القسم الرابع
العقم وعلاجه - ١ -
أسباب العقم كثيرة ، وطرق المعالجة معقدة ، ولكن .. قلما يستعصي العقم عـلى العلاج .
مقدمة
إذا كان هناك اعتقاد يقول ان « الحياة العصرية ، وما فيها من مشاغل و آفاق ، وما تتطلبه من نفقات ، قد جعلت الناس يزهدون في الذرية ، فان الاعتقاد لا ينطبق على الأزواج العقيمين الذين يتحرقون شوقاً لإنجاب طفل واحد على الأقل ، ولا يتركون عيادة طبيب إلا ليذهبوا إلى طبيب آخر بحثاً عن الوسيلة التي يعالجون بها ما يعانون من عقم .
والغالبية العظمى من الزوجات والازواج الاصحاء لا تلقى عـادة أي صعوبة في انجاب الأطفال ، والقلة القليلة من هؤلاء يحول العقم الطبيعي دون تمتعها بجال الأبوة والأمومة . وبين هذه الفئة وتلك ، جاعـة من الزوجات والأزواج لو دروا كيف يتغلبون على بعض الصعوبات التي تقف حائلا دون اخصابهم لكان بوسعهم التمتع بهذه النعمة .
وإذا انقضت مدة معقولة من الزمن على الزواج دون أن تحمل الزوجة ، اخذ الزوجان يشكان بوجود عائق يحول دون انجابها الأطفال . فمتى ينبغي للزوجين أن يحسا بوجود مثل هذا العائق ويسعيا للتغلب عليه ؟ ..
إن الحمل الأول يحدث عادة خلال السنة الأولى من الزواج . فاذا تلافي الزوجان الموانع الاصطناعية بعد ذلك ، فان الحمل الثاني قد يقع
خلال الاثني عشر شهراً التي تلي الحمل الأول . واذا انقضت سنتان على الزواج دون أن تحمل الزوجـة ، كان على الزوجين أن ينشدا نصيحة الطبيب الأخصائي .
إن هناك عدة اسباب تحول دون الحمل منها ما هو عائد الى الزوج ، ومنها ما هو عائد . الى الزوجة ، ومنها ما يرجع الى الزوجين معاً . ولهذه الأسباب يجب أن لا يقصر الفحص الطبي على أحد الزوجين بل يجب أن يتعداه الى الشريك الآخر .
وكان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب أن الزوجة هي المسؤولة عن عدم انجاب الأطفال ، وكانت القوانين القديمة ، وبعض القوانين الحديثة تعطي الزوج الحق في الطلاق من الزوجة اذا لم تنجب له اطفالا . ولم تكن صورة الرجل تبرز عند بحث المسؤولية ، اللهم إلا ظهوره في صورة ضحية امرأة ( زوج ) عاقر !
إنه رجل . فكيف يكون مسؤولا عن ذلك .
هناك ثلاثة أسباب عامة تحول دون الاخصاب :
١ - ضعف خصوبة الزوج .
٢ - عدم وصول النطف الحية الى قناة الاخصاب الانثوية بسبب وجود عائق .
٣ - عدم قيام العلاقة الزوجية في احد ايام الدورة الطمثية التي تكون فيها الانثى مهيأة للاخصاب .
ان ضعف إخصاب الرجل يجب بطبيعة الحال ان لا ينظر اليه خطأ من زاوية الرجولة أو القدرة على ممارسة الحقوق الزوجية ، فالرجل قد يكون متمتعاً بقوة جنسية عظيمة ومع ذلك يكون عقيماً .
وبين الرجل الخصيب العادي والرجل الضعيف في قوته الاخصابيـة يوجد عدد كبير نسبياً من الأشخاص الذين يتمتعون بعدد كاف من الخلايا القادرة على الاخصاب . ولكن الاخصاب لا يتم الا اذا كان هؤلاء الاشخاص يمتلكون العدد الكافي من النطف في اليوم الذي تكون فيـه الزوجة مهيأة للإخصاب .
ينبغي للزوجين الراغبين في انجاب الاطفال ان يلما بحقائق معينة حول انتاج النطف المذكرة
وتأثير الافراط في الممارسة على كمية هـذه النطف .
ان الخلايا النطفية تتوالد تلقائياً بنسبة ثابتة ، وتتجمع في مكان معين من الجسم ، كما مر معنا في الصفحات الأولى من هذا الكتاب ، والرجل الخصب عادة يكون مالكاً للكمية القصوى من النطف الحية خلال فترة الثلاثة ايام التي لا يمارس فيها العلاقة الجنسية .
أما الرجال العقيمون عادة فانهم يتفاوتون تفاوتاً عظيمـاً من حيث كميات النطف التي يستطيعون جمعها خلال خمسة ايام من الانقطاع الجنسي .. وبعض هؤلاء الرجال لا يستطيع ابدأ ان يجمع العدد الكافي من النطف اللازمة . ومن جهة أخرى فان كثيرين من الرجال العقيمين عادة يستطيعون ان يجمعوا خلال فترة الانقطاع الجنسي التي تستمر خمسة أيام عدداً من النطف الكافية .
