أدب المقاومة هو الأدب الذي يختص بالمعارك والحروب، المنبعث من رحم النكبات وعمق المآسي،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدب المقاومة هو الأدب الذي يختص بالمعارك والحروب، المنبعث من رحم النكبات وعمق المآسي،


    أدب المقاومة


    إن المقاومة سبيل المظلوم حتى ينتصر وهي الدافع للإنسان كي يحافظ على ما يملك. فالمقاومة لا تقتصر على السلاح والقتال في المعارك بل ثمة أساليب أخرى تندرج تحت اسم المقاومة؛ فالرسم والكتابة والشعر أيضاً يعد مقاومة، ومن هنا ينبثق تعريف الأدب المقاوم فهو الأدب الذي يختص بالمعارك والحروب، المنبعث من رحم النكبات وعمق المآسي، القائم على رصد الأحداث والوقائع في الميدان، ويبرز في هذا الأدب تمسك الكاتب بالهوية الفلسطينية ورفضه للمحتل الغاصب، ومؤكداً على حق الشعب الفلسطيني وتغنيه بالأسرى والشهداء الذين سقطوا للدفاع عن الوطن. ويتمثل هذا الأدب بصورة النثر والشعر حيث برزت الكثير من الروايات والكتب التي تلخص بداية الثورة الفلسطينية والتهجير والظروف المعيشية السيئة وما آلت إليه الأحداث إلى يومنا هذا لذلك أحببت أن أكتب بحثي هذا متضمناً فيه تعريف الأدب وما يندرج عليه من مضامين كالشعر والقصة والمسرحية والسيرة مع ذكر أبرز رواده و وذكر مقتطفات إن وجدْ.

    الأدب لغة: (استعملت كلمة الأدب في اللغة العربية في معانٍ متطورة رافقت تطور حياة الأمة العربية، فقد استعملت في البداية للدلالة على الأخلاق الكريمة والصفات النبيلة ثم أصبحت تدل على اكتساب الثقافة بالتعلم، وخاصة تعليم أشعار العرب وخطبهم وأمثالهم وأيامهم ثم غلب عليها فيما بعد معنى الشعر والنثر الفني وما يتصل بهما من نقد وبلاغة).

    الأدب اصطلاحاً : (الكلام البليغ الذي يقصد به التأثير في السامعين والقراء).

    ويدخل في الأدب بمعناه الاصطلاحي، الشعر والقصة بأشكالها المختلفة والمسرح ولا سيما من ناحية النص المسرحي والمقالة الأدبية والسيرة الذاتية والمذكرات والنقد الأدبي.

    أدب المقاومة: هو كل ما كتب من أدب في القضية الفلسطينية باللغة العربية أو بغيرها سواء أكان الكاتب فلسطينياً أم عربياً أم أجنبياً.
    الظروف التي أحاطت بنشأة الأدب الفلسطيني


    ظلت فلسطين حتى نشوب الحرب العالمية الأولى تحت ولاية عثمانية تعاني من حكم متخلف وتعيش في عزلة ثقافية، وكان للظروف السياسية الصعبة وضعف جهاز التعليم واستعمال اللغة التركية لغة رسمية للبلاد في ذلك الوقت أثر واضح في تخلف الأدب.

    حيث بقي الأدب اجتراراً لموضوعات وأغراض قديمة ومحاكاة لأساليب تقليدية وكان شأنه شأن الأدب في معظم الأقطار العربية.

    لكن بدأت تشهد ثورة في الحياة الثقافية بصفة عامة والحياة الأدبية بصفة خاصة إذ تواجدت مجموعة من العوامل أدت إلى حدوث نهضة شاملة في هذا الميدان وهي:

    1_ الاتصال بالثقافة الغربية.

    2 _إدخال الطباعة.

    3_ انتشار التعليم .

    4 _انتشار الصحف.

    5 _نمو الحركة القومية.

    6_تطوير وسائل النقل والترجمة.

    7 _دراسة الكثير من أبناء فلسطين في جامعات البلدان العربية والغربية.

    وفي ظل هذه النهضة الأدبية والاجتماعية برز في فلسطين اتجاهان أدبيان:

    1_اتجاه محافظ يميل إلى تقليد القديم وبعثه والحفاظ عليه.

