( لمحة تاريخية ) ٢_a .. كتاب حمص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( لمحة تاريخية ) ٢_a .. كتاب حمص


    لقد كان (بابنيانوس) في السابعة والثلاثين من عمره حين أعدم ومع ذلك فان التراث العظيم الذي تركه لـم يتركه أي فقيـه آخـــر فـــــي الامبراطورية الرومانية !!!.

    وفي عهد (زنوبيا ) ملكة تدمر كان مستشارها ومعلمها ( لونجينوس الحمصي) (٢٧٣ - ٢١٤ ) م . .

    وعندما خسرت المعركة أمام الامبراطور الروماني (أورليان ) ووقعت أسيرة في يده، أمر باعدام ( لونجينوس) ، ولم يجرؤ الامبراطور : النظر اليه خشية أن يحمله منظره الوقور على الصفح عنه !!! . لقد كان أثر حمص السياسي والفكري كبيرا في الامبراطورية الرومانية حتى قال الشاعر اللاتيني ( جوفنال ) سنة ( ٦٠ - ١٤٠) م "أن العاص يصب في التيبر حاملا لغته وعاداته .

    كانت الوثنية، كما رأينا ، عريقة في أهالي حمص ولذلك لم تدخل المسيحية بسهولة اليها .

    ودفعت أعمال العنف ضد المسيحيين الأوائل، بعض المؤمنين من المسيحيين الى مغادرة حمص والهجرة الى منطقة (كيليكيا). وكان من بين الذين هاجروا ( يوحنا السرياني) فرزقه الله ولدا اتخذ المسيحية معتقدا له حتى أصبح من الكهنة البارزين في تلك المنطقة مما دعا أحب المسيحية في روما لانتخابه ( بابا ) وبقي في منصبه ذلك من ( ١٥٥ - ١٦٦ ) م . وعرف باسم البابا انيست (anicet).

    عندما بدأ المسلمون حروب التحرير في بلاد الشام استولوا على دمشق المرة الأولى ۱۹ أيلول سنة ( ٦٣٤) م . الموافق لعشرين رجب ۱۳هـ .

    ثم استولى أبو عبيدة وخالد بن الوليد على حمص بعد أن حاصراهـا مـن مطلع كانون الأول ( ٦٣٥) م الى منتصف آذار ( ٦٣٦) م ، ولعل البعض يتساءل لم نستعمل كلمة ( حروب التحرير ) وجوابنا على ذلك أنه يجب أن نميز في المناطق المحررة بين السكان الأصليين وهم على الغالب الفلاحون ادة في قراهم الذين يعملون في الأرض وبين فئة الحكام وكبار القـ العسكريين ، فالاولون سريان أي عرب بالمعنى الواسع للكلمة وكانوا مضطهدين من قبل الفئة الثانية وهم روم بيزنطيون ، وقد عبر عن مشاعر الفئة الأولى من الفلاحين ميخائيل السوري بقوله "ان الله المنتقم قد أرسل الينا العرب لينقذونا من الرومان، ان كنائسنا لم ترجع الينا فق احتفظ كل بما يملك ولكن العرب حررونا من وحشية البيزنطيـ بين وحقدهم علينا" (١).

    وخير دليل على ذلك، تلك المعاملة الكريمة التي عامل بهـا أبـو عبيدة أهالي حمص عندما غادر العرب المسلمون المدينة فأثناء فتـح حمـــــص جمع الجزية من السكان المحليين لقاء اعفائهم من الخدمة العسكرية ــف وحمايتهم من الاعداء، ولكن بما أن العرب سيغادرون المدينة والموق لا يسمح لهم بحماية سكانها ، فقد جمع أبو عبيدة السكان وأعاد اليهم الأموال التي أ أخذها منهم جزية وقال لهم: "نحن لسنا بقادرين على مساعدتكم والدفاع عنكم وأنتم الآن أحرار بأنفسكم" فأجابه أهل حمص ان حكمك لنا وعدالتك أعز لدينا من الظلم والقوة التي كنا نعيش وكتب أبو عبيدة الى أمراء الالوية الأخرى التي انسحب "(4) بها من قبل " منها العرب المسلمون بأن يعيدوا الى الناس الجزية التي جمعوهـا منهم، وقد تم تنفيذ ذلك من قبل كل أمير قبل تحركه للانضم الى أبي عبيدة في الجابية .

