العقم وعلاجه ..
عدم الخصب عند الرجل
أثبتت الدراسات والتجارب ان الرجل يكون مسؤولا عن العقم في اربعين حالة من كل مائة حالة . وهذا يعني ان كل بحث حول أسباب عدم انجاب الزوجة للذرية ، يجب ان يبدأ من فحص نطفة الرجـل ، ويستحسن ان يتم الحصول عليها في المختبر الذي سيجري فيه الفحص ، فاذا أبى الزوج ، فلا بأس من الحصول عليها في المنزل ، وحفظهـا في إناء معقم في مكان رطب ثم الإتيان بها الى المختبر سريعاً ، ومـن الضروري ان ننبه الى ضرورة عدم استخدام أوعية مطاطية ( كالكبوت الانكليزي ) في هذه العملية لأن تماس المواد المنوية مع المطاط يعرض كثيراً من عناصرها الحية الى الفناء ، والى ضرورة وضع المادة المنويـة في إناء جاف غير مبلل ، كما انه من الضروري ان يمضي الرجل خمسة أيام على الأقل في راحة جسدية قبل أن يحصل على المادة المطلوبة لأن قدرة الحيوانات المنوية على الاخصاب ذات علاقة وثقى بمدى الراحـة أو الارهاق الجنسيين اللذين يتعرض لها الرجل ( كما ذكرنا في صفحات سابقة ) .
والقابلية الجنسية أو القوة الجنسية ليست لها علاقة بالقدرة على الانجاب . بل يمكن القول ان الارهاق الجنسي أي الافراط في الجماع يضعف قدرة الحيوانات المنوية ، ويقلل من وجودها ولذا فإن قضاء فترة من الوقت في راحة من الاتصالات الجنسية ، له أثره في اغناء السائـل بالحيوانات المنوية التي تتجمع وتتكاثر وهناك حالات اكتسب فيها بعض الأزواج القدرة على الانجاب بمجرد اقلالهم من مرات الاتصال الجنسي ، وتأخير هم ذلك الى الوقت الذي تنتج فيه زوجاتهم البيوض ، أي الوقت الصالح للتلقيح .
صورة – ٥٧
هذه ثلاث قطرات من سائل حيوي .. وتظهر بين مختلف العناصر التي تؤلف السائل ، الحيوانات المنوية برؤوسها البيضوية واذنابها الملتوية . ففي القطرة الاولى ( 1 ) لا يوجد إلا القليل من هذه الحيوانات ... أما في الثانية ( ٢ ) فعددها اكبر .. ولكن لا بد كي يكون احدهـا فعالا " من أن تكون الحيوانات تعج في القطرة ، سابحة ملوية عن هدفها كما في القطرة الثالثة ( ۳ ) .
وان غزارة السائل المنوي لا علاقة لها بالقدرة على الانجاب – کا تظن العامـة فقد يكون الزوج غزير المادة وعقيمـاً في نفس الوقت ، فالسائل المنوي يتألف في قسمه الأكبر من عصير تفرزه البروستات والغدد الأخرى ، وفي هذا العصير تسبح الحيوانات المنوية ، فاذا كانت الأقنية الناقلة للنطف مسدودة مثلا كان السائل المنوي خالياً من الحيوانات المخصبة .
ان المقدار اللازم لقدرة الرجل على الاخصاب يجب الا يقل عن ثلاثمائة مليون من الحيوانات المنوية في الدفعة الواحدة أي مائة مليون في السنتيمتر المكعب الواحد ، ومن بين هذا العدد الهائل من الحيوانات المنوية يستطيع حيوان منوي واحد أن يخصب الببيضة عندما يلتقي بهـا الضروري أن تمضي على هذه الحيوانات مدة لا تقل عن أربع وعشرين ساعة يظل نصفها على الأقل حياً قوياً نشيطاً ، أي أن الفحص المخبري يجب أن يتنبأ عن امكان بقاء نصف حيوانات الرجل المنويـة تقريباً حياً بعد مضي أربع وعشرين ساعة على افرازهـا ... وذلك دليل نشاطهـا وقدرتها على الحياة والاخصاب .
