الجهة المقابلة لفندق رغدان من الشمال أي على منتصى شارع عمر بن الخطاب الذاهب الى جورة الشياح وشارع القوتلي. وبعد الغائه، قسم الى عدد من الدكاكين لبيع الفلافل ومخزن لبيع الأدوات الكهربائية ثم هد مع غيره في الكتلة المعمارية حتى مبنى مديرية الآثار الحالي في أواخر تموز من العام الحالي ۱۹۹۱ وذلك لتنظيم قلب مدينــــة حمص .
كان السقاؤون يجتمعون في ذلك المقهى وفيه من يصلح لهم عدتهم لاث بأخذ والأصل أن يملاوا رواياهم من العاصي، ويبعد عن المدينة نحو ثـ كيلومترات، الا أن أكثرهم كان يستثقل الذهاب الى العاصي ويكتف الماء العذب من مأخذين على ساقية المدينة التي جرها الملك المجاهـ اليها الأول ( ملف الحطب ) ويقع عند التقاء شارع ابن الرومي بشارع الدبلان أو المتنبي. وقد غير اتجاه الساقية وحذف الملف المرحوم (محمد ابراهيم الاتاسي) فجعل الساقية تمر من شرق حديقة الدبلان وتســـــــــــير باستقامة واحدة باتجاه جنوب شرقي حتى نهاية شارع (حافظ ابراهيم) حيث تلتقي مجراها القديم في ناصية الشارع المذكور. وتم ذلك في العشرينات قلب المدينة الحديثة من هذا القرن أثناء توليه رئاسة البلدية .
والمأخذ الثاني كان عند ( زقاق الخمارة) الذي كانت تمر تحتــه الساقية بعد أن تجتاز شارع القوتلي نحو الشمال وذلك قبـل هــده لبنـــاء قلب المدينة الحديثة .
لم تكن مياه الساقية نظيفة فكثيرا ما تختلط مياه المأخذ ببول دواب السقائين ، ولذلك كان الناس يفضلون مياه العاصي، وكان السقاء الذي ملأ راويته من العامي يضع علامة على ذلك جرزة من نبات الحلفاء: الفوهة العليا للراوية ويطلب سعرا لمائه أغلى من ماء الساقية بمقـ دار (جركين ) ( ۱ ) . . وكثيرا ماكانت توضع هذه الجرز من الحلفاء للغش . وكان السقاؤون، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين يدورون في الحارات منادين : ايو وقد فسرها أحدهم بأن الكلمة مأخوذة من الفرنسية وأصلها ( yeau ) أي يوجد ماء كان الأهلون يضعون المــــــاء (الخابية ) أو (الجرّة) واذا كانت الكمية قليلة وضعت . ذب في (۲) ابريق (الشربة) وكلها من الفخار، أمّا الاغنياء فكانوا يتخذون (كرازا ) ، وهـ فخار أبيض غير ناصع كان يؤتـی بــه مــن لبنان .
وبعض النسوة كن يتخذن من موقع الساقية قرب التكية مكانا يغسلن فيه الثياب، وكان البدو اذا هاجموا المدينة سطوا على النساء وانتزع منهن كل ما جلبنه للغسيل وما يحمن من حلي ذهبية أو فضية كالخواتم والاساور والحلق .
اشتق من العاصي ثلاث سواق على ضفته اليسرى، غير ساقية الضفة اليمنى التي درسناها آنفا ولاتزال تلك السواقي تعمل حتى الآن.
۱ - ساقية (البــك) :
ولا نعلم اسم (البك) الذي أنشأها ولكنّه من بكوات (الربيعة) التركمان قطعا. تؤخذ من شمال السد القديم وشمال بيت الحرس القائم عليه، ويدعوه العامة (قمر بلقيس وتسير موازية للعاصي على ضفته اليسرى حتى تنتهي في بساتين قرية ( الربيعة ) ولا تعد من القطاع العام بل هي ملك خاص تقع العناية بها وتكاليف تعزيلها على مالك قرية الربيعة ) . وكانت موجودة قبل بناء السد الحديث، واحتفظ لأصحابها بحقهم من مـــــــاء البحرة عند بناء السد الحالي، وخصت الساقية بمأخذ يقع الى الشمال من مأخذ العاصي يمدها بحاجتها من الماء .
٢ - الوعرية :
وتبدأ من عند طاحونة المزرعة شمال طريق طرابلس ، وتسير محاذية للوعر ومصاقبة البساتين القريبة منه غربي العاصي وتبقى على مسيرتها بين البساتين والوعر حتى تنتهي قبيل طاحونة (الدوير) على العاصي ولا نعلـ تاریخ انشائها .
٣ - الغمايا :
ورد ذكرها في وقفية ( الجلبي المؤرخة في ٩٧٦هـ = ١٥٦٨م). على النحو التالي: ( وجميع) بستان السقي الشجري الكاين ظاهر حمص المحروسة من أراضي (الجوانيات) ويعرف بـ (بستا الجمرة ) وشربه من ساقيـة ( نغماية) بحق واجب قديم .
بعد أن يغادر العاصي طاحونة المزرعة على طريق طرابلس، بحوالي (۲) كم تتشكل في وسط مجراه جزيرة يقع عليها العقار (۱۷۲۸ ) منطقة سادسة ومن قبلي الجزيرة المذكورة تتفرع ساقية (الغمايا ) جميع البساتين الواقعة بينها وبين العاصي حتى الميماس حيث تصب به بعد الطاحون . أما الوعرية فتسقي البساتين التي تقع بينها وبين ساقية (الغمايا ) .
تعليق