الأثاث ( Furniture )
☰ جدول المحتويات
الأثاث في العصور القديمة
مصر القديمة
اليونان القديمة (الإغريق)
روما القديمة
العصور الوسطى الأوروبية
الأثاث قطعٌ تتمثل في الطاولات والأَسرّة والكراسي وغير ذلك من القطع التي تيسر لنا سبل الراحة في منازلنا ومدارسنا ومكاتبنا. فنحن نسترخي على المقاعد والأرائك، كما نحفظ ممتلكاتنا المختلفة في الصناديق والخزائن الخشبية، وفي خزائن الكتب. أما طاولات القراءة فإنها تهيئ لنا أماكن للدراسة وللأعمال المكتبية. وتحتوي بعض أجهزة التلفاز والمسجلات الراقية على تجويفات خشبية وخزائن جميلة تجعلها تؤدي دور قطع الأثاث المنزلي.
والأثاث المنزلي ـ إضافة إلى كونه مفيدًا ـ فإنه يُصمَّم بحيث يجعل البيئة المحيطة بنا أكثر لطفًا وبهجة. وهو يتضافر مع بقية الأشياء الزخرفية الضرورية بغرفة ما لتصبح جميلة. وهذه الأشياء الزخرفية والضرورية كالبسط والسجاد والستائر والمنسوجات، والمصابيح أو القناديل والصور تسمى أثاث الزينة.
ُتصنع غالبية قطع الأثاث المنزلي من الأخشاب أو من منتجات الأخشاب، غير أن صانعي الأثاثات المنزلية كثيرًا ما يستخدمون الزجاج والمعادن والبلاستيك وغير ذلك من الخامات المتنوعة في تصنيع بعض الأثاثات. وعلى سبيل المثال، فإن قطع الأثاث المكتبي كطاولات القراءة وخزائن الملفات تصمَّم بحيث تكون قوية، وعملية، ولهذا فإنها تصنع غالبًا من الفولاذ.
وتعتبر بعض قطع الأثاث الجميلة أعمالاً فنية عظيمة القيمة، وقد صنع خبراء التصميم والحرفيون المهرة ـ عبر السنين ـ قطعًا من الأثاث تتصف بالزخارف الدقيقة، وبتنوع الأساليب والطُرُز. وكثير من هؤلاء الحرفيين يعدون فنانين يتساوون تمامًا مع مشاهير الفنانين التشكيليين والنحاتين الذين عاصروهم. وتعرض المتاحف اليوم نماذج من أثاثهم كتحف فنية.
أطلق دارسو تاريخ الأثاث أسماء على الأساليب والطرز المختلفة. فبعض الأساليب والطرز نسبت إلى شخصيات تاريخية ؛ فأثاث لويس الرابع عشر على سبيل المثال سُمِّي باسم لويس الرابع عشر ملك فرنسا. وهناك أساليب وطرز أخرى أطلقت على بعض الحقَب التاريخية، مثل ريجنسي، أو أخذت اسمها من حركة في تاريخ الفن والثقافة مثل الفن الجديد.
ويمكن النظر إلى تاريخ الأثاث على أنه سلسلة من الأساليب والطرز الشعبية المحبوبة لفترة زمنية محددة، ثم تُفقد هذه المحبة والشعبية. وكثيرًا ما يعمد المصممون إلى إحياء بعض الأساليب والطرز القديمة، وتهيئتها بحيث تلائم ذوق العصر.
تاريخ الأثاث قريب الصلة بتاريخ الثقافة الإنسانية. فمنذ آلاف السنين كان الأثاث الجميل يصمَّم ليلائم ذوق الملوك، والنبلاء، وغيرهم من الأثرياء. وقد استخدم هؤلاء الأثاث ليبرزوا قدرتهم ورتبهم، لا لحاجة عملية. ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي أخذت طبقة وسطى من الناس تظهر بالتدريج في الأقطار الغربية. واحتاجت هذه الطبقة إلى أثاث مريح يلائم مساكنها. وبحلول القرن التاسع عشر حَدَّد ذوقُ المشترين من الطبقة الوسطى أساليب وطرز الأثاث. وأغلب الأثاث الذي يُصنع اليوم صمم ليكون عمليًا، ومريحًا، وسهل الصيانة، ولا يكلف إنتاجه كثيرًا. ويُصنع كثير من هذا الأثاث في مصانع أو ورش كبيرة تستخدم أحدث التقنيات. ويوجد بعض الأثاث في شكل مجموعات معدَّة للتركيب يمكن أن يركبها المشتري في بيته.