وقد يتساءل المرء : ما هو السر في كثره عدد الحيوانات المنوية ما دام حيوان واحد هو الذي سيتولى عملية الاخصاب ؟
إن السر في ذلك بسيط جداً ... فالحيوان المنوي ، المتناهي في ضآلته أن يقطع المسافة الطويلة اللازمة للإخصاب داخـل الجهاز التناسلي الانثوي ، أما إذا انقطعت هـذه الأعداد الكبيرة والحيوانات فانها تفرز مادة تساعدها على الانتشار . لأن هذه المادة تذيب الافرازات الداخلية التي تسد المسالك التناسلية الأنثوية ، وتشكل ما يشبه البساط السحري الذي يحمل الحيوان الذي سيتولى عملية الاخصاب حتى بوق عاجز عن الجهاز التناسلي .
لقد أمكن الحصول على هذه المادة وتدعى هيالورونيداز Hyluronidase الثور من خلاصة خصي وهي تستعمل ممزوجة بنصف ليتر من السيروم لأن انتشارها مع السيروم ( المصل ) أسرع عشر مرات من قدرتها على * الانتشار والسباحة وحدها ، واذا ما خالطتها الحيوانات المنوية زادت من قدرتها وسرعتها في التوغل .
وقد جهزت الطبيعة الرجل بهذه المادة وبالعديد من الحيوانات المنوية لإكثار فرص الاخصاب وضمان بقاء النوع البشري . ويقـدر العلماء قوة الرجل الاخصابية بقولهم ان الرجل العادي يستطيع تلقيح سكان مائتي ألف كوكب من كواكب الساء بحجم الأرض لو استطاع كل حيوان منوي ينتجه الرجل تلقيح ببيضة أنثى .
وبالرغم من بذخ الطبيعة هذا في مد الرجل بهذا العـدد الخيالي من الحيوانات المنوية فهناك عدد لا يحصى من الرجـال يشكو لسبب من الأسباب ضعفاً في الخصب أو عقماً ...
١ ـ فقد يكون السائل المنوي خالياً من الحيوانات المنوية تماماً ، وهذه الحالة تسمى في الطب فقدان النطف Azoospermia ، ويعود سببها الى وجود عائق في الممر الجنسي أي في القنوات الناقلة يحول دون الحيوانات المنوية ومغادرة الخصيتين اللتين نشأت فيها . ويحدث هـذا العائق عن مضاعفات حدثت عند الرجل نتيجة اصابته بالسيلان ( التعقيبة ) فكثيراً ما يهمل المرء معالجة السيلان إما جهلا ً أو خجلاً من مصارحة الطبيب فتنتقل الجراثيم الى الخصية مسببة التهابها وتضخمها بنسبة أربع الى خمس مرات حجمها العادي الطبيعي ، ويصاحب الضخامة ألم حاد وارتفاع في حرارة الجسم ، وأحياناً احمرار الصفن ، وبعد عدة اسابيع يزول الألم ويتضاءل التورم وقد تعود الخصية الى حجمها الطبيعي ، ولكن بعـد ان يكون الالتهاب قد اصاب الطرق الناقلة وسبب تندبهـا أو انسدادها ...
أي سد الطريق التي ستسلكها الحيوانات المنوية من الخصيتين الى القضيب ، وتكون النتيجة الحتمية اصابة الرجل بالعقم . ان اصابة خصية واحـدة بالمضاعفات الآنفة الذكر فقط لا تسبب عقم الرجل التسام بل قد تكون سبباً الى اضعاف قوة إخصابه فقط .
