إن كنت ترغب في رؤية عرض رائع للكوكب الأحمر، فقد حانت فرصتك، إذ أن المريخ على وشك أن يَصِل إلى أقرب نقطة للأرض منذ 15 عامًا، ما يعني أنه سيكون ساطعًا بوضوح في السماء ليلًا.
في 31 يوليو، سيكون الكوكب الأحمر على مسافة 57.6 مليون كيلومتر من كوكبنا، بعد أربعة أيام من اجتيازه لنقطة المعارضة، عندما يبدو المريخ من الأرض مقابلًا للشمس، وفي ذات الوقت الذي يكون فيه الكوكبان على جانبي الشمس، حَيْث تَكُون المسافة بينهما حوالي 401 مليون كيلومتر.
بينما يدور الكوكبان حول الشّمس، يكونان على مقرّبة من بعضهما البعض كل 26 شهرًا. يُعرف هذا اللقاء باسم «المعارضة العمودية» حيث سيكون المريخ في أقرب نقطة له من الشمس في ذات الوقت الذي يدخل فيه مدار الأرض بشكلٍ مباشر بينهما.
وهذا سيجعل المريخ لامعًا بوضوح في السماء، إذ سينعكس ضوء الشّمس على سطحه وغلافه الجوي. سوف يرتفع أينما تستقر الشمس، ويُتوقع أن يكون أفضل توقيت لرؤيته في منتصف ليل 31 يوليو. ولكنه في كل الأحوال سيبدو ساطعًا في السماء لفترة طويلة، متفوقًا على المشتري لكونه رابع أكثر جسم ساطع بالنسبة للأرض (بعد الشمس والقمر والزهرة) من 7 يوليو وحتى 7 سبتمبر. ولتحديد موقعه، استخدم تطبيقًا مثل Sky Map.
لكن هذه ليست أقرب نقطة قد وصّل إليها المريخ من الأرض. في عام 2003، اقترب المريخ حتى أصبحت المسافة بينه وبين كوكبنا 55.7 مليون كيلومتر فقط. وهذه كانت أقرب نقطة يَصِل إليها خلال 60,000 عام. ولن يُحطم هذا الرقم حتى 28 أغسطس من عام 2287.
هذا الاقتراب مفيد للغاية، لأنه يُمكننا من إرسال المركبات الفضائية في رحلات أقصر نسبيًا إلى المريخ. تمتلك ناسا حاليًا مركبةً فضائيةً في طريقها إلى المريخ تُدعى انسايت “InSight”، والتي من المُقرر أن تصل في نوفمبر من هذا العام. وفي عام 2020، عندما يقترب المريخ مرّةً أخرى، سنشهد إطلاق مسبار (Mars 2020) التابع لناسا ومسبار (ExoMars) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
من المرجح أنك سترى العديد من الإشاعات والأكاذيب بهذا الشأن كما يحدث في كل عام، فسيدعي النَّاس أن المريخ سيظهر في السماء بحجم القمر. هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، لذا لا تنخدع إذا بدأ النَّاس في النشر حول هذا الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكنه سيبدو مثيرًا للإعجاب للغاية، سيكون ساطعًا بلونه الأحمر في السماء. لذا، لو سنحت لك الفرصة، توجه خارجًا في الليل وحاول أن تلقي نظرةً على الكوكب الأحمر.