    وتجمعت القوات العربية من جميع أنحاء المناطق المحررة ف الجابية جنوبي دمشق وفي الاسبوع الثالث من آب (٦٣٦ ) م = الاسبوع الثاني من رجب (١٥) هـ . حدثت معركة اليرموك الفاصلة التي دامــــــــت ستة أيام كاملة والتي فتحت أبواب الشام كلها أمام العرب، بعد أن دمرت القوات البيزنطية تدميرا كاملا .

    بعد معركة اليرموك دخل خالد مدينة دمشق فاستقبله أهلوهـ سلام مرحبين وذكروه بالمعاهدة التي كان قد عقدها معهم عند است المدينة أول مرة قبل سنتين فأكد لهم خالد أنهم مازالوا تحت حمايتها . ثم اتجه أبو عبيدة وخالد لتحرير القدس فرفرف السلام على المدينة المقدسة في نيسان سنة ٦٣٧م = ربيع الأول ١٦هـ . وبقي مرفرفـا عليهـا حتى سقوطها بيد الصليبيين ( ۱۰۹۹) م. ثم انطلق أبو عبيدة وخالــــــد لتحرير شمال الشام كله وعندما وصلا حمص رحبت بعودة العرب اليهاوبدأ بذلك فصل جديد من تاريخها .

    وهنا نريد أن نقف للرد على مازعمه ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ".. من أن خالد بن الوليد مات في المدينة ودفن بها وهو الأصح .. وأن الذي يزار بحمص انما هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية (۱) دون أن يذكر سندا لروايته تلك، ويكفي للرد عليه، أن نورد روايتين من أوثق مصادرنا التاريخية وأشهرها : الأولى للطبري في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) والثانية لأبي الفرج الأصبهاني في كتابه (الاغاني) .

    أما رواية الطبري فأوردها في سياق أحداث سنة (٢١) هـ "قــــــال الواقدي في هذه السنة يعني سنة (۲۱) مات خالد بن الوليد بحمص وأوصى الى عمر بن الخطاب (۱) . وعندما وصل نعي خالد الى المدينة أخذت نساء بنی مخزوم يبكينه فسمعهن عمر بن الخطاب "فبكي وقال لتقل نساء بني مخزوم في أبي سليمان ماشئن ، فأنهن لا يكذبن، وعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي، فقال له طلحة بن عبيد الله، وكان عنده: انك واياه لكما قال عبيد بن الأبرص :

    لا الفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي مازودتني زادي بالاضافة الى أن خالد بن يزيد لو كان له قبر في حمص لنبشه العباسيون وأزالوا معالمه كما فعلوا بقبور الأمويين في الشام بعد القضاء عليهم. وعلى ذلك فموت خالد بن الوليد مؤكد في حمص، وقبره هو هو في مسجده القائم فيها ، وزعم ياقوت الحموي باطل لا يؤخذ به ولایع سول عليه.

    شاركت حمص في الأحداث التاريخية التي جرت في عهد الأمـ فالعباسيين ، وعندما ضعفت الدولة العباسية وبدأت تنمو في أطرافها الشرقية والغربية الدويلات المستقلة عنها أخذت حمص تنتقل من أيدي العباسيين الى أيدي الطولونيين فالاخشديين فالحمدانيين، وكان منهم بعد سيف الدولة، ابنه سعد الدولة الذي ولى احد قادته ( بكجور) سنة ٣٦٥هـ = ٩٧٥ - ٩٧٦ م. على حمص فعمرها وترك أثرا فيها هو جامع (الدمل ) الواقع بالقرب من مقام أبي الهول والمطل على شارع أبي الهول من ناحية الجنوب . وكان له مأذنة عليها كتابة كوفية تعد من النفائس ذكرهـــــا (محمد كرد علي) على النحو التالي: " ولاتزال في حمص منارة مأذنة من بناء بكجور الذي استولى على المدينة سنة ٣٦٧هـ = ۹۷۷م. وعليها (١), کتابة مفيدة في باب الهندسة العربية .

    بعد الدولة الحمدانية حلت مكانها سنة ( ٤٠٦) هـ = ۱۰۱٥م ، الدولة = المرداسية نسبة لمؤسسها صالح بن مرداس أمير بني (كلاب) وحكمها منهم شبل الدولة نصر بن مرداس الذي أسكن في العام ٤٢٤ هـ ۱۰۳۲م في حصن (الصفح) قوما من الأكراد ليحرسوا الطريق بين حمص وبين طرابلس. فنسب الحصن البهم منذ ذلك الحين، حصن الأكراد ونسبت اليه القلعة التي تعلوه فقيل (قلعة الحصن ) ، وكان آخرهم في حمص وسلمية في ( ٤٧٥ ) هـ وما بعدها خلف بن ملاعب الملقب أيضـا بـ (سيف الدولة ) .