ولا تقتصر اصابة الخصية على السيلان ، بل هناك مرض آخر يسمى بالنكاف ( أبو كعب ) وهو يفضي الى العقم ايضـاً . والنكاف مرض يصيب الغـدة أو الغدتين النكفيتين الموجودتين الى جانبي الوجه وقرب الأذنين . ويختار الأطفال عادة ، فاذا أهملت معالجة الطفل ، ولم يمنـع عن الحركة والمشي ، ولم يعط العلاجات اللازمة ، ولم تتخذ التدابير الواقية انتقلت الجراثيم من الغدة النكفية الى غدة الخصية فأتلفت الحجيرات المولدة للنطف وقضت عليها وبذلك تجعل الطفل عقياً في مستقبل حياته .
وهناك حالات من العقم التي سببها النكاف يمكن معالجتها . ففي حالة ، كان سائل الرجل المنوي خلوا من الحيوانات المنوية ، ثم عولج بالهرمونات الجنسية مرتين في الأسبوع ، وبعد مرور تسعة اسابيع لوحظت كميات وفيرة من الحيوانات المنوية في سائل الرجل وعندمـا أوقف مشابهة العلاج تناقص عدد الحيوانات في سائله المنوي ثم ما لبث ان تزايد عند استئناف العلاج . ويعلل ذلك بأن جراثيم النكاف لم تأت على جميع مستودع الحجيرات المولدة للنطف . وفي حالـة أخرى مشابهة استعمل الهرمون المذكور ، والهرمون النخامي الحـاث المحرض فارتفع عدد الحيوانات المنوية من ١٢ مليون الى ٧٢ مليون حيوان .
٢ - والحالة الثانية التي قد تسبب العقم هي قلة عدد الحيوانات المنوية في السائل المذكر ، رغم ان حيوية ونشاط الحيوانات كانت طبيعيـة . وتسمى هذه الحالة طبياً Oligospermia أي قلـة النطف . ويعتبر الأطباء والخبراء ان نقصان العدد دون الثلاثين مليون يعـد ضعفاً في الاخصاب تجب معالجته . ويمكن الجزم بأن معالجة هذه الحالة مجدية تؤتي ثمارها بإعطاء الفيتامين ( و – E ) وبعض الهرمونات الجنسية .
٣ - والحالة الثالثة تسمى تموت الحيوانات المنوية Necrospermia يحتوي على وفي هذه الحالة يحتوي السائل على العدد الكافي من النطف الملايين المطلوبة من الحيوانات ، ولكنها غير نشيطة بل ميتة وسببها اصابة موضعية في بعض اقسام الجهاز التناسلي المذكر وبخاصة في البروستات او الحويصلات المنوية . ويمكن معالجة هذه الحالة بالصادات ( الانتي بيوتيك ) والمطهرات بالاضافة الى الفيتامين ( و - E ) .
٤ - وهناك حالة رابعـة تسمى عدم قذف السائل Aspermia ، وفيها لا يحدث القذف خارج القضيب لوجود مانع في طريق الاحليل بل يعود عكسياً الى المثانة ويمتزج مع البول وفي المختبر أثناء فحص البول يعثر عادة على عديد من الحيوانات المنوية .
٥ - أخيراً هناك حالة عقم نادرة تنجم عن اصابـة الرجل بالأنفلونزا ، ولسبب معروف ، تدخـل نقطة من الغشاء المخاطي التنفسي أو مـن القيح . ، الدورة الدموية ، لتستقر في القناة الناقلة للنطف وتغلق او تسد القناة مشكلة عائقاً يحول دون مرور النطف منها وتسبب العقم ،
وقد نجحت عمليات جراحية بسيطة في ازالة هذا العائق وذلك بحقـن مصل طبيعي ( سيروم مملح ) داخل القناة الناقلة .
وعلى ضوء ما تقدم ننصح كل زوج مضى على زواجه سنتان دون انجاب ذرية أن يعرض نفسه على الطبيب ؛ وان يرسل سائله المنوي الى المختبر لتعداد حيواناته المنوية ، والتعرف الى اشكالها وأنواعها ونشاطها وقدرتها على الحركة وقدرتها على الحياة طيلة أربع وعشرين ساعة ، فإذا كانت النتيجة غير جيدة فعليه ان لا يبتئس ، وان اصلاح الحال ليس مستحيلا ، لأن الطب الحديث بما اكتشفه من هرمونات وفيتامينات يستطيع انقاذ الملايين ممن يشكون العقم .