وتشرح هذه المقالة تاريخ الأثاث من أول عصوره حتى الوقت الحاضر. ولمناقشة أهمية الأثاث في الزخرفة الداخلية، ★ تَصَفح: الزخرفة الداخلية.
الأثاث في العصور القديمة
أنتج قدماء المصريين أول أثاث جميل عرفه الإنسان منذ ما يقرب من 3000 سنة ق.م، وطوّر الإغريق، ومن بعدهم الرومان أثاثًا متميزًا بأساليبهم الخاصة بهم. وتلا عصر الإغريق والرومان في أوروبا عصورها الوسطى التي لم تقدم شيئًا ذا بال في مجال الأثاث.
مصر القديمة:
(3100ق.م - 1070ق.م). اعتبر قدماء المصريين امتلاك الأثاث الجميل دليلاً على المنزلة أو الطبقة الاجتماعية. وكان بيت الفرعون (الملك) يُزين بأجمل وأجود ما صُنع من أثاث. وكان النبلاء والموظفون والأثرياء وملاك الأراضي يمتلكون أثاثًا جميلاً. ويبدو أن عامة الناس كانوا لا يمتلكون سوى القليل من الأثاث في منازلهم العادية.
لقد أبدع صنّاع الأثاث المصريون في تصميم الأَسرَّة. وأغلب الأَسِرَّة كانت لها أرجل كأرجل الحيوان، وعادة ما يكون هذا الحيوان أسدًا. وتطورت هذه الأَسِرَّة إلى أرائك على شكل حيوانات كالأسُود والنُمور.
وإضافة إلى ذلك صنع الحرفيون المصريون مقاعد جميلة. وكانت لهذه المقاعد مجالس من الحبال المنسوجة المغطاة بوسائد قابلة للنقل. ولعل أكثر مساهمات المصريين بقاء في تصميم الأثاث هو إيجاد الكراسي ذات المساند. ويشمل الأثاث المصري الصناديق والخزائن الخشبية والمناضد الصغيرة.
اليونان القديمة (الإغريق):
(1100ق.م - 400م تقريبًا). كانت الحال في اليونان القديمة شبيهة بالحال في مصر القديمة، حيث كان امتلاك الأثاث الكثير وقفًا على الأشخاص المنتمين إلى أعلى الطبقات الاجتماعية. أما أغلب المواطنين اليونانيين فقد كانوا يمتلكون كراسي صغيرة بلا ظهر ولا أذرع، وربما طاولات بسيطة غير مصقولة الصنع.
وقد استعار اليونانيون أشكالاً كثيرة من الأثاث من المصريين، ومنها السرير والأريكة. وأصبحت الأَسِرَّة أهم قطع الأثاث المنزلي في اليونان القديمة، لأنها كانت تستخدم لتناول الطعام وللنوم معًا. ففي أثناء تناول الوجبة كان الفرد منهم -رجلاً كان أو امرأة - يرقد على جانبه على السرير متكئًا على مرفقه.
وأنتج الحرفيون الإغريق أشكالاً مختلفة من المجالس، كان أهمها مجالس العرش التي كانت تصنع لذوي الطبقات الرفيعة. فبعض هذه العروش كانت لها متكآت خلفية قصيرة، مزينة بمنحوتة واحدة أو أكثر، تمثل رأس حيوان، وبعضها كانت له متكآت خلفية عالية مزينة بمنحوتات تشبه الزهور. أما متكآت الأيادي فكانت في شكل رؤوس الخراف.