    في أواسط القرن الخامس الهجري (٤٥١) هـ أي في أ أواسط القرن الحادي عشر الميلادي (۱۰۵۹) م. تعرض الشرق العربي لظهور قوة جديدة هـــــم (التركمان ) الذين قضوا على النفوذ الشيعي في بغداد ودعموا مذهب السنة ويعلل بروكلمان اعتناقهم مذهب السنة بقوله "حتى اذا اعتنق هؤلاء الاتراك الاسلام انحازوا الى السنة التي كان فحوى معتقدها الواضـ で الرصين يتلاءم وعقولهم البسيطة، فاقبلوا عليها واعتنقوها بكل ماف نفوسهم الفظة من قوة وحماسة" (٢).

    بعد أن توطدت أركان دولة الترك في بغداد في عهد السلط ارطغرل اتجهوا نحو بلاد الشام فاستولوا على حلب ( ٤٦٣) هـ . وأزالوا منها الدولة المرداسية واستولوا على دمشق (٤٦٨) هـ . وخطبوا للعباسيين وأزالوا حكم الفاطميين عن داخل الشام الأسواحله .

    ان اندفاع السلاجقة التركمان نحو بلاد الشام كان له نتائج كثيرة فكرية واجتماعية وسياسية فمن الناحية الفكرية كان التركمان سلاجق بغداد سنة متعصبين لسنتهم، وكانوا يعتمدون العنف والقمع والتهديد في سبيل اعادة الناس الى السنّة وترك التشيع، وقد حل التعصب محل التسامح في العصر السلجوقي واغلق باب الاجتهاد في الفكر العرب الاسلامي وران الجمود الفكري، وحل التقليد محل الابداع. ومن الناحية الاجتماعية أحدثت هجرة التركمان الى بلاد الشام، تأثيرا بشريا واجتماعيا كبيرا فقد أزالت الهجرة طبقة الارستقطراطية المحلية وأحلت محلها طبقات تركمانية جديدة كما أن الهجرة جلبت أعدادا وفيرة من التركمان ، اختلطوا بسكان البلاد المحليين في المدن أو طردوهم من أماكنهم في الريف" ( ١ ) والي هذه الحقبة من التاريخ تعود أغلب العائلات الحمصية بأصولهـ التركمانية ، بعد أن تعربت لغة .

    استخلص تاج الدولة ( تتش) حمص من خلف بن ملاعب آخر الحكـــــــام المرادسيين وبقيت بيده الى أن قتل ( ٤٨٧) هـ = ١٠٩٤م. فخلفه ابنه تاج الملوك (رضوان ) في حلب وكانت حمص تابعة له. وفي سنة ( ٤٩٠) هـ عهد تاج الملوك بحمص الى أتابكـه ( جناح الدولة حسين ) الذي دفع شـــــر الصليبيين عن حمص بغرامة أداها البهم .

    آلت حمص بعد ذلك الى نور الدين محمود الذي ورثها عن أبيه عماد الدين زنكي، وفي عهد نور الدين ضرب زلزال هائل بلاد الشام من أقصاها الى أقصاها فعمد نور الدين الى ترمیم واصلاح ماخربه الزلزال الكبير في حمص وفى غيرها من بلاد الشام (٥٥٢) هـ = ١١٥٧ م ومن أهم ماقام به في حمص، قبل ترميم جامعها الكبير، واعادة بنائه شراؤه النصف الشرقي من البيعة التي بقيت لأهل حمص المسيحيين منذ دخول العرب البها ، فاشتراها من المسيحيين وضمها الى المسجد وعـ وعرف منذ ذلك الوقت باسم (الجامع النوري الكبير ) .