أما اذا كانت نتيجة الفحص جيدة طبيعية ومرضية فليول " وجهه شطر المرأة وليعرضها الى طبيب لاجراء سلسلة من الفحوص الطبية والمخبرية لاكتشاف سبب العقم عندها .
وهناك حالة اخرى ، تكون فيها المرأة خصبة ، ولكن الرجل يؤدي بها ، نتيجة اخطائه ، الى العقم .. فالمعروف ان الحالة الرئيسية والأكثر انتشاراً في العقم عند المرأة هي انسداد البوقين انسداداً آلياً مـع العلم بأن قطرهما لا يتجاوز الملمتر ، ولذا فان الانسداد قد يكون بسبب التهاب تناسلي ، فقد يحدث ان يتزوج الرجل وهو لا يخلو من مرض جنسي ظاهر أو خفي فاذا ما مارس العملية الجنسية مع زوجته تحررت الجراثيم أو استيقظت من هجومها ، فيؤدي ذلك إلى حدوث التهابات في المجاري التناسلية للزوجة ...
وفي بعض الأحيان لا تكون الاصابة بالمرض ضرورية لاصابة الزوجة بالعقم ، فيكفي عدم اللباقة أو السرعة ، أو القسوة في ممارسة العمليـة الجنسية الى حدوث التهاب في جراح غشاء البكارة ، ليلة الزفاف ، وقد يمتد هذا الالتهاب حتى يصل الى عنق الرحم فالبوقين .
وهناك سبب آخر للعقم « المفتعل » هو اجبار الزوج زوجته عـلى استعال المجهضات ، أو استعمال عمليات الاجهاضات المتكررة .
وفي كل هذه الحالات ، تتضح لنا مسؤولية الزوج المباشرة في التسبب بالعقم ، وتشير الاحصاءات الى ان كل عشر حالات من العقم عنـد المرأة يكون الزوج هو المسؤول عن أربع منها .
عدم الخصب عند الرجل
أثبتت الدراسات والتجارب ان الرجل يكون مسؤولا عن العقم في اربعين حالة من كل مائة حالة . وهذا يعني ان كل بحث حول أسباب عدم انجاب الزوجة للذرية ، يجب ان يبدأ من فحص نطفة الرجـل ، ويستحسن ان يتم الحصول عليها في المختبر الذي سيجري فيه الفحص ، فاذا أبى الزوج ، فلا بأس من الحصول عليها في المنزل ، وحفظهـا في إناء معقم في مكان رطب ثم الإتيان بها الى المختبر سريعاً ، ومـن الضروري ان ننبه الى ضرورة عدم استخدام أوعية مطاطية ( كالكبوت الانكليزي ) في هذه العملية لأن تماس المواد المنوية مع المطاط يعرض كثيراً من عناصرها الحية الى الفناء ، والى ضرورة وضع المادة المنويـة في إناء جاف غير مبلل ، كما انه من الضروري ان يمضي الرجل خمسة أيام على الأقل في راحة جسدية قبل أن يحصل على المادة المطلوبة لأن قدرة الحيوانات المنوية على الاخصاب ذات علاقة وثقى بمدى الراحـة أو الارهاق الجنسيين اللذين يتعرض لها الرجل ( كما ذكرنا في صفحات سابقة ) .
والقابلية الجنسية أو القوة الجنسية ليست لها علاقة بالقدرة على الانجاب . بل يمكن القول ان الارهاق الجنسي أي الافراط في الجماع يضعف قدرة الحيوانات المنوية ، ويقلل من وجودها ولذا فإن قضاء فترة من الوقت في راحة من الاتصالات الجنسية ، له أثره في اغناء السائـل بالحيوانات المنوية التي تتجمع وتتكاثر وهناك حالات اكتسب فيها بعض الأزواج القدرة على الانجاب بمجرد اقلالهم من مرات الاتصال الجنسي ، وتأخير هم ذلك الى الوقت الذي تنتج فيه زوجاتهم البيوض ، أي الوقت الصالح للتلقيح .
