الفصل الأول
حمص _ دراسة وثائقية ١٨٤٠ - ١٩١٨ ه
كيف كانت حمص في تلك الحقبة
أ _ حدودها :
كان يحيط بالبلدة سور من الحجارة البازلتية له شكل شبـه منحرف غير منتظم قاعدته الصغرى هي الجنوبية الممتدة بين (بـاب الدريب) وبين (باب السباع ( بطول ۹۰۰ ) م ، وقاعدته الكبرى هي الشمالية الممتدة بين (باب تدمر شرقا وبين (برج جامع الأربعين ) بطول (١٥٧٥) م وضلعه الشرقي الممتد بين (باب تدمر) شمالا وبين (باب الدريب) جنوبا ويبلغ طوله ( ۹۰۰ ) م ، وضلعه الغربي بين (بوج جامع الأربعين ) شمالا وبين ( باب التركمان ) الملاصق للسفح الشمالي الغربي للقلعة جنوبا ويبلغ طوله ( ٢٥ ) م فيكون محيط السور على هذا النحو (٤٢٠٠) م .
ب - أبوابه :
وكان في السور أبواب تصل باطن حمص بظاهرها هي :
١ - باب الرستن : في الجهة الشمالية، وسيطلق عليه اسم ( باب السوق ) بعد انشاء حي ( الحميدية) وبناء الأسواق والخانات والدور بينها وبين الجامع الكبير أواخر القرن التاسع عشر، وقبل ذلك كان يعرف . ( باب المغلاق ) والساحة التي أمامه من جهة الشمال بساحة المغلاق .
٢ _ باب هود في الجهة الغربية قرب مقام النبي (هود) والی الجنوب منه .
٣ _ الباب المسدود : عندما دخل السلطان (سليم) حمص (١٥١٦ ) م . غادرها من هذا الباب واغلق وراءه ولـم يفتح بعد ذلك أبدا وصار يدعــــــى الباب المسدود، وربما كان يعرف قبل ذلك بـ (باب الجبل ) ، وهو.الوحيد من أبواب المدينة الذي لاتزال معالمه بارزة حتى الآن .
٤ _ باب التركمان : الذي كان يستند في دعامته الى السفح الشمال الغربي للقلعة وقرب الطريق الصاعد البها. ونرجح أن هذا الباب شق في السور ، بعد اغلاق باب المسدود . ليتمكن الناس وراءه من الوصول الى غرب البلدة من تلك الجهة، ولما كان السلطان سليم قـ أنزل في تلك المنطقة عددا كبيرا من التركمان فقد عرف اسمهم وكذلك الحي الذي نزلوا به .
٥ _ باب السباع : كان يستند في دعامته الغربية الى السفح الشمال الشرقي للقلعة وفي دعامته الشرقية الى سور المدينة، وكان يذهب منه الى دمشق عن طريق مسكنة وجندر فحسياء .
٦ _ باب الدريب : كان يتجه نحو الشرق ويقع في النهاية الجنوبية لسور المدينة الشرقي غرب جامع كعب الاحبار في الحي المذكور، ويذهب أيضا منه الى دمشق عن طريق مسكنة .
٧ : باب تدمر : يقع في الطرف الشمالي لسور البلد الشرقي وبقيت معالمه حتى السبعينات من هذا القرن ويذهب منه ! بان
حمص الشرقية فتدمر .
وبين باب التركمان وبين باب السباع تلتصق دور المدينة بالسفح الشمالي للقلعة الذي يكاد انحداره يكون عموديا . ولاتزال بعض معالم السور ظاهرة بين باب تدمر وباب الدريب وعندما هدمت البلدية (حـ الاربعين ) ظهرت قطعة من سور المدينة كانت داخلة في بنية البيوت التي تمر بها ، فأبقت عليها البلدية للذكرى والتاريخ ولم تلحقها بحــــي الأربعين . وكانت تقوم في هذه الأسوار أبراج لايزال بعضها مثلا حتى الآن كبرج جامع الأربعين .
أما خندق المدينة فلا تزال بعض معالمه باقية في شارع الخندق في باب السباع، وفي المنطقة بين باب تدمر وباب الدريب، كما يشير اليه شارع الخندق المنخفض في غرب باب هود بينه وبين الباب المسدود وأما القلعة، فتقع كما رأينا في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة وهـي شـيـدت فـوق تـل يعلو سطح البحر بـ (٥٣٣) م. ويرجح أن أسفل التل طبيعي صخري وأعلاه صناعي وهـو عـلى شكل مخروط ناقص، محيطــه فـي الأسفل نحو ( ۹۰۰ ) م وارتفاعه عن سطح الأرض المحيطة به نحو ثلاثين مترا، وسفحه الشمالي الملاصق للمدينة، شديد الانحدار يكاد يكون عموديا . أصيبت بلاد الشام بالزلزال الكبير الذي هدم مدنها وزرع الخراب لك فيها وذلك سنة (٥٥٢ ) هـ . المقابل لـ ( ۱۱٥٧) م. فرمّم نور الديـ ما أمكنه ترميمه أما تحصين القلعة والمدينة فكان من أعمال المـ المجاهد أسد الدين شيركوه الثاني الذي حكم حمص وتوابعها ( ٥٤ ) سنة ميلادية ( ۱۱٨٥ - ۱۲۳۹) . وجاء في كتاب التاريخ المنصوري عنـد الكـــلام على أحداث سنة ( ٦٢٤ ) هـ وفيها شرع السلطان الملك المجاهد، صاحب في حفر خندق القلعة وتوسعته وحصانته لانه من الثغور الاسلامية
تعليق