شجرة البتولا الروسية
ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﺮﻭﺳﻴﺎ ﻣﻨﺬ
ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺣﻘﻼ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﺷﺠﺮﺓ ﺑﺘﻮﻻ
ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﻏﺎﺑﺔ ﺭﻭﺳﻴﺔ ﺗﻨﻌﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺠﺮﺍﺕ
ﺑﺘﻮﻻ ﺍﻭ ﺣﻤﺎﻣﺎ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻘﺸﺔ ﺻﻨﻌﺖ
ﻣﻦ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ . ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ
ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻤﻴﺘﻰ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ
ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ
ﻏﻴﺮ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ . ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ﻓﻲ ﺣﻘﺒﺔ ﻣﺎ
ﻗﺒﻞ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻣﺴﻜﻨﺎ
ﻟﻠﺠﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺸﺠﺮﺍﺕ
ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ . ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻫﻞ ﺷﻤﺎﻝ
ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﻟﻢ
ﻳﺼﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ . ﻭﻫﻨﺎﻙ
ﻓﺄﻝ ﺷﺮ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﺘﻮﻻ . ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ
ﺃﺣﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺒﻖ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻴﺚ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﻏﺮﺱ ﺷﺠﺮﺓ ﺑﺘﻮﻻ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ
ﻣﺴﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻛﻴﻼ ﻳﺘﺮﻣﻞ
ﻣﺒﻜﺮﺍ . ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ . ﻭﻳﺸﺘﻖ ﻟﻔﻆ
" ﺑﻴﺮﻳﻮﺯﺍ " ( ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ) ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺣﻔﻆ
( ﺑﺎﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ) . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﻓﻈﺔ ﺇﻟﻬﺔ ﻭﺛﻨﻴﺔ
ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻫﺎ
ﺃﻣﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﺃﻭﻻ
ﺃﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺒﺘﻮﻻ ﻫﻲ ﺭﻣﺰ ﻟﻠﺨﺼﻮﺑﺔ
ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ . ﺛﻢ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﺮﻣﺰ
ﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