    2_أما الثاني فاتجه إلى الغرب محاولاً الإفادة منه في تجديد ملامح الأدب العربي.

    وعليه فإنه وبموجب ما تم ذكره أعلاه فقد قسمت موضوع الأدب الفلسطيني في مقالي هذا إلى أربعة مطالب: المطلب الأول :شعر المقاومة ، المطلب الثاني :فن القصة، المطلب الثالث: فن السيرة، المطلب الرابع: فن المسرح
    شعر المقاومة :

    شعر المقاومة في مرحلة ما قبل النكبة :


    تنبه الفلسطينيون إلى الخطر الصهيوني ومحاولات بريطانيا لزرع هذا الجسم السرطاني الغريب في فلسطين قلب الأمة العربية فراح الشعراء في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى يهاجمون هذا النهج ويشاركون في الثورات والإضرابات ضد الاحتلال ويمجدون الفدائيين والمجاهدين والشهداء ويتغنون بمقدسات هذا الوطن، “فالشاعر إسكندر الخوري البيتجالي يهجم على أحمد لطفي السيد ممثل مصر في حفلة افتتاح الجامعة العبرية سنة 1927م بحضور بلفور، يقول :

    الله أكبر كلُّ هذا في سبيل الجامعة!

    إن السياسة أوجدتها والسياسة خادعة!

    يالورد ما لومي عليك، فأنت أصل الفاجعة!

    لومي على مصر تمد لنا أكفاً صافعة!

    أوهمتم الأعداء أنا أمة متقاطعة!

    لا تشمتوا أمماً غدت فينا وفيكم طامعة!

    “وهذا أبو سلمى يقول في مصرع الشيخ فرحان السعدي الذي حكمت عليه حكومة الانتداب بالإعدام رغم تجاوزه السبعين من العمر :

    أنشر على لهب القصيد شكوى العبيد إلى العبيد

    قوموا انظروا فرحان فوق جبينه أثر السجود…

    يمشي إلى حبل الشهادة صامداً مشي الأسود…

    سبعون عاماً في سبيل الله والحق
    التليد

    و الشاعر إبراهيم طوقان يقول :

    في يدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقية

    وأيضا حين قال في قصيدة الفدائي:

    لا تسل عن سلامته روحه فوق راحته بدلته همومه كفناً من وسادته

    يرقب الساعة التي بعدها هول ساعته شاغل فكر من يراه بإطراق هامته

    بين جنبيه خافق يتلظّى بغايته من رأى فحمة الدجى أضرمت من شرارته

    ولنتدارك الخصائص الفنية للشعر الفلسطيني قبل النكبة قمت بتقسيمهِ إلى قسمين:

    أما القسم الأول فقد كان في معظمه شعر مناسبات وقد أخذ المدح منه حيزاً كبيراً وظل يحافظ على التكلف في المحسنات البديعية والزخارف اللفظية لإخفاء ما يعانيه من ركاكة في التعبير وتفش للألفاظ العامية والإخلال بقواعد اللغة، وانكسار في الوزن اضطراب في القافية لدى بعض الشعراء وافتقار إلى الصور الشعرية.

    وقد حافظ الشعر على الشكل الغنائي التقليدي ولم يتحرر من التقريرية المباشرة .

    أما القسم الثاني فقد” أصبح الشعر فيه أحد الأسلحة التي لجأ إليها الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال والصهيونية أي أنه بدأ يلامس حياة الجماهير مما دعا بعض الشعراء إلى التخلص من الموضوعات القديمة، و التحرر من القيود الفنية الرديئة ، التي سادت القسم الأول من شعر هذه المرحلة فبرز في هذا القسم الالتزام الوطني لدى معظم الشعراء وهو التزام أملى عليهم طرق موضوعات وطنية وسياسية واجتماعية كما أملى عليهم الثورة ضد الضعف الذي سيطر على القصيدة وقد نجح من بينهم إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وعبد الكريم الكرمي ومطلق عبد الخالق في إعادة القصيدة العربية إلى بهائها وقوتها فتميزت أشعارهم بمتانة السبك و روعة الموسيقى وجمال التصوير وصدق العاطفة.
    شعر المقاومة في مرحلة ما بعد النكبة.


