هدف العلم هو مساعدتنا لأن نعقل ما يحيط بنا، ولكنه أيضًا بإمكانه أن يقودنا إلى لحظاتٍ مثيرةٍ جدًا للإعجاب تهزنا في صميمنا.
ومن التاريخ وتسجيل الوقت إلى الأحياء والجسم البشري، نحتاج في بعض الأحيان أن نتوقف لإعادة تقييم الحقائق حول العالم. لذا استمتع بهذه الجولة السريعة للحقائق التي من الممكن أن تصيبك بأزمةٍ وجوديةٍ.
الوقت مُربك:
نحن البشر كنوع نميل إلي التركيز على أنفسنا، لذلك فإن إحساسنا ‘بالوقت’ و’بالتاريخ’ مبهمٌ على أحسن تقدير، فنحن لا نتصور كيف أن أحداثًا كبرى في الماضي حدثت في أوقاتٍ مختلفةٍ.
فبشكلٍ عامٍ، نحن لا نستطيع أن نُبقي كل شيءٍ في بالنا بالنسبة الملائمة.
إذا ضُغط كل تاريخ كوكبنا في فترة 12 ساعة، فالإنسان العاقل سيظهر في التوقيت 11:59:58. وحتى هذا ليس مؤشرًا لامتداد الوقت من الماضي.
لذا انظر إلى بعض الأمثلة: التيرانوصور عاش أقرب زمنيًا إلينا من الستيغوصور بالنسبة إليه، كليوباترا كانت أقرب إلى وقتنا الحاضر أكثر من قربها إلى بناء هرم الجيزة الأكبر.
وفيما يتعلق بموضوع الأهرامات، عندما تم بناء الأهرامات الأولى، كان الماموث الصوفي لايزال يجوب الأرض. حقًا! فرنسا كانت لاتزال تعدم الناس بالمقصلة عندما صدر فيلم حرب النجوم.
وليس هذا فقط، فنحن أحيانًا نشعر أن الأحداث الجيدة أقرب إلينا زمنيًا مما هي عليه، بينما الأحداث السيئة بعيدة جدًا؛ فالقوانين التي تسمح بالعبودية في أمريكا ليست شيئًا من الماضي البعيد، في الواقع يوجد أشخاصٌ على قيد الحياة عاش أجدادهم قبل الحرب الأهلية، مثل أحفاد الرئيس جون تايلر.
نحن أيضًا نعتقد أن ذروة سباق الفضاء شيءٌ حديثٌ، ولكن قد مر 46 عامًا منذ أن غادر أي إنسان فعليًا المدار الأرضي المنخفض، نحن لسنا سوى طرفة عينٍ في الساعة الكونية.
الفضاء كبير:
ليس خطأنا أننا سيئون في إدراك واقع الأشياء الهائلة، فنحنُ -على كل حالٍ- قردةٌ تطورت لتعيش في السافانا. التاريخ بالتأكيد واسع النطاق ومحير، ولكن الفضاء أيضًا معقدٌ تمامًا بالنسبةِ لنا، نفشل أحيانًا في إدراك مدى كِبر كوكبنا، فما بالك بالكون.
حوالي٧١٪ من سطح الأرض مغطى بالمياه وتشير التقديرات إلى أن أقل من ٥ في المئة من سطح الأرض شاهدته العين البشرية، الأرض أيضًا ملساء نسبيًا إذا نظرنا إليها ككل.
بالطبع ليست ملساء مثل كرة البلياردو ولكن أعلى وأدنى نقطتين فيها (جبل إيفرست وخندق ماريانا) هما تباين صغير جدًا لنصف قطر الأرض، الذي يبلغ ٦٤٠٠ كيلو متر. حجم الأرض واضح، لذا هيا بنا الآن لننتقل من الأرض إلى القمر، رفيقنا السماوي الأقرب، يقع القمر على بعد ٣٨٠ ألف كيلو متر من الأرض، سيستغرق الإنسان أكثر من ثماني سنوات ونصف ليمشي هذه المسافة.
دعونا نُسرّع الأمور قليلًا، الرقم القياسي لأسرع مركبة فضاء تحمله هيليوس ٢، التي وصلت لسرعة ٩٨٩٠٠ متر في الثانية. سريعةٌ جدًا إذن؟ أي أنها ستستغرق فقط ٤٠ ثانيةً لتذهب من لوس أنجلوس إلى نيويورك على هذه السرعة، ومع ذلك ستستغرق أكثر من ١٢ ساعة لتدور حول خط استواء الشمس، وحتى مع هذه السرعة الفائقة، ستستغرق ١١ يومًا لتصل إلى المريخ.
