ناتج عن اصطدام نيزك صغير بالمركبة، ولكنّ صورةً كانت قد نُشرت من قبل وكالة ناسا تُظهر بشكل جليّ آثار حفر بجوار الثقب ولكن ما لبثت أن حُذفت تلك الصوربشكل غامض.
يقول أحد المُغرّدين على تويتر: «في البداية كان الاعتقاد بأنه ثقب ناجم عن ضربة نيزك، ولكن بعد نشر ناسا للصوّر، علّق العديد من الناس “إنها لا تبدو كضربة نيزك”، فقامت من بعدها ناسا بحذف الصور، وفي تقرير لموقع الأخبار الروسيّ (RIA NOVOSTI) عبر مصادره والتي أكّدها على مايبدو رئيس وكالة الفضاء الاتحادية الروسية ” Rogozin”: «إنها تبدو كثُقب تم حفره».
إلى هنا يبدو الأمر جيّدًا، لكن في أوائل شهر أيلول/سبتمبر 2018، تأججت شبكة الإنترنت بتصريحات صادرة عن روجوزين وشكّلت حالة انفعال فقد وردَ عنه: «إن العثور على المسؤول الأساسي لهذه الحادثة يُعتبر مسألة شرف بالنسبة للشركة المُصنّعة لمركبة “سويوز” الفضائيّة، وذلك لمعرفة ما إن كان الأمر عيبًا عرضيًّا أم تخريبًا مُتعمّدًا ولتحديد مكان حدوثه هل كان على الأرض أم في الفضاء».
كانت تلك التصريحات كافيّة لتبدأ التكهّنات بالظهور، والتي بلغت أوجها في صحيفة “Kommersant” الروسيّة فقد ذكرت في تقرير لها بأن أحد روّاد فضاء ناسا هو الذي قام بحفر الثقب لأنه كان مريضًا، ما يدعو لعودته في وقت مُبكر بتلك المركبة الفضائيّة بدلًا من أن تدفع ناسا تكلفة صاروخ آخر ليصعد الفضاء ويجلب الرائد المريض. ولكن من الواضح أنّه لم يكن هناك أيُّ دليل يدعم هذا الكلام.
وهنا تدخّلت كلٌ من وكالتيّ الفضاء الأمريكيّة “NASA” والروسيّة “Roscosmos” وأصدروا بيانًا مُشتركًا في 13 أيلول/ سبتمبر 2018، بأنهم يعملون سويًّا في التحقيق للوصول إلى مصدر التسرّب.
وفي سياق تصريحات روجوزين الأولى، فقد ذكر بأن لجنة التقصّي حول هذا الثقب قدّمت تقريرها قائلًا: «تم التوصّل لقرار التخلّي عن فرضيّة العيب في التصنيع، وإنه لأمرٌ مُهم في طريق اثبات الحقيقة، وفيما يتعلّق بتعمّد حدوث هذا الثقب وأين حصل ذلك، هذا ما يجب تحديده من قِبل لجنة تحقيق ثانيّة، والتي بدأت بعملها فعلًا».
سابقًا، خرج تفسيرٌ كانت قد تبنته وكالة الأنباء الروسيّة “Ria Nostovi”، بأن شخصًا في شركة “Energia” المُصنّعة للمركبة سويوز قد ارتكب خطاً أثناء تصنيع المركبة وقام بتغطيته بنسيج وغراء، ولكنّ تصريح روجوزين الأخير يُظهر بأن وكالة الفضاء الروسية قد استبعدت هذا الأمر الآن.
ولكن هذا لا يعني – كما يعتقد البعض – بأن الخيار الوحيد المُتبقي هو التخريب المُتعمّد.
فكما أشارت ناسا في البيان الصادر عنها: «ذكرت وسائل الإعلام الروسيّة مؤخّرًا نقلًا عن المدير العام “Rogozin ” قوله بأن الثقب ليس ناجمًا عن عيب في التصنيع، ولكن إن وجود عيب في التصنيع يُعتبر أمرًا مُنفصلًا ولا يؤثر بشكل قاطع على الإنتاج المُستقبلي، وهذا الاستنتاج لا يعني بضرورة الحال أن الثقب قد تم عن قصدٍ أو سوء نيّة، وكلٌ من وكالتيّ الفضاء الأمريكيّة “NASA” والروسيّة “Roscosmos” تحققان في الحادثة لتحديد السبب».
بالرغم من ذلك فإن احتمال أن يكون الثقب قد حصل في الفضاء يبدو ضعيفًا نوعًا ما للأسباب التاليّة:
أولًا، لن يُخاطر أيُّ رائد فضاء بإحداث ثقب في بيئة من الجاذبيّة الضعيفة ما يؤدي لأن تعوم بقايا الثقب في محطة الفضاء الدولية وامكانيّة أن تدخل لأحد الأجهزة الدقيقة وتُتلفها.