وهذا يفضي بنا الى استنتاج هام وهو ان الرجل العقيم عادة عليه ان يتجنب المعاشرة طول فترة الأيام الخمسة التي تسبق يوم اخصاب زوجته .
إن المرأة لا تخصب الا مرة واحدة فقط خلال فترة طمثية واحدة .
ومدة فترة اخصابها غير معروفة على وجه الدقة ، ولكن يعتقد بأنها لا تستمر اکثر من اربع وعشرين ساعة .
ويجب ان يتم اللقاء في هذا الوقت بالذات لكي يقع الحمل في ذلك الشهر .
ان الطبيب يتمتع بالمعرفة التي تساعده على تحديد فترة الاخصاب عند المرأة .
إن أهمية معرفة اخصاب المرأة في الدورة الطمثية وكذلك الحاجة يوم من جانب الزوج الى الصوم الجنسي عن الجنس لمدة الأيام الخمسة التي تسبق يوم اخصاب الزوجة ، يمكن ايضاحها بالتجربة التي اجريت على زوجين شابين عولجا لمدة ثلاثة عشر شهراً دون التوصل الى النتيجة المرجوة .
لقد اطلع الطبيب على مواعيد الدورات الطمثيـة الست الأخيرة فاستطاع ان يحدد الطول الوسطي لدورة الزوجة الشهرية ، وان يحسب أقرب الأيام الى موعد الاخصاب ، ثم نصح الزوجين بممارسة العلاقة في ذلك اليوم بعد امتناع من الزوج استمر خمسة أيام .
وقد حدث الحمل في الشهر الثاني لتنفيذ هذه الخطة . وقالت الزوجة ان الطبيب الذي سبق أن أشرف على معالجتها في المرة الأولى ، لم يوص الزوج بفترة انقطاع طولها خمسة أيام كما أنه لم يحدد يوماً معيناً للاتصال .
ان العدد الأكبر من الخلايا النطفية يجب ان يستقر في المهبل في يوم اخصاب الزوجة ، ولضمان بلوغ هذه الغاية ينبغي ان يتم الاتصال الزوجي مرتين في ذلك اليوم .
فالمرة الأولى تؤدي الى وضع اكبر عدد ممكن من النطف – التي يكون الزوج قد ادخرها خلال فترة الانقطاع التي استمرت خمسة ايام - في المهبـل . والمرة الثانية تؤدي الى وضع ربع عدد المرة السابقة من هـذه النطف . ويجب ان يتم الاتصال الثاني خلال ساعات قليلة بعـد الاتصال الاول .
العقم وعلاجه - ١ -
أسباب العقم كثيرة ، وطرق المعالجة معقدة ، ولكن .. قلما يستعصي العقم عـلى العلاج .
مقدمة
إذا كان هناك اعتقاد يقول ان « الحياة العصرية ، وما فيها من مشاغل و آفاق ، وما تتطلبه من نفقات ، قد جعلت الناس يزهدون في الذرية ، فان الاعتقاد لا ينطبق على الأزواج العقيمين الذين يتحرقون شوقاً لإنجاب طفل واحد على الأقل ، ولا يتركون عيادة طبيب إلا ليذهبوا إلى طبيب آخر بحثاً عن الوسيلة التي يعالجون بها ما يعانون من عقم .
والغالبية العظمى من الزوجات والازواج الاصحاء لا تلقى عـادة أي صعوبة في انجاب الأطفال ، والقلة القليلة من هؤلاء يحول العقم الطبيعي دون تمتعها بجال الأبوة والأمومة . وبين هذه الفئة وتلك ، جاعـة من الزوجات والأزواج لو دروا كيف يتغلبون على بعض الصعوبات التي تقف حائلا دون اخصابهم لكان بوسعهم التمتع بهذه النعمة .
وإذا انقضت مدة معقولة من الزمن على الزواج دون أن تحمل الزوجة ، اخذ الزوجان يشكان بوجود عائق يحول دون انجابها الأطفال . فمتى ينبغي للزوجين أن يحسا بوجود مثل هذا العائق ويسعيا للتغلب عليه ؟ ..
إن الحمل الأول يحدث عادة خلال السنة الأولى من الزواج . فاذا تلافي الزوجان الموانع الاصطناعية بعد ذلك ، فان الحمل الثاني قد يقع
خلال الاثني عشر شهراً التي تلي الحمل الأول . واذا انقضت سنتان على الزواج دون أن تحمل الزوجـة ، كان على الزوجين أن ينشدا نصيحة الطبيب الأخصائي .
إن هناك عدة اسباب تحول دون الحمل منها ما هو عائد الى الزوج ، ومنها ما هو عائد . الى الزوجة ، ومنها ما يرجع الى الزوجين معاً . ولهذه الأسباب يجب أن لا يقصر الفحص الطبي على أحد الزوجين بل يجب أن يتعداه الى الشريك الآخر .
