هل كان هناك خطأ في ترجمة القانون الأول للحركة الذي وضعه نيوتن قبل أكثر من 300 عام؟
المصدر:
التاريخ: 19 سبتمبر 2023
ت +ت -الحجم الطبيعي
يقول القانون الأول للحركة الذي وضعه عالم الفيزياء الشهير اسحاق نيوتن إن "كل جسم يحافظ على وضع السكون أو وضع الحركة بانتظام للأمام ما لم تؤثر عليه قوى خارجية".
ويعتبر هذا القانون، الذي وضعه نيوتن في كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" الصادر في طبعته الاولى باللغة اللاتينية عام 1687 أساساً لكثير من قوانين الحركة والميكانيكا وعلوم الفضاء والطيران حتى تاريخنا هذا.
ولكن باحثا في مجال الفلسفة والعلوم يرى الآن أن تحريفا طفيفا في الترجمة ربما يكون قد ترتب عليه فهم خاطئ لما قصده نيوتن عندما وضع قانونه الأول للحركة، وأن هذا الخطأ يستدعى إعادة دراسة أو تحليل القانون بشكل أفضل من أجل فهمه على النحو الصحيح.
وفي ورقة بحثية نشرتها الدورية العلمية Philosophy of Science المتخصصة في مجال فلسفة العلوم، يقول الفيلسوف دانيال هوك من جامعة فيرجينيا تيك الأمريكية أن كثيرا من الفلاسفة والعلماء على مر العصور قاموا بتفسير قانون الحركة الأول على اعتبار أنه يتعلق بالأجسام التي لا تؤثر عليها قوى خارجية، حتى أن العالم براين إيلياس المتخصص في قوانين نيوتن أعاد صياغة قانون الحركة الأول عام 1965 بحيث يقول إن "كل جسم لا يتعرض لتأثير قوى خارجية يستمر في وضعية السكون أو الحركة المنتظمة في خط مستقيم".
ولكن هذا التفسير ينطوي على بعض الغموض من وجهة نظر هوك، لأنه لا يوجد في الكون أجسام لا تتأثر بقوى خارجية، وبالتالي ما الذي يجعل نيوتن يضع قانونا عن أشياء ليس لها وجود.
ويعتقد هوك أن نيوتن في حقيقة الامر لم يكن يقصد الحديث عن أجسام خيالية لا تؤثر عليها قوى خارجية، وأن ترجمة "ما لم تؤثر عليها قوى خارجية" يقصد بها في الحقيقة أن "وضع السكون أو الحركة للجسم يتغير فقط عندما تؤثر عليه قوى خارجية".
ومن هذا المنطلق، أعاد هوك صياغة قانون الحركة الأول من وجهة نظره بحيث يكون "كل تغيير في وضع الجسم من حيث الحركة أو السكون هو ناتج عن القوى التي تؤثر عليه".
المصدر:
- د ب أ
التاريخ: 19 سبتمبر 2023
ت +ت -الحجم الطبيعي
يقول القانون الأول للحركة الذي وضعه عالم الفيزياء الشهير اسحاق نيوتن إن "كل جسم يحافظ على وضع السكون أو وضع الحركة بانتظام للأمام ما لم تؤثر عليه قوى خارجية".
ويعتبر هذا القانون، الذي وضعه نيوتن في كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" الصادر في طبعته الاولى باللغة اللاتينية عام 1687 أساساً لكثير من قوانين الحركة والميكانيكا وعلوم الفضاء والطيران حتى تاريخنا هذا.
ولكن باحثا في مجال الفلسفة والعلوم يرى الآن أن تحريفا طفيفا في الترجمة ربما يكون قد ترتب عليه فهم خاطئ لما قصده نيوتن عندما وضع قانونه الأول للحركة، وأن هذا الخطأ يستدعى إعادة دراسة أو تحليل القانون بشكل أفضل من أجل فهمه على النحو الصحيح.
وفي ورقة بحثية نشرتها الدورية العلمية Philosophy of Science المتخصصة في مجال فلسفة العلوم، يقول الفيلسوف دانيال هوك من جامعة فيرجينيا تيك الأمريكية أن كثيرا من الفلاسفة والعلماء على مر العصور قاموا بتفسير قانون الحركة الأول على اعتبار أنه يتعلق بالأجسام التي لا تؤثر عليها قوى خارجية، حتى أن العالم براين إيلياس المتخصص في قوانين نيوتن أعاد صياغة قانون الحركة الأول عام 1965 بحيث يقول إن "كل جسم لا يتعرض لتأثير قوى خارجية يستمر في وضعية السكون أو الحركة المنتظمة في خط مستقيم".
ولكن هذا التفسير ينطوي على بعض الغموض من وجهة نظر هوك، لأنه لا يوجد في الكون أجسام لا تتأثر بقوى خارجية، وبالتالي ما الذي يجعل نيوتن يضع قانونا عن أشياء ليس لها وجود.
ويعتقد هوك أن نيوتن في حقيقة الامر لم يكن يقصد الحديث عن أجسام خيالية لا تؤثر عليها قوى خارجية، وأن ترجمة "ما لم تؤثر عليها قوى خارجية" يقصد بها في الحقيقة أن "وضع السكون أو الحركة للجسم يتغير فقط عندما تؤثر عليه قوى خارجية".
ومن هذا المنطلق، أعاد هوك صياغة قانون الحركة الأول من وجهة نظره بحيث يكون "كل تغيير في وضع الجسم من حيث الحركة أو السكون هو ناتج عن القوى التي تؤثر عليه".