صورة – ٥٧
هذه ثلاث قطرات من سائل حيوي .. وتظهر بين مختلف العناصر التي تؤلف السائل ، الحيوانات المنوية برؤوسها البيضوية واذنابها الملتوية . ففي القطرة الاولى ( 1 ) لا يوجد إلا القليل من هذه الحيوانات ... أما في الثانية ( ٢ ) فعددها اكبر .. ولكن لا بد كي يكون احدهـا فعالا " من أن تكون الحيوانات تعج في القطرة ، سابحة ملوية عن هدفها كما في القطرة الثالثة ( ۳ ) .
وان غزارة السائل المنوي لا علاقة لها بالقدرة على الانجاب – کا تظن العامـة فقد يكون الزوج غزير المادة وعقيمـاً في نفس الوقت ، فالسائل المنوي يتألف في قسمه الأكبر من عصير تفرزه البروستات والغدد الأخرى ، وفي هذا العصير تسبح الحيوانات المنوية ، فاذا كانت الأقنية الناقلة للنطف مسدودة مثلا كان السائل المنوي خالياً من الحيوانات المخصبة .
ان المقدار اللازم لقدرة الرجل على الاخصاب يجب الا يقل عن ثلاثمائة مليون من الحيوانات المنوية في الدفعة الواحدة أي مائة مليون في السنتيمتر المكعب الواحد ، ومن بين هذا العدد الهائل من الحيوانات المنوية يستطيع حيوان منوي واحد أن يخصب الببيضة عندما يلتقي بهـا الضروري أن تمضي على هذه الحيوانات مدة لا تقل عن أربع وعشرين ساعة يظل نصفها على الأقل حياً قوياً نشيطاً ، أي أن الفحص المخبري يجب أن يتنبأ عن امكان بقاء نصف حيوانات الرجل المنويـة تقريباً حياً بعد مضي أربع وعشرين ساعة على افرازهـا ... وذلك دليل نشاطهـا وقدرتها على الحياة والاخصاب .
وقد يتساءل المرء : ما هو السر في كثره عدد الحيوانات المنوية ما دام حيوان واحد هو الذي سيتولى عملية الاخصاب ؟
إن السر في ذلك بسيط جداً ... فالحيوان المنوي ، المتناهي في ضآلته أن يقطع المسافة الطويلة اللازمة للإخصاب داخـل الجهاز التناسلي الانثوي ، أما إذا انقطعت هـذه الأعداد الكبيرة والحيوانات فانها تفرز مادة تساعدها على الانتشار . لأن هذه المادة تذيب الافرازات الداخلية التي تسد المسالك التناسلية الأنثوية ، وتشكل ما يشبه البساط السحري الذي يحمل الحيوان الذي سيتولى عملية الاخصاب حتى بوق عاجز عن الجهاز التناسلي .
لقد أمكن الحصول على هذه المادة وتدعى هيالورونيداز Hyluronidase الثور من خلاصة خصي وهي تستعمل ممزوجة بنصف ليتر من السيروم لأن انتشارها مع السيروم ( المصل ) أسرع عشر مرات من قدرتها على * الانتشار والسباحة وحدها ، واذا ما خالطتها الحيوانات المنوية زادت من قدرتها وسرعتها في التوغل .
وقد جهزت الطبيعة الرجل بهذه المادة وبالعديد من الحيوانات المنوية لإكثار فرص الاخصاب وضمان بقاء النوع البشري . ويقـدر العلماء قوة الرجل الاخصابية بقولهم ان الرجل العادي يستطيع تلقيح سكان مائتي ألف كوكب من كواكب الساء بحجم الأرض لو استطاع كل حيوان منوي ينتجه الرجل تلقيح ببيضة أنثى .
وبالرغم من بذخ الطبيعة هذا في مد الرجل بهذا العـدد الخيالي من الحيوانات المنوية فهناك عدد لا يحصى من الرجـال يشكو لسبب من الأسباب ضعفاً في الخصب أو عقماً ...