وأكثر أنواع الكراسي الإغريقية انتشارًا هو ما أطلق عليه اسم كليسموس، وكانت له أرجل مقوسة، وأقواس الأرجل الأمامية متجهة للأمام، وأقواس الأرجل الخلفية متجهة للخلف.
وقد فاق الإغريق المصريين في كثرة استخدام المناضد. وأغلب المناضد الإغريقية كانت لها ثلاث أرجل تنتهي في شكل حافر أو ظلف أو مخلب. وكان الحرفيون اليونانيون يزينون أجمل الأثاث بترصيعه بوحدات زخرفية مصنوعة من الأخشاب الراقية أو الفضة أو الذهب أو الجواهر أو الأحجار الكريمة. أما الأرجل فكانت تُنحت من العاج أو تصب بالفضة أو البرونز.
روما القديمة:
(القرن الثامن قبل الميلاد إلى الخامس الميلادي). استعار الرومان أنواعًا كثيرة من أشكال الأثاث من الإغريق، غير أنهم جعلوها تأخد طابعًا رومانيًا مميزًا. فعلى سبيل المثال استخدم الرومان البرونز والفضة أكثر من استخدام الإغريق لها. ورغم أنهم استخدموا الكليسموس (الكرسي) الإغريقي إلا أنهم جعلوه أثقل وأكبر، كما غطوه بمواد التنجيد. واستعار صناع الأثاث الرومان تصميم كرسي إغريقي بلا ظهر أو جوانب وطوروه إلى ما عُرف باسم كورول. وكان للكورول هذا زوجان من الأرجل الرقيقة المقوسة المتقاطعة كما في شكل الحرف اللاتيني (x).
كان الرومان يحبون المناضد. وكان للعديد من هذه المناضد ثلاث أو أربع أرجل موصولة بقضبان مستعرضة. وكانت المناضد ذات السطوح المكونة من شرائح هي أهم إسهامات الرومان في مجال تصميم المناضد. ففي هذا النوع من الطاولات كان أعلى الطاولة يتكون من شريحة كبيرة من الرخام أو الخشب ترتكز على قطع رخامية أخرى منحوتة وموضوعة بطريقة رأسية. وكان الحرفيون ينحتون هذه القطع الرأسية في شكل تصميمات مختلفة تشمل الحيوانات والأزهار والفاكهة وأشجار العنب.
العصور الوسطى الأوروبية:
(من القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر الميلادي). ضعف فن صناعة الأثاث خلال الفترة المسماة بالقرون الوسطى من تاريخ أوروبا، فاتصف في تلك الفترة بالخشونة، وعدم الرقة مقارنة بمستوى أثاث الإغريق والرومان. فلجأ صناع الأثاث إلى تلوين أو تذهيب أغلب القطع لإخفاء تكويناتها غير المتقنة. وشابهت فترة العصور الوسطى ما سبقها من عصور ؛ حيث كان امتلاك أجود الأثاث وقفًا على ذوي الطبقات الاجتماعية العليا.
اعتاد ملاّك الأراضي، والمسؤولون بالكنائس في العصور الوسطى الأوروبية كثرة السفر، وكانوا عادة يأخذون أثاثهم معهم في رحلاتهم، ولهذا فإن أغلب الأثاث قد صُمٍّم ليكون قابلاً للنقل. فالقطع الكبيرة كانت تصمم بطريقة تساعد على تجزئتها وحملها بسهولة. وكانت الصناديق تصنع للتخزين وللجلوس معًا.
وظهر طراز آخر للفنون خلال القرن الثالث عشر الميلادي في أوروبا الغربية سُمي بالطراز القوطي، وكان لهذا الطراز أثر واضح على تصميم الأثاث، فزين الحرفيون أثاثهم ـ خصوصًا الصناديق، وخزائن الملابس والأدوات ـ بالأقواس والأعمدة وبعض ملامح العمارة القوطية.
