من ثرثرات الحنين
شعر
طهران صارم/ سورية
......
لم تقطف لي هذا الصباح وردة ..
كانت الريح شمالية باردة
والأزهار على جنبي الطريق نائمة
لا ينغص نعاسها عاشق مجنون...
على المقعد في الحديقة سنونو مكسورة
الجناح ..
وثمة أوراق صفراء لشجر الكينا..
وموسيقا جنائزية تأتي من بعيد
.
لم تهدني هذا الصباح وردة
كان المذياع في الحافلة يتحدث
عن قاربٍ غرق غي البحر
وغرقت معه آلاف الأحلام
وآلاف العذابات والذكريات...
البحر حوت كبير
يلتهم آمالنا ومستقبلنا وكل ما هو
أمامنا ..
الجبابرة فقط يقهرونه..
أنت لم تقطف وردة
وفي جيب أحد الغرقى وردة منسية.
* * * *
أقرأ أشعار درويش..
وأقول : أتراه يعنيني..!
أو يعرف مأساتي..
أم أن التاريخ دولاب
ينتهي حيث ابتدى..
وأراني أتسول لقمة جوعي
هويتي وبلادي..
أنا الهاربُ
انتشلوني من غرقي
نادوا رقمي
وأنا اسمي شام
و وطني شمس
نورٌ ونار
صرخت بأعلى صوتي
لكنّ صوتي غار...
كانوا أغراباً ..!
لم يفهموا لغتي
لم يلمحو جرحي..!
وصرت مهاجراً .