الأول من القرن الثاني عشر الميلادي، تذكر كيفية شرب أهل حمص ومصدر مائهم، أما في (1) الادريسي النصف الثاني منه فهناك وثيقة هي النص الذي ذكره في كتابه ( نزهة المشتاق في اختراق الافاق ) ، وكـــــــان زار حمص قبل أن تصاب بزلزال ( ٥٥٢ هـ = ١١٥٧م ) ، ولم نعثر على نسخة من كتاب الادريسي في حمص فاكتفينا بما نقله (أحمد وصفي زكريا ) عنـه في كتابه (جولة أثرية ) .
أما أرض حمص فان مدينتها حمص وهي حسنة في مستو من الأرض وهي عامرة بالناس والمسافرون يقصدونها بالأمتعء والبضائع في كل فن ، وأسواقها قائمة ومسرات أهلها دائمة وخصبهم رغد ومعايشهم رخيصة، وفي نسائها جمال وحسن بشرة، وشرب أهلها من ماء يأتبهـم مـن قناة قرب قرية (جوسيه ) ، والمدينة منها على مرحلة مما يلى دمشق . ويعلق (۲) أحمد وصفي على ذلك كانت تأتي قناة جوسيه وتصب في خزان يقع في شرق المدرسة الانكليزية، أي الانجيلية الآن فى باب السـ اع ومنه كانت تتوزع الى جميع أحياء البلدة، ولاتزال القساطل الفخارية الحمراء ظاهرة في أماكن عديدة في أكثر أنحاء حمص وقد حاول الحمصيون سنة ۱۳۲۳هـ = ١٩٠٥م جر ماء هذه القناة، كما كانت في الماضي وجمعوا لـه المبالغ ، لكنهم أحجموا لما رأوا عظم المشروع وعجزهم عنه" وكانت زيارة أحمد .وصفي لحمص أوائل الثلاثينات من هذا القرن .
ووردت بعد ذلك اشارة في كتاب صبح الأعشى للقلقشندي . يزل لملكها في الدولة الأيوبية سطوة تخاف ، وبأس يخشى، وهي في وطأة من الأرض ممتدة على القرب من نهر العاصي، ومنـه شــرب أهلها ولهـا منه ماء مرفوع، ويجري الى دار النيابة بها، وبعض مواضع بها " ولم يذكر مكان مأخذ الماء من العاصي ولا الوسيلة التي رفعت بها المياه الى حمص كما لا يعرف حتى الآن موقع دار النيابة فيها .
٢ - الساقية :
وهي تخرج من بحيرة قطينة وتحيط من الشرق بالبساتين الواقعة على الضفة اليمنى لنهر العاصي بين السد وبين حمص مارة بقرى : (تل الشور) و (جوبر) و (بابا عمرو) فحمص. وهي جزء متفرع من مشروع السد القديم وليست مشروعا مستقلا عنـه .
ان الذين بنوا السد القديم أدخلوا في حسابهم سقاية البساتين الواقعة على الضفة اليمنى للنهر بين السد وبين حمص يدل على ذلك دراسة متأنية لمخطط السد القديم والاراضي المحيطة به الصادر عن مصلحة المساحة وقضاء حمص ( ۱۹۳۳ ) أثناء الانتداب الفرنسي على سورية، ومقياس وهذا يعني أن كل ميلمتر واحد على المصور يساوي (٢)م على الأرض .
كان مأخذ الساقية القديمة من البحرة لا يتجاوز عرضه المترين ولـــــــــم یکن عموديا على جسم السد القديم بل يميل عليه بزاوية (٣٥) ومنذ أن تجتاز المياه المأخذ يصبح مجراها موازيا لجسم السد القديم الذي يحميها من أمواج البحرة وتسير باتجاهه من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي وبعد أن تقطع ( ٢٤٠) م تنحرف نحو الشرق باتجاه تل الشور، وكان عرض الساقية القديمة في تلك المنطقة يبلغ ( ۹ ) م ، وبعيد تل الشـور يصبح المجرى الحديث شرقى المجرى القديم ببضعة أمتار، ولاتزال بعض آثار المجرى القديم ظاهرة بعض الشيء في المكان الذي كان يدعوه أهل (تل الشــــــــور ) ب : الطبنة : أي المكان الذي يضيق فيه مجرى الساقية ويستطيع فيه السكان أن يحجزوا الماء وراء عوارض خشبية ليرفعوا مستواه في تلك المنطقة حتى تصل المياه الى حلقوم التوزيع. والواقع أن القسم الأعظم من مجرى الساقية الحديثة ينطبق على مجراها القديم الا في بعض المواضع التـ اختصرت فيها المسافات كما هو الأمر في تل الشور وعند بابا عمرو ، وبعدها كانت الساقية القديمة تتجه نحو الشمال حتى تصل الى طريـ ـق طرابلس القديم عند كازية بيت دراق حاليا ، مجتازة الطريق من تحت الجسر الثالث، ثم تتجه نحو الشرق مصاقية لزور المفتي من الجنوب ثم تتجه نحو الجنوب الشرقي مجتازة طريق طرابلس القديم مرة أخرى ، تحت الجسر الثاني وبعد ذلك تسير نحو الشرق حوالي ( ٢٠٠ ) م ثم تتجه نحو الشمال مجتازة طريق طرابلس مرة ثالثة عند الجسر الأول (انظـ المصور ) ، ثم تتابع الساقية سيرها نحو الشمال مارة بالجسور التالية: جسر ( النجدي ) وتدعى البساتين الواقعة غرب هذا القسم بين الجسر الأول وجسر النجدي بـ ( زور النجدي ) (۱) ثم جسر (الخراب) المفضي الى طاحونة الخراب على العاصي، ثمّ جسر (الحمرا ) وبعده جسر الجديدة وبعدها تدخل في بستان بیت (رزق سلوم) = (الكادرينيا ) حاليا . ثم تتوزع مياهها الــــــى 1) وردت التسمية على مصورات المساحة باسم ( زور) (النجدة ( وهذا خطأ لأن الزور ينسب الى ( فارس بك النجدي ) كما تذكره الوثيقة المؤرخة في ذي القعدة ( ۱۲۷۷) هـ : (١٨٦٠) م .
تعليق