☰ جدول المحتويات
الأثاث في العصور القديمة
مصر القديمة
اليونان القديمة (الإغريق)
روما القديمة
العصور الوسطى الأوروبية
الطراز الفيدرالي الأمريكي بدأ عام 1790م تقريبًا وكان متأثرًا بالخطوط المستقيمة التي كانت في أثاث الكلاسيكية الجديدة الإنجليزية. وقطع غرفة النوم (أعلاه) متأثرة إلى حد كبير بتصميمات صانعي أثاث إنجليز مثل جورج هبلوايت وتوماس شيراتُون. |
والأثاث المنزلي ـ إضافة إلى كونه مفيدًا ـ فإنه يُصمَّم بحيث يجعل البيئة المحيطة بنا أكثر لطفًا وبهجة. وهو يتضافر مع بقية الأشياء الزخرفية الضرورية بغرفة ما لتصبح جميلة. وهذه الأشياء الزخرفية والضرورية كالبسط والسجاد والستائر والمنسوجات، والمصابيح أو القناديل والصور تسمى أثاث الزينة.
ُتصنع غالبية قطع الأثاث المنزلي من الأخشاب أو من منتجات الأخشاب، غير أن صانعي الأثاثات المنزلية كثيرًا ما يستخدمون الزجاج والمعادن والبلاستيك وغير ذلك من الخامات المتنوعة في تصنيع بعض الأثاثات. وعلى سبيل المثال، فإن قطع الأثاث المكتبي كطاولات القراءة وخزائن الملفات تصمَّم بحيث تكون قوية، وعملية، ولهذا فإنها تصنع غالبًا من الفولاذ.
وتعتبر بعض قطع الأثاث الجميلة أعمالاً فنية عظيمة القيمة، وقد صنع خبراء التصميم والحرفيون المهرة ـ عبر السنين ـ قطعًا من الأثاث تتصف بالزخارف الدقيقة، وبتنوع الأساليب والطُرُز. وكثير من هؤلاء الحرفيين يعدون فنانين يتساوون تمامًا مع مشاهير الفنانين التشكيليين والنحاتين الذين عاصروهم. وتعرض المتاحف اليوم نماذج من أثاثهم كتحف فنية.
أطلق دارسو تاريخ الأثاث أسماء على الأساليب والطرز المختلفة. فبعض الأساليب والطرز نسبت إلى شخصيات تاريخية ؛ فأثاث لويس الرابع عشر على سبيل المثال سُمِّي باسم لويس الرابع عشر ملك فرنسا. وهناك أساليب وطرز أخرى أطلقت على بعض الحقَب التاريخية، مثل ريجنسي، أو أخذت اسمها من حركة في تاريخ الفن والثقافة مثل الفن الجديد.
ويمكن النظر إلى تاريخ الأثاث على أنه سلسلة من الأساليب والطرز الشعبية المحبوبة لفترة زمنية محددة، ثم تُفقد هذه المحبة والشعبية. وكثيرًا ما يعمد المصممون إلى إحياء بعض الأساليب والطرز القديمة، وتهيئتها بحيث تلائم ذوق العصر.
تاريخ الأثاث قريب الصلة بتاريخ الثقافة الإنسانية. فمنذ آلاف السنين كان الأثاث الجميل يصمَّم ليلائم ذوق الملوك، والنبلاء، وغيرهم من الأثرياء. وقد استخدم هؤلاء الأثاث ليبرزوا قدرتهم ورتبهم، لا لحاجة عملية. ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي أخذت طبقة وسطى من الناس تظهر بالتدريج في الأقطار الغربية. واحتاجت هذه الطبقة إلى أثاث مريح يلائم مساكنها. وبحلول القرن التاسع عشر حَدَّد ذوقُ المشترين من الطبقة الوسطى أساليب وطرز الأثاث. وأغلب الأثاث الذي يُصنع اليوم صمم ليكون عمليًا، ومريحًا، وسهل الصيانة، ولا يكلف إنتاجه كثيرًا. ويُصنع كثير من هذا الأثاث في مصانع أو ورش كبيرة تستخدم أحدث التقنيات. ويوجد بعض الأثاث في شكل مجموعات معدَّة للتركيب يمكن أن يركبها المشتري في بيته.