    أول من ولي حمص من السلالة الأبوبية (اسد الدين شيركوه) عــــــم صلاح الدين الأيوبي، الذي ذهب معه الى مصر وقضى على الخلافة الفاطمية هناك، وبعد وفاة أسد الدين، خلفه ابنه ناصر الدين محمد ثم نزعها منه نور الدين، وعندما استتب الأمر لصلاح الدين أعادها اليه، وبقي ناصر الدين محمد في حمص حتى وفاته ( ٥٨١ هـ = ۱۱۸۵م) فخلفه ولده (أســـــــــد الدين شيركوه ) الثاني الذي عرف بالملك المجاهد، والذي حكم حمص ستا وخمسين سنة هجرية - (٥٤) م وخلفه من بعده ابنه المنصور ابراهيم الذي توفي في دمشق ( ٦٤٥هـ = ۱۲۲۷م) ونقل الى حمص حيث دفن في جنوبها في مسجد الخضر) . وخلفه ابنه الاشرف موسى الذي توفي ( ٦٦٢ هـ ) دون عقب ودفن عند جده الملك المجاهد، وانقرض بموته بیت شیرکوه الأيوبي .

    ورث المماليك حكم مصر والشام من الأيوبيين وبدأ حكمهم ( ١٢٥٠ ) م بـ (عز الدين ايبك) ، ويبدو أن شأن حمص انحط في عهدهم كثيرا، فالحروب الصليبية ثم الغزو المغولي الذي ضرب الشام في عهد تيمورلن ك) والطاعون الهائل الذي حصد سكان حمص فيما حصد من مدن الشام (٧٤٣هـ = ١٣٤٢م) وفتن الاعراب التي بدأت في تلك الحقبة والحقت أضرارا كبيرة بقرى حمص الشرقية مما أدى الى انحطاط شأن حمص فوق ماكان منحطـــا الثورات والروم والزلازل والصليبيين، فقل سكانها وخمل ذكرها "

    استمر الوضع على هذا النحو حتى مجيء العثمانيين ( ١٥١٦ ) م بقيادة السلطان سليم الأول ، وقضائهم على ملك المماليك بالشام واضعافه في مصر بعد الاستيلاء عليها (١٥١٧)م.

    عندما مر السلطان سليم بحمص، وهو في طريقه الى دمشق غادرها خارجا من الباب الذي عرف بعد ذلك بـ (الباب المسدود ) لانه أمر بسده، كعادة السلاطين العثمانيين، حتى لا يمر به أحد بعده وأنزل وراءه عائلات تركمانية لاتزال أغلب دورهم هناك حتى الوقت الحاضر . وكانت حمص في أول عهد العثمانيين لواء يتبع (ايالة ) طرابلس ثم تحولت في أواخر عهدهم الى قضاء يتبع لواء حماه المرتبط بـ (ايالة دمشق ) وظلت طيلة العهد العثماني مهملة يعيش سكانها حياة بسيطة متواضعة ويعانون من فتن الاعراب وتعدياتهم فتغلق أبواب الأسوار بعد الغروب ويأوي كل امرىء الى بيته لا يجرؤ على الخروج منه حتى جاء ابراهيم بن محمد علي حاكم مصر من ( ١٨٣٢ - ١٨٤٠م) فساد الههدوء وانتشر لواء الأمن في المنطقة وانتعشت قراها الشرقية، وتحسنت اقتصادياتها ومن آثار الحكم المصري في حمص (الدبويا ) ( ۳ ) التي عمرها باقتلاع الأحجار البازلتية التي كانت تستر سفوح القلعة كلها وتعمير (الدبويا ) بها وكان مكانها في موقع دار الحكومة ذات الأحجار البيضاء حاليا وبقي كذلك حتى مطلـ الخمسينات من هذا القرن .

    عندما خرج المصريون ( ۱۸۴۰) م عادت حليمة الى عادتها . القديمة وعاد البدو الى الاعتداء على الأرياض الشرقية حتى أنهم كانوا يدخلون البلد من فينهبون ويقتلون ويسبون ثم ينسحبون ليعودوا مرة أخرى، ومن هنا أي المصريين يبدأ موضوع كتابنا هذا فكيف كانت حمص في ذلك الوقت ؟؟؟ .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 15.58_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	75.7 كيلوبايت 
الهوية:	161372 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 15.58 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	80.6 كيلوبايت 
الهوية:	161373 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 15.59_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	73.9 كيلوبايت 
الهوية:	161374 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 15.59 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	79.0 كيلوبايت 
الهوية:	161375 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 15.59 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	73.6 كيلوبايت 
الهوية:	161376

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 16.00_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	76.3 كيلوبايت 
الهوية:	161384 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 16.01_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	77.0 كيلوبايت 
الهوية:	161385 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-19-2023 16.01 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	78.8 كيلوبايت 
الهوية:	161386



    Papenianus was thirty-seven years old when he was executed. However, the great legacy he left was not left by any other jurist in the Roman Empire!!!

