حمل تراب ) ثم أقام عليها بعد ذلك دارا وعشرة دكاكين ، وكانت قيمة حمل التراب عشر بارات والقرش أربعون بارة فكانت كصـ لغة ردم (١) الحفر ( ١٥ ) الف قرش . وفي العام التال أي في العام: (۱۳۱۲هـ = ١٨٩٤) م أحكر" وأجر محمد سعید بن محمد السباعي زادة المتول على وقف جامع الكبير الحاج حسين بن الحاج حسن الدالاتي النجار جميع بياض وقرار قطعة الأرض السليخ الخالية من البناء والغرس الواقعة خارج مدينة حمص بحذاء الجامع الكبير من جهة الشمال ، التي مساحتها (۲) قبلة بشمال عرضا خمسة وعشرون ذراعا بالذراع النجاري وشرق بغرب مائة ذراع بالذراع المذكور المحدودة قبلة الجامع المرقوم وشرقا دار (علي قزيح وشمالا أرض وقف جامع بني قسوم، وغربا قهوة جناب جندي زاده السيد عبد الرحمن ،آغا لمدة ثلاث سنوات مائة قرش وبجلب للغراس المرقوم ماء لأجل سقيه من فائض بحيرات الجامع المذكور الثلاث ويجري في قساطل للأرض المذكورة " ( ۳ ) .
أما في الجهة الشمالية الغربية للمدينة وعلى وجه التحديد الشمال من حي الأربعين ، رحمه الله كان يمر طريق سالك من الشوق الى الغرب وبعد الطريق يأتي كرم كان يدعى بـ (كرم البويظاني) يأتي شمال الطريق والى الشمال من الكرم المذكور كانت تمر ساقية البلدة والى الشمال منها كانت كتلة البساتين المحصورة بين شارع (عبد المنعم رياض) الحالي من الغرب وشارع عمر بن الخطاب الحالي من الشرق والشمال والى الشرق من كرم البويظاني كانت تمر أيضا ساقية البلدة (المجاهدية) ثم تنعطف نحو الشرق فتدخل في منشآت التكية المولوية وتسقيها ثم تنحرف نحو الشمال فتمر تحت شارع القوتلي حاليا ثــم تدخل في كتلة البساتين المذكورة لتمدها بالمياه . وكان كرم البويظاني بالحدود التي ذكرناها يشغل مكان الكتلة المعمارية الممتدة الآن من غرب دار الحكومة ومقهى التوليدو وحتى نهاية الكتلة المعمارية المذكورة في الشرق حيث تقوم غرفة تجارة حمص الآن . وقد اشترى هذا الكرم من أصحابه (جناب فتوتلو يوسف أفندي ) . كاتب في آلاي عساكر الطوبجية المقيم بحلب الشهباء ابن مصطفى أفندي البالوسي، فانتقل اليه بالشراء الشرعي بموجب حجة شرعية مؤرخة في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة الشريفة ختام سنة اثنين وثمانين ومايتين والف هـ = ۲۳ مایس ۱۸۶۵ (۱). ثم أن يوسف المذكور وكل "فتوتلو عبد الرحمن أفندي، الامام في آلاي عساكر الطوبجية ( ٢ ) المقيم بمدينة حمص ابن أحمد أفندي ، ببيــــــــع الكرم المذكور فابتاعه السيد يوسف بن مصطفى حاكمة لموكله الشيخ (مجول) ابن شهاب بن عبدالله المصرب من عرب السبعة بمبلغ (خمسة آلاف قرش ميري) وكان الكرم المذكور خارج مدينة (حمص) الواقع غربي التكية شمال البلدة الملاصق للساقية المشتمل على أشجار مشمش ورمـان وتـيـن وعنب (۳) وبركة ودولاب واوضتين واقعتين في النصف الشمالي، يتجهان قبلة مع حق السقي من الساقية المذكورة ومنافع وحقوق شرعيـة وعلى ذلك فقد دعي هذا الكرم بـ ( جنينة مجول ) .
والى الشرق من هذا الكرم طريق سالك والى الشرق من الطريق قطعة الأرض السليخة الخالية من البناء والغرس كانت ملكيتها تعود الى بلدية حمص فاشتراها الشيخ مخول وضمها الى جنينته وبنى في القسم الشرقي من الكرم والأرض المشتراة قصره الذي عرف بـ (قصر مجول ) وبقي جدار من البازلت الازرق من جدران القصر شامخا الى الشرق من مقهى منظر الجميل حتى الخمسينات من هذا القرن .
وقد يتساءل القاريء الكريم عن الدافع الذي دفع (مجولا) لشـ الكرم واقامة القصر، والواقع أن وراء ذلك كله قصة حب من أغرب قصـ الحب وأكثرها عمقا وحرارة التي جرت في القرن التاسع عشـ بين الشيخ مجول المصرب وبين الليدي (جين دغبي) ابنة الجنرال السير دغيي التي ولدت في قصر ( هولكهام) في لندن (سنة ۱۸٠٧م) وبعد أن شبت عن الطوق بدأت سلسلة مغامراتها العاطفية بالزواج من سياس ي انكليزي نبيل وانتهى هذا الزواج بعد سبع سنوات اثر فضيحة مدوية لم يشهد لها المجتمع الانكليزي مثيلا، اذ عشقت أميرا نمسويا كان موظفا بالسفارة النسوية في لندن وانجبت منه ابنتين، كما وقع في حبهـــــــا ملك بافاريا (لودوبيغ الأول ) وذكر أن ابنه الأمير (اوتو) كان يحبها حبا مكتوما احتراما لوالده ثم تزوجت أحد البارونات الالمان وأنجبت منه طفلين ثم طلقت منه بعد فضيحة جديدة ثم تزوجت من أمير يوناني وبعد سنة ونيف انصرفت عنه الى حب جديد مع البطل الالباني الحاج بطرس، وعلى ذلك يحق ل ( بلزاك ) الأديب الفرنسي الذي تعرف عليها في (باريس). ، وكان من رواد صالونها أن يشبه عواطفها بالعواصف الهوجاء التي تجتاز الصحاري المحرقة ،
تعليق