ثانيًا، هو ما أوضحه مهندس الفضاء (بابلو دي ليون – Pablo de Leon): «من الصعب فعلًا القيام بذلك، لأنّك بحاجة لقوة دفع تكفي لاختراق الألياف الزجاجيّة وجدار الألمنيوم وهذه أمر يصعب القيام به ميكانيكيًّا، إذ ليس لديك وسيلة لتأمين نفسك بيد واحدة لتقوم بإحداث ثقبٍ باليد الثانية في تلك المساحة الخاصّة».
وبخلاف منشآت التصنيع في مدينة (سامارا – Samara) الروسيّة، هناك مواقع أرضيّة أخرى حيث يُمكن أن يكون الثُقب قد أحدِث فيها، كالطريق الواصل بين مدينة سامارا الروسيّة و (بايكونور – Baikonur) الكازخيّة، حيث توجد مُنشآت ومنصّات الإطلاق مثلًا، أو في داخل تلك المُنشآت.
لكن كلًا من وكالتي الفضاء الأمريكية والروسيّة نَفَتا وبشدّة أن يكون لأحد من الطاقم أي علاقة بهذا الأمر، أو أنهم يعملون معًا في أيّ شيء إلا الانسجام.
وقد أشارت ناسا في بيانها بأن كلًا من رائدي الفضاء الأمريكي ” Nick Hague” والروسي ” Alexey Ovchinin” سينطلقان إلى محطة الفضاء الدوليّة في الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وفي ذلك الوقت سيجتمع مدير وكالة “NASA”مع مدير وكالة “Roscosmos”، مع بقاء التحقيق مُتسمرًا.
وقالت “NASA”: «يُخطط برنامج المحطة الدوليّة مبدئيًّا للقيام بمهمات سير خارج المركبة الفضائيّة في تشرين الثاني/نوفمبر الحالي لجمع المزيد من المعلومات».
فقد خرج رئيس وكالة الفضاء الاتحادية الروسية (ديمتري روجوزين – Dmitry Rogozin) في ظهورٍ له على التلفاز قائلًا: «بعد التحقيق الروسي تم الإقرار بأن الثقب لم يكن عيبًا في التصنيع».
ولكن من بعد هذا التصريح قامت ناسا بإصدار بيانٍ آخر حول التحقيق.
في نهاية شهر آب/أغسطس 2018، تم اكتشاف تسرّب على متن المحطة الفضائيّة، وتم تنبيه روّاد الفضاء بأنهم يفقدون كميّة من الضغط بشكل بطيء، وبعد البحث سرعان ما وجدوا الثُقب الموجود في المركبة الفضائيّة “سويوز MS-09” وقاموا باحتوائه بالسرعة القصوى.
لكن الأمور بدأت تأخذ منحىً حادًا، إذ كان الافتراض الأوّل هو أن الثقب ناتج عن اصطدام نيزك صغير بالمركبة، ولكنّ صورةً كانت قد نُشرت من قبل وكالة ناسا تُظهر بشكل جليّ آثار حفر بجوار الثقب ولكن ما لبثت أن حُذفت تلك الصوربشكل غامض.
يقول أحد المُغرّدين على تويتر: «في البداية كان الاعتقاد بأنه ثقب ناجم عن ضربة نيزك، ولكن بعد نشر ناسا للصوّر، علّق العديد من الناس “إنها لا تبدو كضربة نيزك”، فقامت من بعدها ناسا بحذف الصور، وفي تقرير لموقع الأخبار الروسيّ (RIA NOVOSTI) عبر مصادره والتي أكّدها على مايبدو رئيس وكالة الفضاء الاتحادية الروسية ” Rogozin”: «إنها تبدو كثُقب تم حفره».
إلى هنا يبدو الأمر جيّدًا، لكن في أوائل شهر أيلول/سبتمبر 2018، تأججت شبكة الإنترنت بتصريحات صادرة عن روجوزين وشكّلت حالة انفعال فقد وردَ عنه: «إن العثور على المسؤول الأساسي لهذه الحادثة يُعتبر مسألة شرف بالنسبة للشركة المُصنّعة لمركبة “سويوز” الفضائيّة، وذلك لمعرفة ما إن كان الأمر عيبًا عرضيًّا أم تخريبًا مُتعمّدًا ولتحديد مكان حدوثه هل كان على الأرض أم في الفضاء».
كانت تلك التصريحات كافيّة لتبدأ التكهّنات بالظهور، والتي بلغت أوجها في صحيفة “Kommersant” الروسيّة فقد ذكرت في تقرير لها بأن أحد روّاد فضاء ناسا هو الذي قام بحفر الثقب لأنه كان مريضًا، ما يدعو لعودته في وقت مُبكر بتلك المركبة الفضائيّة بدلًا من أن تدفع ناسا تكلفة صاروخ آخر ليصعد الفضاء ويجلب الرائد المريض. ولكن من الواضح أنّه لم يكن هناك أيُّ دليل يدعم هذا الكلام.
