انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات مفادها أنّ شركة واتساب تبحث جديًا مسألة إضافة الإعلانات ضمن تطبيقها في الهواتف المحمولة، غير أنّ الرئيس التنفيذي لشركة واتساب أنكر هذه المزاعم كلّها، ونفى نيّة الشركة إضافة الإعلانات بغرض زيادة إيراداتها.
وفي هذا الصدد لا يكفّ بعض المحللين عن الإشارة إلى تطبيق واتساب بقولهم إنّه "فرصة نمو مهدرة حتى الآن"، لا سيما بعد سنين طويلة من شراء شركة ميتا لهذا التطبيق مقابل 19 مليار دولار أمريكي في عام 2014.
وأفاد تقرير صحفي نشرته فايننشال تايمز الأمريكية بأنّ المسؤولين في ميتا أجروا مناقشات بخصوص عرض الإعلانات ضمن قوائم المحادثات في واجهة تطبيق واتساب عند المستخدمين، بيد أنّهم لم يتوصلوا إلى قرار حاسم بشأن ذلك. ولم يقتصر التقرير الصحفي على ذلك، بل نقل عن أشخاص مطلعين قولهم إنّ مسؤولي ميتا تداولوا فيما بينهم احتمال فرض رسوم اشتراك مقابل حظر الإعلانات من الظهور في التطبيق.
تحقق شركة واتساب معظم إيراداتها من تطبيقها المخصص للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، الذي يستخدمه قرابة 200 مليون شخص شهريًا
ولم تتمهل شركة واتساب كثيرًا للرد على هذه الأخبار؛ إذ نشر ويل كاثكارت، رئيس واتساب، منشورًا على منصة X (تويتر سابقًا) قال فيه: "تقرير فايننشال تايمز محض كذب، فلسنا بصدد القيام بذلك".
ومن المعروف أن لدى تطبيق واتساب قاعدة هائلة من المستخدمين النشطين شهريًا تقدر بما يزيد عن ملياري مستخدم، لكن شركة واتساب تحقق معظم إيراداتها من تطبيقها المخصص للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، الذي يستخدمه قرابة 200 مليون شخص شهريًا.
وصحيح أنّ ميتا لا تفصح عن إيرادات تطبيق واتساب، غير أنّ تقديرات Visible Alpha، وهي شركة بيانات مالية، تشير إلى تحقيق واتساب قرابة 1،06 مليار دولار أمريكي في الربع الأخير، وهو ما يقدر بنحو 3% فقط من إجمالي إيرادات ميتا.
وسبق لمارك زوكربيرج أن قال العام الماضي إنّ تطبيقي، واتساب وماسنجر، سيقودان مساعي الشركة لتعزيز نمو مبيعاتها؛ فمن المحتمل أن تكون خدمات المحادثة التجارية هي العمود الفقري لميتا خلال المرحلة المقبلة.
ولا ريب أنّ إضافة الإعلانات في واتساب لن تلاقي استحسانًا كبيرًا بين أوساط المستخدمين، وهنا يؤكد داني هيوسون، المحلل في شركة AJ Bell للخدمات المالية بأنّ طرح الإعلانات في واتساب هو "خطوة مربحة على الصعيد المالي، لكنها مزعجة جدًا للمستخدمين".
وأضاف هيوسون: "تنبئنا السرعة الشديدة التي أنكرت فيها الشركة هذه المزاعم بأنها على دراية تامة باستهجان المستخدمين لأمرٍ مماثلٍ، فهي تبدو خطوة محكومة بالإخفاق قبل انطلاقها أصلًا".