١ ـ فقد يكون السائل المنوي خالياً من الحيوانات المنوية تماماً ، وهذه الحالة تسمى في الطب فقدان النطف Azoospermia ، ويعود سببها الى وجود عائق في الممر الجنسي أي في القنوات الناقلة يحول دون الحيوانات المنوية ومغادرة الخصيتين اللتين نشأت فيها . ويحدث هـذا العائق عن مضاعفات حدثت عند الرجل نتيجة اصابته بالسيلان ( التعقيبة ) فكثيراً ما يهمل المرء معالجة السيلان إما جهلا ً أو خجلاً من مصارحة الطبيب فتنتقل الجراثيم الى الخصية مسببة التهابها وتضخمها بنسبة أربع الى خمس مرات حجمها العادي الطبيعي ، ويصاحب الضخامة ألم حاد وارتفاع في حرارة الجسم ، وأحياناً احمرار الصفن ، وبعد عدة اسابيع يزول الألم ويتضاءل التورم وقد تعود الخصية الى حجمها الطبيعي ، ولكن بعـد ان يكون الالتهاب قد اصاب الطرق الناقلة وسبب تندبهـا أو انسدادها ...
أي سد الطريق التي ستسلكها الحيوانات المنوية من الخصيتين الى القضيب ، وتكون النتيجة الحتمية اصابة الرجل بالعقم . ان اصابة خصية واحـدة بالمضاعفات الآنفة الذكر فقط لا تسبب عقم الرجل التسام بل قد تكون سبباً الى اضعاف قوة إخصابه فقط .
ولا تقتصر اصابة الخصية على السيلان ، بل هناك مرض آخر يسمى بالنكاف ( أبو كعب ) وهو يفضي الى العقم ايضـاً . والنكاف مرض يصيب الغـدة أو الغدتين النكفيتين الموجودتين الى جانبي الوجه وقرب الأذنين . ويختار الأطفال عادة ، فاذا أهملت معالجة الطفل ، ولم يمنـع عن الحركة والمشي ، ولم يعط العلاجات اللازمة ، ولم تتخذ التدابير الواقية انتقلت الجراثيم من الغدة النكفية الى غدة الخصية فأتلفت الحجيرات المولدة للنطف وقضت عليها وبذلك تجعل الطفل عقياً في مستقبل حياته .
وهناك حالات من العقم التي سببها النكاف يمكن معالجتها . ففي حالة ، كان سائل الرجل المنوي خلوا من الحيوانات المنوية ، ثم عولج بالهرمونات الجنسية مرتين في الأسبوع ، وبعد مرور تسعة اسابيع لوحظت كميات وفيرة من الحيوانات المنوية في سائل الرجل وعندمـا أوقف مشابهة العلاج تناقص عدد الحيوانات في سائله المنوي ثم ما لبث ان تزايد عند استئناف العلاج . ويعلل ذلك بأن جراثيم النكاف لم تأت على جميع مستودع الحجيرات المولدة للنطف . وفي حالـة أخرى مشابهة استعمل الهرمون المذكور ، والهرمون النخامي الحـاث المحرض فارتفع عدد الحيوانات المنوية من ١٢ مليون الى ٧٢ مليون حيوان .
٢ - والحالة الثانية التي قد تسبب العقم هي قلة عدد الحيوانات المنوية في السائل المذكر ، رغم ان حيوية ونشاط الحيوانات كانت طبيعيـة . وتسمى هذه الحالة طبياً Oligospermia أي قلـة النطف . ويعتبر الأطباء والخبراء ان نقصان العدد دون الثلاثين مليون يعـد ضعفاً في الاخصاب تجب معالجته . ويمكن الجزم بأن معالجة هذه الحالة مجدية تؤتي ثمارها بإعطاء الفيتامين ( و – E ) وبعض الهرمونات الجنسية .