    بعد صدور قرار التقسيم شعر الفلسطينيون بالظلم، ورفعوا راية التحدي في وجه قرار الأمم المتحدة الجائر، وقد عبر الشعراء عن ذلك التحدي فهذا” الشاعر محمود الحوت يقول :

    قل للألى اتفقوا على تمزيقهم وطن الجدود

    إن القرار ســــــــينمحي بدم الشهيد تلو الشهيد

    وقد صور الشعر هذه الحالة الفلسطينية الطارئة من خلال الشعراء الذين عاشوا داخل فلسطين أو في المنافي.

    وهناك الكثير من الشعراء الذين كرسوا أقلامهم للدفاع عن الوطن أمثال سميح القاسم، إبراهيم طوقان ،توفيق زياد، تميم البرغوثي، محمود درويش الملقب بشاعر المقاومة الفلسطينية، ومن شعره :

    يحكون في بلادنا يحكون في شجن

    عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن (8)

    وأيضا قصيدته” أيها المارون ” في رائعته (عابرون في كلام عابر):

    أيها المارون بين الكلمات العابرة

    احملوا أسماءكم، وانصرفوا

    واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة

    وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا

    أنكم لن تعرفوا

    كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء.
    فن القصة :


    عرف الأدب الفلسطيني في مطلع القرن العشرين فناً أدبياً جديداً إلى جانب الشعر .

    هذا الفن الأدبي هو فن القصة بجميع أشكالها، وقد أدرك الفلسطينيون قيمة هذا الفن فأعطوه قدراً كبيراً من الاهتمام، فقاموا بترجمة القصص الأجنبية والروسية والإنجليزية والفرنسية إلى العربية لما لها من أهمية؛ حيث يقول خليل بيدس في مقدمة (مسارح الأذهان) : “لا يجهل أحد ما للروايات من الشأن الخطير والمقام الرفيع بين سائر كتب الأدب عند جميع الأمم،فهي من أعظم أركان المدينة، وفي مقدمة المطبوعات انتشاراً، وأشدها رسوخاً في النفوس والقلوب، وأثبتها أثراً في الأخلاق والعادات، وأعظمها عاملاً في البناء والهدم لأن فيها تمثيلاً لمظاهر الحياة وصورها من خير وشر ” .

    ولا يسعنا القول إلا أن الرواية الفلسطينية قد ولدت في معطف الرواية الغربية من خلال ثلاثة مصادر هي :

    1 _المجلات الثقافية والصحف التي ظهرت في مصر وبلاد الشام .

    2 _الاتصال بالثقافات الأجنبية من خلال الترجمات لبعض الأعمال الغربية.

    3 _الاتصال المباشر بالثقافات الأجنبية عن طريق المدارس التبشيرية.

    ويمكننا القول بأن “الأستاذ خليل بيدس هو رائد الرواية والقصة القصيرة في فلسطين حيث استطاع أن يستقطب حوله مجموعة من الكتاب الذين قاموا بكتابة القصة القصيرة أو ترجمته، من أمثال الكاتب أنطوان بلان وجبران مطران، وكلثوم عودة، وفارس مدور .. إلخ.

    وقد قام خليل بيدس بجمع قصصه القصيرة وطبعها في المطبعة العصرية بمصر بعنوان (مسارح الأذهان). وبعد مجموعة بيدس مرت فلسطين بفترة تراجع وضعف في فن القصة بسبب الظروف التي عاشتها فلسطين تحت تأثير الانتداب البريطاني والمؤامرات الصهيونية وامتدت هذه الفترة ما يقارب خمس عشرة سنة إلى أن برز الأستاذ محمود سيف الدين الإيراني بمجموعته القصصية (أول الشوط) وهي مجموعة تعالج مواقف اجتماعية جادة ولها أهداف أدبية ومضمون أديولوجي بارز السمات يهدف إلى تجديد الحياة الاجتماعية كلها.

    أما المرحلة التي تلت النكبة فقد تأثر الفن القصصي فيها بالنماذج القصصية الجيدة والتي ظهرت في البلدان العربية وقد ركز الفن القصصي الفلسطيني في فترة الخمسينيات على القصة القصيرة أكثر مما ركز على الرواية على عكس ما كانت عليه بواكير هذا الفن في فلسطين.