الآن هيا بنا نتصرف بجنون ونضاعف هذه السرعة ١٠٠ مرة، حسنًا، ستستغرق ٢١ يومًا لتصل إلى حافة النظام الشمسي وحوالي ١٢٩ يومًا لتصل إلى أقرب النجوم إلى الشمس، وحتى بعد أن قضيت كل هذا الوقت، لاتزال قد عبرت فقط جزءًا ضئيلًا من الكون.
الكبير جدًا، مخيف جدًا:
وبالحديث عن الكون، حقيقةٌ مخيفةٌ أخرى هي مدى كِبر الأشياء في الفضاء. بالتأكيد الكواكب كبيرةٌ والنجوم أكبر ولكن عندما تفكر فعليًا في مدى كِبرهم، تستطيع أن تقدر تمامًا مدى ضآلتنا حقًا. يُعتقد حاليًا أن يو واي سكوتي هو النجم الأكبر بحجم يُقدر بـ ٢١ مليار مرة من حجم شمسنا ويمتد حتى مدار زحل تقريبًا إذا وُضع في نظامنا الشمسي.
حتى الآن لدى الكون أشياء أكبر وحتى مخيفةٌ أكثر في جعبته لنا، فالثقوب السوداء الهائلة لديها ملايين -إن لم يكن مليارات المرات- من كتلة شمسنا، التي هي بالفعل ثقيلة جدًا، بينما الثقب الأسود المنتظم يراكم كتلته الهائلة في حجمٍ صغيرٍ ليس أكبر من مدينة، الثقب الأسود الأثقل ضخمٌ بشكلٍ مرعب، فالثقب الأسود -المقدر بأنه الأكبر- يمتلك نصف قطرٍ يبلغ ٦٢ مليار كيلومتر، وهو كافٍ ليتقزّم أمامه النظام الشمسي.
وفي نهاية المطاف، الثقوب السوداء ليست مخيفة كما نشعر، وإذا كان عليك القلق من شيءٍ فالمستعر الأعظم هو تذكرة الدخول، فإذا كنت تنظر إلى مستعرٍ أعظم من المسافة التي بينك وبين الشمس، فشبكية عينيك ستستقبل ضوءًا مساويًا لمليار قنبلةٍ هيدروجينيةٍ تم تفجيرها مباشرةً في مقلة عينيك. على الأقل، سيكون الأمر لحظيًا.
الخارج سيئ، الداخل جيد:
يبدو كل هذا مخيفًا، لذا، أنت تعلم الآن لماذا لا يجب عليك مطلقًا التفكير حول علم الفلك والتاريخ، تستطيع فقط أن تحبس نفْسك في منزلك وتتوقف عن القلق على باقي الكون، تناول فقط علبة مثلا، لف نفسك في بطانيةٍ، هل هناك شيءٌ مخيفٌ في الجسم البشري؟
حسنًا في بادئ الأمر، نحن نِصف بكتيريا، ففي مقابل كل خليةٍ بشريةٍ تُكونك، هناك خليةٌ بكتيريةٌ في جسدك تُشكل جزءًا من الميكروبيوم الخاص بك، مقدار البكتيريا بالوزن يقارب ٢ كيلو جرام، العديد منها مهم للمساعدة في الحفاظ على حياتنا. اكتشف الباحثون أيضًا فيروسات بداخلنا، وتظل وظيفتها لغزًا محيرًا.
وبعيدًا عن البكتيريا، لدينا سماتٌ مدهشةٌ أخرى، كل شريطٍ للحامض النووي مضغوطٌ بإحكامٍ ليناسب مساحةً تبلغ تقريبًا ٦ ميكرون، إذا توجّب علينا تمديده فسيبلغ تقريبًا المترين، وإذا نشرنا كل الحامض النووي لشخصٍ واحدٍ، سيمتد من أحد جانبي النظام الشمسي إلى الجانب الآخر.
واستكمالًا للموضوع، مقدار الأوعية الدموية في جسم شخصٍ بالغٍ من المحتمل أن تبلغ حوالي ١٦٠٠٠٠ كيلو متر، وتكفي للالتفاف حول خط الاستواء أربع مرات.
إذا كنت لاتزال تقف بعد هذه الحقائق، فإنه من المرجح بفضل عظامك القوية جدًا، هناك ضرب من الادعاءات حول مدى قوة عظامنا، ولكن لم نستطع إيجاد مصدرٍ واحدٍ حديثٍ حول ذلك، على الأقل نعلم أن عظامنا تصنع أفضل الخناجر.
