القهم anorexia أو فقد الشهية العصبي، هو اضطراب نفسي جسدي يعتقد المصاب به أنه سمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القهم anorexia أو فقد الشهية العصبي، هو اضطراب نفسي جسدي يعتقد المصاب به أنه سمين

    القهم

    القهم anorexia أو فقد الشهية العصبي، هو اضطراب نفسي جسدي ينجم عن اعتقاد المصاب به، وهو في سن البلوغ غالباً، بأن جسمه سمين، على الرغم من النحول الظاهر عليه، الأمر الذي يثير فيه مخاوف تتعلق بالطعام، فيقوده إلى حد التقليل المقصود من تناوله، فيفقد من وزنه نحو 15% على الأقل ويصاحبه اضطراب بصورة الجسم حيث يبقى المريض في حالة من الخوف من زيادة وزنه، فيرى شكل جسمه وحجمه بأنهما أكثر من اللازم أو من الطبيعي، على الرغم من أن المؤشرات المرتبطة بكتلة جسمه تشير إلى أنها أقل على نحو واضح عمن يقاربونه في العمر والجنس. ومن اللافت للنظر أن شهية المصاب بالقهم العصبي للطعام طبيعية للغاية ـ على عكس ما يوحي به اسم الاضطراب- وأن فقدان الشهية عادة يكون أمراً نادراً. وقد وصف ريتشارد مورتون R.Morton القهم عام 1649 وأسماه الاستهلاك أو الإفناء العصبي، كما وصفه بإسهاب وليام غل W.Gull عام 1873.
    راوح نسبة انتشار القهم العصبي ما بين 0.2ـ 0.8%، ويظهر في سن المراهقة بين الذكور والإناث الذين تراوح أعمارهم غالباً بين 16ـ18عاماً، وإن كان عدد الإناث المصابات يفوق عدد الذكور بنسبة تصل إلى الضعف. كما أنه يشاهد حالياً في المستويات الاقتصادية الدنيا، ولم يعد ينحصر ظهوره في الطبقتين الوسطى والعليا فقط مثلما كانت عليه الحال في بدايات ظهوره. كما أنه يحدث اليوم، ويشخص في كل المجموعات الإثنية والعرقية.
    التشخيص
    يقسم المرضى الذين يعانون القهم إلى نمطين: النمط المحدِّد، ونمط الاستمتاع بالأكل أو النهم، وذلك وفقاً لطريقة كل منهم في إنقاص ما يتناوله من حريرات. فالمحدِّدون يمتنعون عن الأكل ولا يحتاجون إلى القيام بسلوك التفريغ، وهم يقللون على نحو كبير من تناولهم السكريات والأطعمة الحاوية على الدهن. فيما يميل المنتمون للنمط الآخر إلى الأكل في الحفلات الصاخبة ثم يلجؤون لتطهير أو تفريغ معدتهم وأمعائهم من الطعام بالإقياء المحدث ذاتياً أو بتناول المسهلات، وقد يحدث هذا النمط المعروف بنمط «الحفلة ـ التطهير» عند صغار السن ذوي الوزن الطبيعي أو المصابين ببدانة خفيفة الشدة.
    حُددت المؤشرات التي تؤكد وجود القهم في النمط المحدِّد بما يأتي:
    ـ خوف مركز من البدانة أو من اكتساب الفرد وزناً زائداً، حتى في أثناء نقص الوزن.
    ـ اضطراب في الطريقة التي يدرك بها الفرد وزنه وحجمه وشكله، وتأثير ذلك في تقييمه لذاته، وإنكار خطورة فقدان الوزن على الجسم.
    ـ رفض المحافظة على وزن الجسم عند أو أعلى من الحد الأدنى الطبيعي، وفقاً للعمر والطول (مثل خسارة الوزن للمحافظة على وزن الجسم يقل 15%عن المتوقع، الإخفاق في تحقيق زيادة متوقعة في الوزن في أثناء فترة النمو مما يؤدي إلى كون وزن الجسم 15% دون المتوقع).
    ـ غياب ثلاث دورات طمثية عند الإناث على الأقل بصورة متوالية، في الوقت الذي كان يتوقع فيه حدوثها (انقطاع الطمث البدئي أو الثانوي).
    في حين حُددت المؤشرات الدالة على النهم (نمط الاستمتاع) كما يأتي:
    ـ هجمات متكررة من أكل الحفلات (الاستهلاك السريع لكمية كبيرة من الطعام في وقت مبعثر، يقل عن ساعتين عادة).
    ـ الخوف في أثناء حفلات الأكل من عدم القدرة على إيقاف تناول الطعام.
    ـ الانخراط بصورة منتظمة بالإقياء المحدث ذاتياً، أو استخدام الملينات، أو اتباع حمية صارمة أو الصوم بغية مجابهة التأثيرات الناجمة عن حفلات الأكل.