    وقد اشتهر في هذه الفترة أربعة من كتاب القصة كانوا جميعهم يعيشون خارج فلسطين وهم : محمود سيف الدين الإيراني، جبرا إبراهيم جبرا ، وسميرة عزام ، وغسان كنفاني.

    في كتابات كنفاني عرفنا ما هو الوطن من خلال رواية عائد الى حيفا حيث قال فيها: ” أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث هذا كله”.

    وفي رواية “رجال في الشمس” جاء ليتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني حتى في الهجرة وفي حياته حيث إنه إما أن يكون مسجونا ومقتولا ومحاصرًا من عدوّ أوعميل.

    فهذه الرواية انتهت بجملة ذات معنى رائع وهي ” لماذا لم يطرقوا باب الخزان ؟” جاءت هذه العبارة كناية عن إدانة جميع الأطراف المتخاذلة مع الشعب الفلسطيني سواء أكانت القيادات العاجزة أو الخائنة التي تسببت في تهجير الفلسطينيين وكل ذلك من أجل مصالحهم الشخصية.

    أصدر-محمود سيف الدين – الإيراني – مجموعته (مع الناس) سنة 1956م في الأردن وقد رسخت هذه المجموعة أثراً وأثبتت قدره واحداً من أهم رواد القصة القصيرة في فلسطين والأردن.

    أما جبرا إبراهيم جبرا كانت مجموعته القصصية (عرق ) التي نشرها عام 1956م أول تجربة قصصية له وتضم تسع قصص قصيرة تناولت خمس منها التجربة الفلسطينية قبل الشتات وتناولت ثلاثة منها تجاربه في العراق، أما التاسعة فتناولت حياته في العراق.

    أما سميرة عزام فلها عدة مجموعات نذكر منها (أشياء صغيرة) عام 1954م، و(الظل الكبير) 1956م، و (قصص أخرى) 1960م. وهذه المجموعات جعلت سميرة عزام خير من يمثل القصة القصيرة الفلسطينية في عقدي الخمسينات والستينات باستثناء قصص غسان كنفاني الذي دخل حقل الأدب فعلياً في أوائل الستينات عندما نشر مجموعته (موت سرير رقم 12)1961م ، واعتُبر عددٌ من قصصها من أقوى القصص القصيرة في الأدب العربي الحديث.
    فن السيرة:


    “هو النوع الأدبي الذي يجمع بين التحري التاريخي والإمتاع القصصي ويراد به وصف حياة فرد من الأفراد و رسم صورة دقيقة لشخصيته عبر مسيرة الحياة بأكملها أو في مرحلة من مراحلها

    هذا الفن ليس من مبتكرات عصرنا الحاضر، بل هو فن عريق في القدم. فقد عرفه العرب منذ صدر الإسلام وخلّفوا فيه عدداً وافراً من المؤلفات. منها ما هو جماعي يتناول أشخاصاً كثيرين ككتاب الطبقات لابن سعد ومنها ما هو خاص كالسيرة النبوية لابن هشام.

    وتنقسم السيرة إلى قسمين :
    1-السيرة الذاتية :


    وتدور حول كاتبها، كما في كتاب رأيت رام الله للكاتب مريد البرغوثي وحازت على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي عام 1997. حيث تمثل رحلة العودة إلى موطنه بعد ثلاثين عاماً من الغربة. وأيضا فدوى طوقان في كتابها ” رحلة جبلية رحلة صعبة”.
    2-السيرة الموضوعية:


    تدور حول شخص آخر، ويمكن أن يطلق عليها السيرة الغيرية. ومن الذين كتبوا في السيرة الغيرية هي فدوى طوقان في كتابها ” أخي إبراهيم”.

    أما في مجال السيرة الروائية فأول من يواجهنا من كتاب هذا اللون هو” جبرا إبراهيم جبرا صاحب (البئر الأولى ) وهو يقدم فيها وصفاً للحياة الريفية التي صمدت أمام الزمن بما فيها من شبكة العلاقات الإنسانية الحميمة والمملوءة بالحب والخير والتراث أيضاً وهي تعالج مرحلة واحدة من مراحل حياة كاتبها هي مرحلة صباه، وفي رواية السفينة متحدثًا عن الشتات حديثًا رمزيًّا.