ومن التاريخ وتسجيل الوقت إلى الأحياء والجسم البشري، نحتاج في بعض الأحيان أن نتوقف لإعادة تقييم الحقائق حول العالم. لذا استمتع بهذه الجولة السريعة للحقائق التي من الممكن أن تصيبك بأزمةٍ وجوديةٍ.
الوقت مُربك:
نحن البشر كنوع نميل إلي التركيز على أنفسنا، لذلك فإن إحساسنا ‘بالوقت’ و’بالتاريخ’ مبهمٌ على أحسن تقدير، فنحن لا نتصور كيف أن أحداثًا كبرى في الماضي حدثت في أوقاتٍ مختلفةٍ.
فبشكلٍ عامٍ، نحن لا نستطيع أن نُبقي كل شيءٍ في بالنا بالنسبة الملائمة.
إذا ضُغط كل تاريخ كوكبنا في فترة 12 ساعة، فالإنسان العاقل سيظهر في التوقيت 11:59:58. وحتى هذا ليس مؤشرًا لامتداد الوقت من الماضي.
لذا انظر إلى بعض الأمثلة: التيرانوصور عاش أقرب زمنيًا إلينا من الستيغوصور بالنسبة إليه، كليوباترا كانت أقرب إلى وقتنا الحاضر أكثر من قربها إلى بناء هرم الجيزة الأكبر.
وفيما يتعلق بموضوع الأهرامات، عندما تم بناء الأهرامات الأولى، كان الماموث الصوفي لايزال يجوب الأرض. حقًا! فرنسا كانت لاتزال تعدم الناس بالمقصلة عندما صدر فيلم حرب النجوم.
وليس هذا فقط، فنحن أحيانًا نشعر أن الأحداث الجيدة أقرب إلينا زمنيًا مما هي عليه، بينما الأحداث السيئة بعيدة جدًا؛ فالقوانين التي تسمح بالعبودية في أمريكا ليست شيئًا من الماضي البعيد، في الواقع يوجد أشخاصٌ على قيد الحياة عاش أجدادهم قبل الحرب الأهلية، مثل أحفاد الرئيس جون تايلر.
نحن أيضًا نعتقد أن ذروة سباق الفضاء شيءٌ حديثٌ، ولكن قد مر 46 عامًا منذ أن غادر أي إنسان فعليًا المدار الأرضي المنخفض، نحن لسنا سوى طرفة عينٍ في الساعة الكونية.
الفضاء كبير:
ليس خطأنا أننا سيئون في إدراك واقع الأشياء الهائلة، فنحنُ -على كل حالٍ- قردةٌ تطورت لتعيش في السافانا. التاريخ بالتأكيد واسع النطاق ومحير، ولكن الفضاء أيضًا معقدٌ تمامًا بالنسبةِ لنا، نفشل أحيانًا في إدراك مدى كِبر كوكبنا، فما بالك بالكون.
حوالي٧١٪ من سطح الأرض مغطى بالمياه وتشير التقديرات إلى أن أقل من ٥ في المئة من سطح الأرض شاهدته العين البشرية، الأرض أيضًا ملساء نسبيًا إذا نظرنا إليها ككل.
بالطبع ليست ملساء مثل كرة البلياردو ولكن أعلى وأدنى نقطتين فيها (جبل إيفرست وخندق ماريانا) هما تباين صغير جدًا لنصف قطر الأرض، الذي يبلغ ٦٤٠٠ كيلو متر. حجم الأرض واضح، لذا هيا بنا الآن لننتقل من الأرض إلى القمر، رفيقنا السماوي الأقرب، يقع القمر على بعد ٣٨٠ ألف كيلو متر من الأرض، سيستغرق الإنسان أكثر من ثماني سنوات ونصف ليمشي هذه المسافة.
دعونا نُسرّع الأمور قليلًا، الرقم القياسي لأسرع مركبة فضاء تحمله هيليوس ٢، التي وصلت لسرعة ٩٨٩٠٠ متر في الثانية. سريعةٌ جدًا إذن؟ أي أنها ستستغرق فقط ٤٠ ثانيةً لتذهب من لوس أنجلوس إلى نيويورك على هذه السرعة، ومع ذلك ستستغرق أكثر من ١٢ ساعة لتدور حول خط استواء الشمس، وحتى مع هذه السرعة الفائقة، ستستغرق ١١ يومًا لتصل إلى المريخ.
