وأخيرا ملت ذلك كله، واتجهت نحو الشرق، وعزمت على رحلة تبدأ ببيروت وتخترق بادية الشام بطريق تدمر نحو (بابل) بحجة اقتناء الخيل العربية. كانت عشيرة (السبعة) آنذاك تسيطر على الطريق من حمص ودمشق الى تدمر وتتكفل بحماية السياح الأجانب لقاء أجر، وكان قائد القافلة الشيخ (مجول ) المصرب، وفي طريق البادية كانت الليدي ( دغبي) و ( مجول ) يتقدمان القافلة، في أجواء البادية الشاعرية نما الاعجاب فالحب وبدأت قصة حب جديدة كان آخر حب ،وأقواه انتهى بعد مصانعة من ( مجول ) الى الزواج. وبقيت مخلصة له طيلة ثلاثين عاما لم تراس (١) أحدا من أهلها سوى شقيقها، وماتت وهي على عصمته بمرض (الكوليرا ) في ۱۱ آب سنة ۱۸۸۱م. ودفنت في مقبرة البروتستانت في دمشق وكتب على قبرها بالعربية ( مدام دغبي المصرب ) .
أقام مجول ثلاث سنوات في حمص ( ١٢٨٤ - ١٢٨٦هـ = ۱۸۶۷ ١٨٦٩ ) م . ثم انتقل مع زوجه الى دمشق وبقي فيها حتى وفاة جين رأينا، وعاش بعدها ست سنوات اذ توفي ( ۱۸۸۷) م عن زوجتين هما (شعة) بنت سائر بن علي المصرب و حصة بنت عبدالله الهدال " وعن خمسة أولاد هم عاقد وعقدة وشامان وحصة وفاطمة أمها حمصية من آل سخاتير في باب السباع وهي أصغر أولاده. ولا وارث له سواهم .
نقل السيد منير الخوري، عن والده الخوري عيسى أسعد عن يوسف شاهين قصة زيارة ( جين دغبي) تدمر وجعلها بعد أن انتهت أحداث الستين المؤلمة واستتب الأمن في البلاد والواقع أن السيد يوسف شاهين خلط زارت تدمر ( ١٨٥٢ ) م وتعرفت خلالها على (مجول ) ولــم تــر الهنــد قــــط ، أما آن بلنت فهي التي جاءت من لندن الى حلب فدير الزور فبغداد ثم عادت الى دير الزور قاصدة تدمر التي وصلتها في ( ٢٤ أي ـار ۱۸۷۸ ) م بدلالة محمد الطالب = محمد العبدالله، وبعد ربع قرن ونيف من زيارة (جين دغبي) تدمر أما مصير جنينة ( مجول ) بعد وفاته فقد انتقلت بالشراء الى السيد (١) محمد نجيب بن الحاج عبد المجيد الرفاعي الذي أقام في الطرف الشرق منها مقهى (منظر الجميل ) ثم انتقلت الى ورثته زوجاته الثلاث وأولاده (۲) الخمسة وهم طاهر وتوفيق وحسني و درويش ورشيد الى الغرب والجنوب الغربي من جنينة مجول كانت تقوم (الدبويا ) والى الغرب منها طريق والى الغرب من الطريق كانت تقوم قطعة الأرض المحدودة شرقا. دبويا الرديف، وقبلة طريق الشوصة الاخذ الى طرابلس ، وغربا طريق سالك وساقية البلدة، وشمالا طريق سالك والساقية المذكورة هذه القطعة من الأرض حصل عليها في العام ( ١٢٩٤هـ = ١٨٧٧ م) الحاج ابراهيم بن عمر بن ابراهيم السيد سليمان الاناسي والحاج محمود طليمات من الحكومة السنيّة المحلية : الثلث للحاج ابراهيم والثلث للحاج محمود ، وسجلت لهما في الطابو، ثم باع المتوفيان المرحومان مان بحال حياتهما ، جملة حصص الى أشخاص متعددين ، ومن جملة المشتريين عبد الحميد الدروبي اشترى منهم حصة شائعة وهي التي بناها دارا لسكنه وقهوة ودكاكين وخان ، وبقيت بيدهم قطعة الأرض القبلية التي يحدها قبلة
تعليق