٣ - والحالة الثالثة تسمى تموت الحيوانات المنوية Necrospermia يحتوي على وفي هذه الحالة يحتوي السائل على العدد الكافي من النطف الملايين المطلوبة من الحيوانات ، ولكنها غير نشيطة بل ميتة وسببها اصابة موضعية في بعض اقسام الجهاز التناسلي المذكر وبخاصة في البروستات او الحويصلات المنوية . ويمكن معالجة هذه الحالة بالصادات ( الانتي بيوتيك ) والمطهرات بالاضافة الى الفيتامين ( و - E ) .
٤ - وهناك حالة رابعـة تسمى عدم قذف السائل Aspermia ، وفيها لا يحدث القذف خارج القضيب لوجود مانع في طريق الاحليل بل يعود عكسياً الى المثانة ويمتزج مع البول وفي المختبر أثناء فحص البول يعثر عادة على عديد من الحيوانات المنوية .
٥ - أخيراً هناك حالة عقم نادرة تنجم عن اصابـة الرجل بالأنفلونزا ، ولسبب معروف ، تدخـل نقطة من الغشاء المخاطي التنفسي أو مـن القيح . ، الدورة الدموية ، لتستقر في القناة الناقلة للنطف وتغلق او تسد القناة مشكلة عائقاً يحول دون مرور النطف منها وتسبب العقم ،
وقد نجحت عمليات جراحية بسيطة في ازالة هذا العائق وذلك بحقـن مصل طبيعي ( سيروم مملح ) داخل القناة الناقلة .
وعلى ضوء ما تقدم ننصح كل زوج مضى على زواجه سنتان دون انجاب ذرية أن يعرض نفسه على الطبيب ؛ وان يرسل سائله المنوي الى المختبر لتعداد حيواناته المنوية ، والتعرف الى اشكالها وأنواعها ونشاطها وقدرتها على الحركة وقدرتها على الحياة طيلة أربع وعشرين ساعة ، فإذا كانت النتيجة غير جيدة فعليه ان لا يبتئس ، وان اصلاح الحال ليس مستحيلا ، لأن الطب الحديث بما اكتشفه من هرمونات وفيتامينات يستطيع انقاذ الملايين ممن يشكون العقم .
أما اذا كانت نتيجة الفحص جيدة طبيعية ومرضية فليول " وجهه شطر المرأة وليعرضها الى طبيب لاجراء سلسلة من الفحوص الطبية والمخبرية لاكتشاف سبب العقم عندها .
وهناك حالة اخرى ، تكون فيها المرأة خصبة ، ولكن الرجل يؤدي بها ، نتيجة اخطائه ، الى العقم .. فالمعروف ان الحالة الرئيسية والأكثر انتشاراً في العقم عند المرأة هي انسداد البوقين انسداداً آلياً مـع العلم بأن قطرهما لا يتجاوز الملمتر ، ولذا فان الانسداد قد يكون بسبب التهاب تناسلي ، فقد يحدث ان يتزوج الرجل وهو لا يخلو من مرض جنسي ظاهر أو خفي فاذا ما مارس العملية الجنسية مع زوجته تحررت الجراثيم أو استيقظت من هجومها ، فيؤدي ذلك إلى حدوث التهابات في المجاري التناسلية للزوجة ...
وفي بعض الأحيان لا تكون الاصابة بالمرض ضرورية لاصابة الزوجة بالعقم ، فيكفي عدم اللباقة أو السرعة ، أو القسوة في ممارسة العمليـة الجنسية الى حدوث التهاب في جراح غشاء البكارة ، ليلة الزفاف ، وقد يمتد هذا الالتهاب حتى يصل الى عنق الرحم فالبوقين .
وهناك سبب آخر للعقم « المفتعل » هو اجبار الزوج زوجته عـلى استعال المجهضات ، أو استعمال عمليات الاجهاضات المتكررة .
وفي كل هذه الحالات ، تتضح لنا مسؤولية الزوج المباشرة في التسبب بالعقم ، وتشير الاحصاءات الى ان كل عشر حالات من العقم عنـد المرأة يكون الزوج هو المسؤول عن أربع منها .
تعليق