دراسة حديثة: هواة الألعاب الإلكترونية يتمتعون بصحة جيدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراسة حديثة: هواة الألعاب الإلكترونية يتمتعون بصحة جيدة

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٩٢٠_١٥٠٤٥٤.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	40.0 كيلوبايت 
الهوية:	161277
    كانت النظرة النمطية السائدة عن هواة الألعاب الإلكترونية أنّهم أشخاص مهملون لصحتهم ومظهرهم؛ فثيابهم رثّة تفتقر إلى الأناقة، وعيونهم غائرة من أثر السهر الطويل والمكوث ساعات طوال أمام الشاشات للعب ألعاب الفيديو المتنوعة، وتحقيق أفضل النتائج فيها. بيد أنّ هذه النظرة توشك أنْ تتغير عقب النتائج التي أفضت إليها دراسة علمية حديثة.
    تبرز هذه الدراسة الحاجة الملحة إلى القيام بأبحاث إضافية في هذا المجال، لا سيما أنّ الألعاب تحوّلت في الآونة الأخيرة من هواية شائعة بين أشخاص محترفين ومهووسين، إلى تسليةٍ متشرّبة بثقافة أوسع
    فقد نُشِرت هذه الدراسة في دورية (Computers in Human Behavior)، وهي إلى ذلك عكفت على مراقبة الصحة البدنية والنفسية لـ 270 شخصًا برتغاليًا من هواة الألعاب الإلكترونية، ممن أمضوا في لعبها سبع ساعات أسبوعيًا طوال شهر من الزمن.
    وسعى الباحثون في هذه الدراسة إلى تحديد العوامل التي تمييز اللاعبين شديدي الانخراط في الألعاب، ممن يلعبونها كثيرًا ويبدون بصحة سليمة، وبين أولئك الذين تظهر عليهم أنماط من المشكلات المختلفة بسبب الألعاب الإلكترونية؛ والمقصود هنا الإتيان بفروقات بارزة بين ممارسة الألعاب بكثافة، وبين ممارستها على نحو يسبب مشكلات متنوعة للاعب، وهو موضوع حساس وجدلي للغاية.
    وتحدث خوان كوردوسو المؤلف المشارك في هذه الدراسة، وعالم النفس الإكلينيكي في جامعة مايا البرتغالية، إلى موقع PsyPost الإلكتروني عن هذا الموضوع قائلًا: "إنّ لعب الألعاب الإلكترونية هواية من الهوايات، فليس كلّ اللاعبين مدمنين عليها".
    وعكف الباحثون في بادئ الأمر على جمع البيانات، فأتوا بمشاركين تراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، ثم طلبوا منهم الإجابة عن استبيانات بخصوص أنماط معيشتهم، مثل الأنشطة البدنية والنوم والغذاء وغيرها، وطرحوا عليهم كذلك أسئلة خاصة لتقييم صحتهم النفسية والبدنية.
    ولعل من المعلومات اللافتة للاهتمام، والمستغربة في الوقت عينه، أنّ اللاعب الاعتيادي المنخرط بشدة في الألعاب الإلكترونية يلعبها بمتوسط 3.5 ساعة يوميًا، وصحيح أنّ هذه المدة ليست قصيرة بتاتًا، لكنها ليست وقتًا مفرطًا كما توحي بذلك الصورة النمطية عن ممارسة الألعاب.
    وتبين للباحثين أنّ معظم اللاعبين لم يهملوا النشاط البدني إطلاقًا، وإنما مارسوا بعض الأنشطة المختلفة مثل رفع الأثقال أو التمارين الرياضية أو إحدى الرياضات. كذلك توصل الباحثون إلى نتيجة أخرى بدّدت إحدى الصور النمطية عن اللاعبين بأنهم يجلسون أمام شاشاتهم وبجوارهم مشروبات الطاقة؛ إذ قال معظم المشاركين إنّهم لم يأكلوا طعامًا في أثناء اللعب، بل إن كثيرًا منهم يعتمد غذاء صحيًا في العموم.

    وتتجلى النتيجة الأدهش التي كشفتها الدراسة العلمية في انخفاض إدمان الألعاب الإلكترونية- ومن أشكاله اضطراب ألعاب الإنترنت- بين أوساط اللاعبين؛ إذ أبانت نتائج الاستبيانات أنّ 2% من المشاركين يعانون من هذا الاضطراب.

    وقال اثنان من الباحثين المشاركين في الدراسة لموقع PsyPost: "كنا نتوقع نسبة أعلى بكثير، لكن تبين لنا أنّ معظم المشاركين لا يدمنون الألعاب الإلكترونية، ويعيشون حياة طبيعة يوازنون فيها بين لعب الألعاب الإلكترونية وبين الأنشطة البدنية المختلفة".
    ومع ذلك تشكو هذه الدراسة، ولا ريب، من بعض أوجه القصور والعيوب التي تؤثر على دقة نتائجها؛ إذ اقتصر الباحثون في استبياناتهم على مشاركين من البرتغال، وهو أفراد لديهم معيشة مختلفة وأوضاع صحية مغايرة كثيرًا لنظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد أكبر سوق عالمي للألعاب الإلكترونية. ولا يمكن طبعًا التغاضي عن حجم الدراسة الصغير الذي اقتصر على 270 مشاركًا فقط.
    وعلى العموم انتبه الباحثون إلى رداءة طبيعة النوم عند ثلثي اللاعبين المشاركين في الدراسة، وإنْ لم يلعبوا لمدة طويلة. ومع ذلك ربما لا ترجع هذه المشكلة إلى تعرضهم للضوء الأزرق جرّاء ممارسة الألعاب الإلكترونية فقط؛ إذ أشارت نسبة قدرها 60% منهم إلى شربهم القهوة خلال اليوم، فمن المرجح إذن أنّ الكافيين من العوامل المسببة لمشكلة النوم لديهم.
    وبصرف النظر عن الإجابة عن هذا السؤال وغيره، تبرز هذه الدراسة الحاجة الملحة إلى القيام بأبحاث إضافية في هذا المجال، لا سيما أنّ الألعاب تحوّلت في الآونة الأخيرة من هواية شائعة بين أشخاص محترفين ومهووسين، إلى تسليةٍ متشرّبة بثقافة أوسع. وما يزال العلماء حتى وقتنا الحالي مختلفين إنْ كان إدمان ألعاب الفيديو مؤهلًا لتصنيفه ضمن فئة الإدمان السريري كغيره.
    ويختتم كاردوزو كلامه بالقول: "عندما عكفت على إتمام دراستي لنيل درجة الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، باشرت أبحاثي في هذا الموضوع، وتوضّحت لي الحاجة الماسة إلى إجراء أبحاث كثيرة في هذا المجال، وأدركت أنّ أمامنا أمورًا كثيرة حتى نتعلمها".
يعمل...
X