وتشرح هذه المقالة تاريخ الأثاث من أول عصوره حتى الوقت الحاضر. ولمناقشة أهمية الأثاث في الزخرفة الداخلية، ★ تَصَفح: الزخرفة الداخلية.
الأثاث في العصور القديمة
أنتج قدماء المصريين أول أثاث جميل عرفه الإنسان منذ ما يقرب من 3000 سنة ق.م، وطوّر الإغريق، ومن بعدهم الرومان أثاثًا متميزًا بأساليبهم الخاصة بهم. وتلا عصر الإغريق والرومان في أوروبا عصورها الوسطى التي لم تقدم شيئًا ذا بال في مجال الأثاث.
كرسي عرش مصري خاص بتوت عنخ آمون مزخرف بنحوت لرؤوس أسُود ومخالب. |
(3100ق.م - 1070ق.م). اعتبر قدماء المصريين امتلاك الأثاث الجميل دليلاً على المنزلة أو الطبقة الاجتماعية. وكان بيت الفرعون (الملك) يُزين بأجمل وأجود ما صُنع من أثاث. وكان النبلاء والموظفون والأثرياء وملاك الأراضي يمتلكون أثاثًا جميلاً. ويبدو أن عامة الناس كانوا لا يمتلكون سوى القليل من الأثاث في منازلهم العادية.
لقد أبدع صنّاع الأثاث المصريون في تصميم الأَسرَّة. وأغلب الأَسِرَّة كانت لها أرجل كأرجل الحيوان، وعادة ما يكون هذا الحيوان أسدًا. وتطورت هذه الأَسِرَّة إلى أرائك على شكل حيوانات كالأسُود والنُمور.
وإضافة إلى ذلك صنع الحرفيون المصريون مقاعد جميلة. وكانت لهذه المقاعد مجالس من الحبال المنسوجة المغطاة بوسائد قابلة للنقل. ولعل أكثر مساهمات المصريين بقاء في تصميم الأثاث هو إيجاد الكراسي ذات المساند. ويشمل الأثاث المصري الصناديق والخزائن الخشبية والمناضد الصغيرة.
الكرسي الإغريقي القديم الشائع أطلق عليه الكليسموس. وكان لمثل هذه المقاعد أرجل مقوسة ومسند مقوس. |
(1100ق.م - 400م تقريبًا). كانت الحال في اليونان القديمة شبيهة بالحال في مصر القديمة، حيث كان امتلاك الأثاث الكثير وقفًا على الأشخاص المنتمين إلى أعلى الطبقات الاجتماعية. أما أغلب المواطنين اليونانيين فقد كانوا يمتلكون كراسي صغيرة بلا ظهر ولا أذرع، وربما طاولات بسيطة غير مصقولة الصنع.
وقد استعار اليونانيون أشكالاً كثيرة من الأثاث من المصريين، ومنها السرير والأريكة. وأصبحت الأَسِرَّة أهم قطع الأثاث المنزلي في اليونان القديمة، لأنها كانت تستخدم لتناول الطعام وللنوم معًا. ففي أثناء تناول الوجبة كان الفرد منهم -رجلاً كان أو امرأة - يرقد على جانبه على السرير متكئًا على مرفقه.
وأنتج الحرفيون الإغريق أشكالاً مختلفة من المجالس، كان أهمها مجالس العرش التي كانت تصنع لذوي الطبقات الرفيعة. فبعض هذه العروش كانت لها متكآت خلفية قصيرة، مزينة بمنحوتة واحدة أو أكثر، تمثل رأس حيوان، وبعضها كانت له متكآت خلفية عالية مزينة بمنحوتات تشبه الزهور. أما متكآت الأيادي فكانت في شكل رؤوس الخراف.
وأكثر أنواع الكراسي الإغريقية انتشارًا هو ما أطلق عليه اسم كليسموس، وكانت له أرجل مقوسة، وأقواس الأرجل الأمامية متجهة للأمام، وأقواس الأرجل الخلفية متجهة للخلف.