    ـ معدل وسطي أدنى مقداره حفلتين للطعام في الأسبوع لمدة 3 أشهر على الأقل.
    ـ يتأثر تقييم الذات بوزن وشكل الجسم على نحو غير ملائم.
    العوامل والأسباب
    لايرجع القهم إلى أي أساس عضوي، بل يرجع في الواقع إلى خبرة ضاغطة ترتبط بالهوية الجسمية، حيث ترافقها مفاهيم واعتقادات خاطئة من جانب الفرد عن الأكل والوزن وشكل الجسم وصورته، وينجم عن ذلك انخفاض في مخزون الطعام في الجسم، ومن ثم يحدث نقص في الوزن.
    وثمة أبعاد سلوكية أساسية تكمن وراء ظهور هذا الاضطراب، تتمثل بالبحث عن الكمال وعدم الرضا العام وعدم القدرة على الضبط والسيطرة، وغالباً ما تعمل هذه الأبعاد عملها ضمن ثقافة المجتمع الذي يحيا به الفرد والخاصة بغرض الرشاقة وتحقيق معايير الجاذبية الجسمية.
    المظاهر السريرية
    من الممكن أن تحدث أعراض طبية خطيرة مع القهم نتيجة الجوع وسوء التغذية، كجفاف الجلد وميله للاصفرار، ووجود الزغب على الجذع والوجه والأطراف، كما تظهر اضطرابات في الدورة الدموية والقلب كانخفاض ضغط الدم المزمن وبطء ضربات القلب التي قد تصل إلى 20/دقيقة. ومع كثرة محاولة التقيؤ الذاتي تتضخم الغدد اللعابية وتتآكل ميناء الأسنان، كما يحدث الجفاف المزمن وعدم اتزان أيونات عناصر الجسم، ويزداد خطر حدوث الفشل الكلوي، إضافة إلى حدوث الإمساك والقرحة.
    تحدث اضطرابات النوم عند بعض المرضى المصابين بالقهم وتتضمن قصر فترة كمون مرحلة حركة العين السريعة، وبشكل مشابه لما يشاهد في حالة الاكتئاب. وتعدُّ المشكلات المتعلقة بالتنظيم الحروري وخاصة هبوط الحرارة شائعة جداً (في إحدى الدراسات سجلت لديهم درجات حرارة تتدنى عن 35درجة مئوية لدى 15% من المرضى). ويحدث هبوط الحرارة أيضاً عند بعض المرضى المصابين بالنهم وذوي الوزن الطبيعي.
    يعدُّ حدوث نقص تنسج نقي العظم أمراً شائعاً في القهم مع نقص في الكريات البيض وفقر الدم، ونادراً ما يكون هناك نقص في الصفيحات، ومن المعتاد أن تكون معدلات تثفل الكريات الحمر متدنية. ومن الناحية النفسية يصاحب القهم عدد من الاضطرابات النفسية يأتي في مقدمتها الاكتئاب والقلق والوساوس القهرية، وسوء استخدام العقاقير.
    المعالجة
    لاتتوافر دراسات منظمة ومضبوطة تخص معالجة هذه الاضطرابات، ولكن تشترك معظم الأنظمة العلاجية المستخدمة في الوقت الحالي في الدمج بين المعالجة النفسية (الفردية والعائلية) وتقانات تعديل السلوك، والتأهيل الغذائي. وتعطى المعالجة الدوائية- المؤلفة بصورة رئيسة من الأدوية المضادة للاكتئاب- للمرضى الذين يعانون الاكتئاب المشترك مع اضطرابات الأكل. ويبلغ معدل النجاح على المدى القصير في دراسات المتابعة نحو 70%. ويدفع الحدوث المتكرر للاختلاطات الطبية، واحتمال حدوث الموت في أثناء الطور الحاد أو طور التأهيل، إلى ضرورة وجود طبيب متمرن من الناحية الطبية والفيزيولوجية للإشراف على هذه الحالة مع فريق المعالجة. كما تحتاج بعض حالات القهم إلى إدخال المريض المستشفى، وإخضاعه إلى تغذية إجبارية فموية أو وريدية مدة طويلة، خوفاً من تعرضه للموت، لأن أجهزة الجسم قد تصبح عاجزة عن العمل بعد تعرضها للجوع الشديد مدة طويلة.
    وتعطى عادة السوائل مثل الحليب، والعصائر والحساء المصفاة بكميات متدرجة صغيرة متكررة يومياً لأيام عدة، حتى لا يتعرض المصاب للإسهال، للحصول على زيادة في الوزن تعادل 1.5 إلى 2كيلوغرام أسبوعياً، وحتى يصل وزن المريض إلى الوزن الطبيعي.
    إيمان عز
يعمل...
X