الآن هيا بنا نتصرف بجنون ونضاعف هذه السرعة ١٠٠ مرة، حسنًا، ستستغرق ٢١ يومًا لتصل إلى حافة النظام الشمسي وحوالي ١٢٩ يومًا لتصل إلى أقرب النجوم إلى الشمس، وحتى بعد أن قضيت كل هذا الوقت، لاتزال قد عبرت فقط جزءًا ضئيلًا من الكون.
الكبير جدًا، مخيف جدًا:
وبالحديث عن الكون، حقيقةٌ مخيفةٌ أخرى هي مدى كِبر الأشياء في الفضاء. بالتأكيد الكواكب كبيرةٌ والنجوم أكبر ولكن عندما تفكر فعليًا في مدى كِبرهم، تستطيع أن تقدر تمامًا مدى ضآلتنا حقًا. يُعتقد حاليًا أن يو واي سكوتي هو النجم الأكبر بحجم يُقدر بـ ٢١ مليار مرة من حجم شمسنا ويمتد حتى مدار زحل تقريبًا إذا وُضع في نظامنا الشمسي.
حتى الآن لدى الكون أشياء أكبر وحتى مخيفةٌ أكثر في جعبته لنا، فالثقوب السوداء الهائلة لديها ملايين -إن لم يكن مليارات المرات- من كتلة شمسنا، التي هي بالفعل ثقيلة جدًا، بينما الثقب الأسود المنتظم يراكم كتلته الهائلة في حجمٍ صغيرٍ ليس أكبر من مدينة، الثقب الأسود الأثقل ضخمٌ بشكلٍ مرعب، فالثقب الأسود -المقدر بأنه الأكبر- يمتلك نصف قطرٍ يبلغ ٦٢ مليار كيلومتر، وهو كافٍ ليتقزّم أمامه النظام الشمسي.
وفي نهاية المطاف، الثقوب السوداء ليست مخيفة كما نشعر، وإذا كان عليك القلق من شيءٍ فالمستعر الأعظم هو تذكرة الدخول، فإذا كنت تنظر إلى مستعرٍ أعظم من المسافة التي بينك وبين الشمس، فشبكية عينيك ستستقبل ضوءًا مساويًا لمليار قنبلةٍ هيدروجينيةٍ تم تفجيرها مباشرةً في مقلة عينيك. على الأقل، سيكون الأمر لحظيًا.
الخارج سيئ، الداخل جيد:
يبدو كل هذا مخيفًا، لذا، أنت تعلم الآن لماذا لا يجب عليك مطلقًا التفكير حول علم الفلك والتاريخ، تستطيع فقط أن تحبس نفْسك في منزلك وتتوقف عن القلق على باقي الكون، تناول فقط علبة مثلا، لف نفسك في بطانيةٍ، هل هناك شيءٌ مخيفٌ في الجسم البشري؟
حسنًا في بادئ الأمر، نحن نِصف بكتيريا، ففي مقابل كل خليةٍ بشريةٍ تُكونك، هناك خليةٌ بكتيريةٌ في جسدك تُشكل جزءًا من الميكروبيوم الخاص بك، مقدار البكتيريا بالوزن يقارب ٢ كيلو جرام، العديد منها مهم للمساعدة في الحفاظ على حياتنا. اكتشف الباحثون أيضًا فيروسات بداخلنا، وتظل وظيفتها لغزًا محيرًا.
وبعيدًا عن البكتيريا، لدينا سماتٌ مدهشةٌ أخرى، كل شريطٍ للحامض النووي مضغوطٌ بإحكامٍ ليناسب مساحةً تبلغ تقريبًا ٦ ميكرون، إذا توجّب علينا تمديده فسيبلغ تقريبًا المترين، وإذا نشرنا كل الحامض النووي لشخصٍ واحدٍ، سيمتد من أحد جانبي النظام الشمسي إلى الجانب الآخر.
واستكمالًا للموضوع، مقدار الأوعية الدموية في جسم شخصٍ بالغٍ من المحتمل أن تبلغ حوالي ١٦٠٠٠٠ كيلو متر، وتكفي للالتفاف حول خط الاستواء أربع مرات.
إذا كنت لاتزال تقف بعد هذه الحقائق، فإنه من المرجح بفضل عظامك القوية جدًا، هناك ضرب من الادعاءات حول مدى قوة عظامنا، ولكن لم نستطع إيجاد مصدرٍ واحدٍ حديثٍ حول ذلك، على الأقل نعلم أن عظامنا تصنع أفضل الخناجر.