وقد فاق الإغريق المصريين في كثرة استخدام المناضد. وأغلب المناضد الإغريقية كانت لها ثلاث أرجل تنتهي في شكل حافر أو ظلف أو مخلب. وكان الحرفيون اليونانيون يزينون أجمل الأثاث بترصيعه بوحدات زخرفية مصنوعة من الأخشاب الراقية أو الفضة أو الذهب أو الجواهر أو الأحجار الكريمة. أما الأرجل فكانت تُنحت من العاج أو تصب بالفضة أو البرونز.
مقعد روماني أعيد تركيبهواسمه الكورول،له أرجل مقوسةفي شكل الحرف اللاتيني(X). |
(القرن الثامن قبل الميلاد إلى الخامس الميلادي). استعار الرومان أنواعًا كثيرة من أشكال الأثاث من الإغريق، غير أنهم جعلوها تأخد طابعًا رومانيًا مميزًا. فعلى سبيل المثال استخدم الرومان البرونز والفضة أكثر من استخدام الإغريق لها. ورغم أنهم استخدموا الكليسموس (الكرسي) الإغريقي إلا أنهم جعلوه أثقل وأكبر، كما غطوه بمواد التنجيد. واستعار صناع الأثاث الرومان تصميم كرسي إغريقي بلا ظهر أو جوانب وطوروه إلى ما عُرف باسم كورول. وكان للكورول هذا زوجان من الأرجل الرقيقة المقوسة المتقاطعة كما في شكل الحرف اللاتيني (x).
كان الرومان يحبون المناضد. وكان للعديد من هذه المناضد ثلاث أو أربع أرجل موصولة بقضبان مستعرضة. وكانت المناضد ذات السطوح المكونة من شرائح هي أهم إسهامات الرومان في مجال تصميم المناضد. ففي هذا النوع من الطاولات كان أعلى الطاولة يتكون من شريحة كبيرة من الرخام أو الخشب ترتكز على قطع رخامية أخرى منحوتة وموضوعة بطريقة رأسية. وكان الحرفيون ينحتون هذه القطع الرأسية في شكل تصميمات مختلفة تشمل الحيوانات والأزهار والفاكهة وأشجار العنب.
صندوق بسيط التكوين نموذج لأثاث القرون الوسطى الأوروبية. كانت المنحوتات هي الشكل العام لزخرفة الأثاث أثناء هذه الفترة. |
(من القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر الميلادي). ضعف فن صناعة الأثاث خلال الفترة المسماة بالقرون الوسطى من تاريخ أوروبا، فاتصف في تلك الفترة بالخشونة، وعدم الرقة مقارنة بمستوى أثاث الإغريق والرومان. فلجأ صناع الأثاث إلى تلوين أو تذهيب أغلب القطع لإخفاء تكويناتها غير المتقنة. وشابهت فترة العصور الوسطى ما سبقها من عصور ؛ حيث كان امتلاك أجود الأثاث وقفًا على ذوي الطبقات الاجتماعية العليا.
اعتاد ملاّك الأراضي، والمسؤولون بالكنائس في العصور الوسطى الأوروبية كثرة السفر، وكانوا عادة يأخذون أثاثهم معهم في رحلاتهم، ولهذا فإن أغلب الأثاث قد صُمٍّم ليكون قابلاً للنقل. فالقطع الكبيرة كانت تصمم بطريقة تساعد على تجزئتها وحملها بسهولة. وكانت الصناديق تصنع للتخزين وللجلوس معًا.
وظهر طراز آخر للفنون خلال القرن الثالث عشر الميلادي في أوروبا الغربية سُمي بالطراز القوطي، وكان لهذا الطراز أثر واضح على تصميم الأثاث، فزين الحرفيون أثاثهم ـ خصوصًا الصناديق، وخزائن الملابس والأدوات ـ بالأقواس والأعمدة وبعض ملامح العمارة القوطية.