    During the reign of Zenobia, Queen of Palmyra, her advisor and teacher was Longinus of Homs (273-214 AD). .

    When the battle was lost to the Roman Emperor Aurelian and she became a prisoner in his hands, he ordered the execution of Longinus, and the emperor did not dare to look at him for fear that his dignified appearance would make him forgive him!!! . The political and intellectual impact of Homs was great in the Roman Empire, until the Latin poet Juvenal said in the year (60-140) AD, “The capital flows into the Tiber, carrying its language and customs.

    Paganism, as we have seen, was ancient among the people of Homs, and therefore Christianity did not enter it easily.

    Acts of violence against the early Christians prompted some Christian believers to leave Homs and migrate to the Cilicia region. Among those who immigrated was (John the Syrian), and God granted him a son who adopted Christianity as his belief until he became one of the prominent priests in that region, which prompted the most beloved Christians in Rome to elect him (pope), and he remained in that position from (155-166) AD. He was known as Pope Anicet.

    When the Muslims began the wars of liberation in the Levant, they captured Damascus for the first time on September 19, 634 AD. Corresponding to the twentieth of Rajab 13 AH.

    Then Abu Ubaidah and Khaled bin Al-Walid took control of Homs after besieging it from the beginning of December (635) AD until mid-March (636) AD. Perhaps some people wonder why we used the word (wars of liberation) and our answer to that is that we must distinguish between the populations in the liberated areas. The original ones, who are mostly the peasants in their villages who work the land, and among the category of rulers and senior military officials. The first are Syriacs, that is, Arabs in the broad sense of the word. They were persecuted by the second group, who were Byzantine Romans. The feelings of the first category of peasants were expressed by Michael the Syrian, who said, “Indeed, God The avenger sent the Arabs to us to save us from the Romans. Our churches did not return to us, so everyone kept what they owned, but the Arabs liberated us from the brutality of the Byzantines and their hatred against us” (1).

    The best evidence of this is the generous treatment with which Abu Ubaida treated the people of Homs when the Muslim Arabs left the city. During the conquest of Homs, he collected tribute from the local residents in exchange for relieving them from military service and protecting them from enemies, but since the Arabs will leave the city and the position does not allow them to protect its residents. Abu Ubaidah gathered the residents and returned to them the money he had taken from them as tribute, and said to them: “We are not able to help you and defend you, and you are now free on your own.” The people of Homs replied to him, “Your rule for us and your justice are dearer to us than the oppression and power we were experiencing.” Abu Ubaidah wrote to the princes. The other brigades that had withdrawn "(4) before" included the Muslim Arabs to return to the people the tribute they had collected from them, and this was implemented by each prince before he moved to join Abu Ubaidah in Al-Jabiya.

    Arab forces from all over the liberated areas gathered in Al-Jabiya, south of Damascus, in the third week of August (636) AD = the second week of Rajab (15) AH. The decisive battle of Yarmouk took place, which lasted for six full days, and which opened the gates of the entire Levant to the Arabs, after the Byzantine forces were completely destroyed.

    After the Battle of Yarmouk, Khaled entered the city of Damascus, and his family welcomed him and reminded him of the treaty he had made with them when they first entered the city two years ago, so Khaled assured them that they were still under its protection. Then Abu Ubaida and Khaled headed to liberate Jerusalem, and peace came over the Holy City in April of the year 637 AD = Rabi’ al-Awwal 16 AH. It remained on top of it until it fell into the hands of the Crusaders (1099 AD). Then Abu Ubaida and Khaled set off to liberate the entire north of the Levant, and when they arrived in Homs, it welcomed the return of the Arabs to it, thus beginning a new chapter in its history.

    Here we want to respond to what Yaqut al-Hamawi claimed in his book Mu’jam al-Buldan, “... that Khalid bin Al-Walid died in Medina and was buried there, which is more correct... and that what is visited in Homs is the grave of Khalid bin Yazid bin Muawiyah (1) without mentioning any support for his narration.” To respond to that, it is sufficient to cite two narrations from our most reliable and famous historical sources: the first by Al-Tabari in his book (The History of the Messengers and Kings) and the second by Abu Al-Faraj Al-Asbahani in his book (Al-Aghani).