    “الفلسطينيون كلهم شعراء بالفطرة، قد لا يكتبون شعرًا، ولكنهم شعراء، لأنهم عرفوا شيئين اثنين هامّين جمال الطبيعة ، والمأساة. ومن يجمع بين هذين، لابد أن يكون شاعرًا”.

    أما في “البحث عن وليد مسعود” والتي تحكي عن الفلسطيني وليد مسعود ذلك التركيبة التي تجمع كل عناصر الإنسان العربي فهو المناضل ضد المحتل اليهودي، لكن ليس كأي مناضل، وإنما المناضل الفيلسوف، ذلك المناضل الذي كلما تحدث جبرا عنه زاد من غموضه وزاد تساؤل القارئ عن الاحتمالات التي تتناسب مع تلك الطاقات والأفكار العظيمة التي عصفت به على مدار حياته.
    فن المسرح:


    إن العرب لم يعرفوا المسرح بشكله المعروف قبل منتصف القرن التاسع عشر، وقد اقترن تاريخ الفن المسرحي في الأدب العربي برائده الأول مارون النقاش المولود عام 1817 م في لبنان والمتوفى سنة 1855م حيث شاهد في جولاته الأوروبية بعض المسرحيات وعاد ليكون فرقة تمثيلية مثلت أول مسرحية له في بيته عام 1947م وهي مسرحية (البخيل) ثم جاء ابن أخيه سليم النقاش الذي دخل بفرقته الاسكندرية عام 1976م وكانت أول فرقة تدخل مصر التي نبغ فيها يعقوب صنوع الذي أسس مسرحاً في مصر وقدم فيه أولى مسرحياته سنة 1870م.

    “وقد عرفت فلسطين المسرح على يد جميل البحيري المتوفى سنة 1930م، وهو من المؤسسين البارزين لحلقة الأدب في حيفا سنة 1922م وهي التي أحدثت نشاطاً أدبياً ملموساً بمحاضراتها وحفلاتها، وقد ألف جميل البحيري وترجم العديد من المسرحيات منها (أبو مسلم الخراساني ) و (حصار طبريا) و (الخائن) و (سجين القصر).

    وقد شهدت فلسطين بعد جميل البحيري نهضة مسرحية تمثلت في العروض المختلفة التي كانت تقدمها الفرق المحلية والعربية وكان من أعلام هذه الحركة الأستاذ عزيز ضومط الذي بلغ منزلة رفيعة في تأليف الروايات التمثيلية وهو ممن عرفهم الغرب قبل الشرق إذ أبرز إلى المسرح الألماني عدة روايات تمثيلية تمثلت أكثر منمرة وتلقفها النقاد الألمان بالثناء وقد بلغ منزلة رفيعة لدى أدباء الألمان.

    كما قد اشتهر في فلسطين نادي التمثيل الحيفاوي يضم نخبة جيدة من الممثلين ويقدم العروض المسرحية المختلفة كذلك كانت اللجنة التمثيلية لنادي الشبيبة الأرثوذكسية في يافا حيث قدمت عرضاً لرواية الشهيدة .

    كما كانت فرقة رمسيس المصرية وعلى رأسها يوسف وهبي وأمينة رزق تقدم العروض المسرحية في فلسطين فقد قدمت مسرحية (أولاد الفقراء) في مسرح البارزيانا في يافا ورواية ( الجحيم) في القدس و رواية (مجنون ليلى ) في حيفا.

    ويدل على عظمة الأدب الفلسطيني الكثير من الأعمال الفلسطينية التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات .. كرواية عائد إلى حيفا ورواية “رجال في الشمس” التي تحولت إلى فيلم سينمائي بعنوان” المخدوعون “.

    وبعض المسلسلات التي تناولت معاناة العشب الفلسطيني في فلسطين والشتات مثل: التغريبة الفلسطينية ، الاجتياح ، الـــفـــدائـــي، ومسلسل أنا القدس.

    وإلى يومنا هذا، ما زال هناك تقدم في الأدب المقاوم حيث جيل شباب متميز يقدمون الأدب بأبهى صوره كأمثال تميم البرغوثي شعراً ونردين أبو نبعة نثراً وغيرهم الكثير

يعمل...
X