وكان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب أن الزوجة هي المسؤولة عن عدم انجاب الأطفال ، وكانت القوانين القديمة ، وبعض القوانين الحديثة تعطي الزوج الحق في الطلاق من الزوجة اذا لم تنجب له اطفالا . ولم تكن صورة الرجل تبرز عند بحث المسؤولية ، اللهم إلا ظهوره في صورة ضحية امرأة ( زوج ) عاقر !
إنه رجل . فكيف يكون مسؤولا عن ذلك .
هناك ثلاثة أسباب عامة تحول دون الاخصاب :
١ - ضعف خصوبة الزوج .
٢ - عدم وصول النطف الحية الى قناة الاخصاب الانثوية بسبب وجود عائق .
٣ - عدم قيام العلاقة الزوجية في احد ايام الدورة الطمثية التي تكون فيها الانثى مهيأة للاخصاب .
ان ضعف إخصاب الرجل يجب بطبيعة الحال ان لا ينظر اليه خطأ من زاوية الرجولة أو القدرة على ممارسة الحقوق الزوجية ، فالرجل قد يكون متمتعاً بقوة جنسية عظيمة ومع ذلك يكون عقيماً .
وبين الرجل الخصيب العادي والرجل الضعيف في قوته الاخصابيـة يوجد عدد كبير نسبياً من الأشخاص الذين يتمتعون بعدد كاف من الخلايا القادرة على الاخصاب . ولكن الاخصاب لا يتم الا اذا كان هؤلاء الاشخاص يمتلكون العدد الكافي من النطف في اليوم الذي تكون فيـه الزوجة مهيأة للإخصاب .
ينبغي للزوجين الراغبين في انجاب الاطفال ان يلما بحقائق معينة حول انتاج النطف المذكرة
وتأثير الافراط في الممارسة على كمية هـذه النطف .
ان الخلايا النطفية تتوالد تلقائياً بنسبة ثابتة ، وتتجمع في مكان معين من الجسم ، كما مر معنا في الصفحات الأولى من هذا الكتاب ، والرجل الخصب عادة يكون مالكاً للكمية القصوى من النطف الحية خلال فترة الثلاثة ايام التي لا يمارس فيها العلاقة الجنسية .
أما الرجال العقيمون عادة فانهم يتفاوتون تفاوتاً عظيمـاً من حيث كميات النطف التي يستطيعون جمعها خلال خمسة ايام من الانقطاع الجنسي .. وبعض هؤلاء الرجال لا يستطيع ابدأ ان يجمع العدد الكافي من النطف اللازمة . ومن جهة أخرى فان كثيرين من الرجال العقيمين عادة يستطيعون ان يجمعوا خلال فترة الانقطاع الجنسي التي تستمر خمسة أيام عدداً من النطف الكافية .
وهذا يفضي بنا الى استنتاج هام وهو ان الرجل العقيم عادة عليه ان يتجنب المعاشرة طول فترة الأيام الخمسة التي تسبق يوم اخصاب زوجته .
إن المرأة لا تخصب الا مرة واحدة فقط خلال فترة طمثية واحدة .
ومدة فترة اخصابها غير معروفة على وجه الدقة ، ولكن يعتقد بأنها لا تستمر اکثر من اربع وعشرين ساعة .
ويجب ان يتم اللقاء في هذا الوقت بالذات لكي يقع الحمل في ذلك الشهر .
ان الطبيب يتمتع بالمعرفة التي تساعده على تحديد فترة الاخصاب عند المرأة .
إن أهمية معرفة اخصاب المرأة في الدورة الطمثية وكذلك الحاجة يوم من جانب الزوج الى الصوم الجنسي عن الجنس لمدة الأيام الخمسة التي تسبق يوم اخصاب الزوجة ، يمكن ايضاحها بالتجربة التي اجريت على زوجين شابين عولجا لمدة ثلاثة عشر شهراً دون التوصل الى النتيجة المرجوة .
لقد اطلع الطبيب على مواعيد الدورات الطمثيـة الست الأخيرة فاستطاع ان يحدد الطول الوسطي لدورة الزوجة الشهرية ، وان يحسب أقرب الأيام الى موعد الاخصاب ، ثم نصح الزوجين بممارسة العلاقة في ذلك اليوم بعد امتناع من الزوج استمر خمسة أيام .
وقد حدث الحمل في الشهر الثاني لتنفيذ هذه الخطة . وقالت الزوجة ان الطبيب الذي سبق أن أشرف على معالجتها في المرة الأولى ، لم يوص الزوج بفترة انقطاع طولها خمسة أيام كما أنه لم يحدد يوماً معيناً للاتصال .
ان العدد الأكبر من الخلايا النطفية يجب ان يستقر في المهبل في يوم اخصاب الزوجة ، ولضمان بلوغ هذه الغاية ينبغي ان يتم الاتصال الزوجي مرتين في ذلك اليوم .
فالمرة الأولى تؤدي الى وضع اكبر عدد ممكن من النطف – التي يكون الزوج قد ادخرها خلال فترة الانقطاع التي استمرت خمسة ايام - في المهبـل . والمرة الثانية تؤدي الى وضع ربع عدد المرة السابقة من هـذه النطف . ويجب ان يتم الاتصال الثاني خلال ساعات قليلة بعـد الاتصال الاول .
تعليق