    As for Al-Tabari’s narration, he cited it in the context of the events of the year (21) AH: “Al-Waqidi said: In this year, meaning the year (21), Khalid bin Al-Walid died in Homs and he made a will to Omar bin Al-Khattab (1). When Khalid’s obituary arrived in Medina, the women of Banu Makhzum began to cry over him, and Omar heard them. Ibn Al-Khattab “Then he cried and said, ‘Let the women of Banu Makhzum say whatever they want about Abu Sulaiman, for they do not lie, and over those like Abu Sulaiman, the weeping ones cry.’ Talha bin Ubaid Allah, who was with him, said to him: You and him are as Ubaid bin Al-Abras said:

    No, after death, you mourn for me, and in my life you did not provide me with food. In addition, if Khalid bin Yazid had a grave in Homs, the Abbasids would have dug it up and removed its features, as they did with the graves of the Umayyads in the Levant after eliminating them. Accordingly, the death of Khalid bin Al-Walid is confirmed in Homs, and his grave is in his existing mosque there, and the claim of Yaqut Al-Hamawi is false and cannot be taken into account by Lay’a Saul.

    Homs participated in the historical events that took place during the reign of the Abbasids, and when the Abbasid state weakened and independent states began to grow in its eastern and western outskirts, Homs began to move from the hands of the Abbasids to the hands of the Tulunids, then the Akhshidids, then the Hamdanids, and among them, after Sayf al-Dawla, was his son Saad al-Dawla, who appointed one of its leaders. (Bakjur) in the year 365 AH = 975-976 AD. On Homs, its age and its legacy is the (Al-Daml) Mosque, located near the Maqam of the Sphinx and overlooking Sphinx Street from the south. He had a minaret with a Kufic inscription on it, which was considered one of the precious things. He was mentioned by (Muhammad Kurd Ali) as follows: “There is still a minaret in Homs built by Bakjur, who seized control of the city in the year 367 AH = 977 AD. On it is (1), a useful inscription in the field of Arabic geometry.
    After the Hamdanid state, it was replaced in the year (406) AH = 1015 AD. The state = the Mardasiyah, named after its founder, Salih bin Mardas, the Emir of Banu (Kilab). It was ruled by Shibl al-Dawla, Nasr bin Mardas, who in the year 424 AH, 1032 AD, settled in the fort of (Al-Saffah) with a group of Kurds to guard the road. Between Homs and Tripoli. Since then, the magnificent fort has been attributed to the Kurdish fort, and the castle above it was attributed to it, so it was said (Qalat al-Husn). The last of them was in Homs and Salamiyah in (475) AH and after that, Khalaf bin Malaeb, also nicknamed (Saif al-Dawla).

    In the middle of the fifth century AH (451) AH, that is, in the middle of the eleventh century AD (1059) AD. The Arab East was exposed to the emergence of a new force, the Turkmen, who eliminated the Shiite influence in Baghdad and supported the Sunni doctrine. Brockelmann explains their embrace of the Sunni doctrine by saying, “Even if these Turks converted to Islam, they sided with the Sunnah, whose clear and sober belief was consistent with their simple minds, so they accepted it and embraced it.” With all the strength and enthusiasm of their raw souls” (2).

    After the foundations of the Turkish state were consolidated in Baghdad during the reign of Sultan Ertugrul, they headed towards the Levant and captured Aleppo (463 AH). They removed the Mirdasid state from it and seized Damascus (468 AH). They addressed the Abbasids and removed the rule of the Fatimids from the coastal areas of the Levant.

    The push of the Seljuk Turkmen towards the Levant had many intellectual, social and political consequences. From an intellectual standpoint, the Turkmen of the Seljuks of Baghdad were Sunnis who were fanatical towards their Sunnah, and they relied on violence, oppression and threats in order to return the people to the Sunnis and abandon Shiism. Fanaticism replaced tolerance in the Seljuk era and closed the door to ijtihad. In Arab-Islamic thought, intellectual stagnation prevailed, and imitation replaced creativity. From a social standpoint, the migration of Turkmen to the Levant had a great human and social impact. The migration removed the local aristocracy and replaced it with new Turkmen classes. The migration also brought in large numbers of Turkmen, who mixed with the country’s local population in the cities or expelled them from their places in the countryside. (1) To this era of history, most Homs families trace their Turkmen origins, after having Arabized the language.