وهنا تدخّلت كلٌ من وكالتيّ الفضاء الأمريكيّة “NASA” والروسيّة “Roscosmos” وأصدروا بيانًا مُشتركًا في 13 أيلول/ سبتمبر 2018، بأنهم يعملون سويًّا في التحقيق للوصول إلى مصدر التسرّب.
وفي سياق تصريحات روجوزين الأولى، فقد ذكر بأن لجنة التقصّي حول هذا الثقب قدّمت تقريرها قائلًا: «تم التوصّل لقرار التخلّي عن فرضيّة العيب في التصنيع، وإنه لأمرٌ مُهم في طريق اثبات الحقيقة، وفيما يتعلّق بتعمّد حدوث هذا الثقب وأين حصل ذلك، هذا ما يجب تحديده من قِبل لجنة تحقيق ثانيّة، والتي بدأت بعملها فعلًا».
سابقًا، خرج تفسيرٌ كانت قد تبنته وكالة الأنباء الروسيّة “Ria Nostovi”، بأن شخصًا في شركة “Energia” المُصنّعة للمركبة سويوز قد ارتكب خطاً أثناء تصنيع المركبة وقام بتغطيته بنسيج وغراء، ولكنّ تصريح روجوزين الأخير يُظهر بأن وكالة الفضاء الروسية قد استبعدت هذا الأمر الآن.
ولكن هذا لا يعني – كما يعتقد البعض – بأن الخيار الوحيد المُتبقي هو التخريب المُتعمّد.
فكما أشارت ناسا في البيان الصادر عنها: «ذكرت وسائل الإعلام الروسيّة مؤخّرًا نقلًا عن المدير العام “Rogozin ” قوله بأن الثقب ليس ناجمًا عن عيب في التصنيع، ولكن إن وجود عيب في التصنيع يُعتبر أمرًا مُنفصلًا ولا يؤثر بشكل قاطع على الإنتاج المُستقبلي، وهذا الاستنتاج لا يعني بضرورة الحال أن الثقب قد تم عن قصدٍ أو سوء نيّة، وكلٌ من وكالتيّ الفضاء الأمريكيّة “NASA” والروسيّة “Roscosmos” تحققان في الحادثة لتحديد السبب».
بالرغم من ذلك فإن احتمال أن يكون الثقب قد حصل في الفضاء يبدو ضعيفًا نوعًا ما للأسباب التاليّة:
أولًا، لن يُخاطر أيُّ رائد فضاء بإحداث ثقب في بيئة من الجاذبيّة الضعيفة ما يؤدي لأن تعوم بقايا الثقب في محطة الفضاء الدولية وامكانيّة أن تدخل لأحد الأجهزة الدقيقة وتُتلفها.
ثانيًا، هو ما أوضحه مهندس الفضاء (بابلو دي ليون – Pablo de Leon): «من الصعب فعلًا القيام بذلك، لأنّك بحاجة لقوة دفع تكفي لاختراق الألياف الزجاجيّة وجدار الألمنيوم وهذه أمر يصعب القيام به ميكانيكيًّا، إذ ليس لديك وسيلة لتأمين نفسك بيد واحدة لتقوم بإحداث ثقبٍ باليد الثانية في تلك المساحة الخاصّة».
وبخلاف منشآت التصنيع في مدينة (سامارا – Samara) الروسيّة، هناك مواقع أرضيّة أخرى حيث يُمكن أن يكون الثُقب قد أحدِث فيها، كالطريق الواصل بين مدينة سامارا الروسيّة و (بايكونور – Baikonur) الكازخيّة، حيث توجد مُنشآت ومنصّات الإطلاق مثلًا، أو في داخل تلك المُنشآت.
لكن كلًا من وكالتي الفضاء الأمريكية والروسيّة نَفَتا وبشدّة أن يكون لأحد من الطاقم أي علاقة بهذا الأمر، أو أنهم يعملون معًا في أيّ شيء إلا الانسجام.
وقد أشارت ناسا في بيانها بأن كلًا من رائدي الفضاء الأمريكي ” Nick Hague” والروسي ” Alexey Ovchinin” سينطلقان إلى محطة الفضاء الدوليّة في الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وفي ذلك الوقت سيجتمع مدير وكالة “NASA”مع مدير وكالة “Roscosmos”، مع بقاء التحقيق مُتسمرًا.
وقالت “NASA”: «يُخطط برنامج المحطة الدوليّة مبدئيًّا للقيام بمهمات سير خارج المركبة الفضائيّة في تشرين الثاني/نوفمبر الحالي لجمع المزيد من المعلومات».