    Taj al-Dawla (Tush) captured Homs from Khalaf bin Malaab, the last of the Muradsid rulers, and it remained in his hands until he was killed (487) AH = 1094 AD. His son, Taj al-Muluk (Radwan), succeeded him in Aleppo, and Homs was subordinate to him. In the year (490) AH, Taj al-Muluk entrusted Homs to Atabegah (the ward of the state Hussein), who repaid the evil of the Crusaders on Homs with a fine paid by them.

    Homs then passed to Nour al-Din Mahmoud, who inherited it from his father, Imad al-Din Zengi. During the reign of Nour al-Din, a massive earthquake struck the Levant from one end to the other, so Nour al-Din set about restoring and repairing what had been destroyed by the great earthquake in Homs and in other parts of the Levant (552 AH). 1157 AD. One of the most important things he did in Homs, before restoring its Great Mosque and rebuilding it, was that he bought the eastern half of the pledge of allegiance that had remained for the Christian people of Homs since the Arabs entered the city. He bought it from the Christians and added it to the mosque, and it was known from that time on as (the Great Al-Nuri Mosque).

    The first ruler of Homs from the Abu Abu dynasty (Asad al-Din Shirkuh), the uncle of Saladin al-Ayyubi, who went with him to Egypt and eliminated the Fatimid caliphate there. After the death of Asad al-Din, his son Nasir al-Din Muhammad succeeded him, then Nour al-Din took it from him, and when the matter was settled for Saladin, he returned it. To him, Nasser al-Din Muhammad remained in Homs until his death (581 AH = 1185 AD). He was succeeded by his son (Asad al-Din Shirkuh), who was known as the Mujahid King, and who ruled Homs for fifty-six years AH - (54) AD. He was succeeded after him by his son, Al-Mansur Ibrahim, who died in Damascus (645 AH = 1227 AD) and was transferred to Homs, where he was buried in the south of it in the Al-Khidr Mosque). He was succeeded by his son, Al-Ashraf Musa, who died (662 AH) without success and was buried with his grandfather, the Mujahid King, and with his death the Ayyubid House of Shirkuh became extinct.

    The Mamluks inherited the rule of Egypt and the Levant from the Ayyubids, and their rule began (1250) AD with (Izz al-Din Aybak). It seems that the status of Homs declined greatly during their reign, as the Crusades, then the Mongol invasion that struck the Levant during the reign of Timurlan K) and the massive plague that claimed the inhabitants of Homs as well as From the cities of the Levant (743 AH = 1342 AD) and the strife of the Bedouins that began in that era and caused great damage to the eastern villages of Homs, which led to the decline of the status of Homs beyond what it was decadent.

    The situation continued in this manner until the arrival of the Ottomans (1516) AD, led by Sultan Selim I, and their elimination of the Mamluk king in the Levant and weakening it in Egypt after seizing it (1517) AD.

    When Sultan Selim passed through Homs, on his way to Damascus, he left it out of the door that was later known as (the blocked door) because he ordered it to be blocked, as was the custom of the Ottoman sultans, so that no one would pass through it after him. He left behind him Turkmen families who still have most of their homes there to this day. At the beginning of the Ottoman era, Homs was a district affiliated with the Tripoli Ayalet, then at the end of their reign it turned into a district affiliated with the Hama Brigade, which was linked to the Damascus Ayalet. Throughout the Ottoman era, it remained neglected. Its residents lived a simple, humble life and suffered from the temptations and transgressions of the Bedouins. The gates of the walls were closed after sunset and all were sheltered. A man returned to his home and did not dare to leave it until Ibrahim bin Muhammad Ali, the ruler of Egypt from (1832 - 1840 AD) came. The calm was corrupted, and the security brigade spread in the region, and its eastern villages revived, and its economies improved, and from the effects of Egyptian rule in Homs (Al-Dabuya) (3), which was destroyed by the uprooting The basalt stones that covered the entire slopes of the citadel and the construction of the “dbuya” with them were located on the site of the government house, which is currently white stones, and remained so until the early fifties of this century.

    When the Egyptians left (1840 AD), Halima returned to her usual habits. And the Bedouins returned to attacking the eastern lands, to the point that they were entering the country, looting, killing, and captivating, then withdrawing to return again. From here, from the Egyptians, the topic of our book begins, so how was Homs at that time??? .

    تعليق

    يعمل...
    X