القماش غير المنسوج non-woven fabric، قماش لا تتبع في إنتاجه الأساليب التقليدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القماش غير المنسوج non-woven fabric، قماش لا تتبع في إنتاجه الأساليب التقليدية

    القماش غير المنسوج

    القماش غير المنسوج non-woven fabric، قماش لا تتبع في إنتاجه الأساليب التقليدية التي تعتمد مبدأ النسيج أو الحياكة وفق مواصفات معينة.
    لمحة تاريخية
    منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو يبحث عن وسائل تحميه من عوامل الطبيعة القاسية وشروط الطقس المتغيرة، فكانت الجلود أول مادة استخدمها لصناعة الملابس. ومع تطور حاجاته وزيادة استخداماته من المواد الاستهلاكية وخاصة المواد النسيجية، ومع التطور الكبير في المواد الأولية الصناعية والتركيبية ظهرت فكرة الحصول على سطوح نسيجية بطرائق سريعة وسهلة لتخفيض التكاليف المادية وتعدد الأصناف، وهكذا نشأت وتطورت فكرة إيجاد قماش من النوع غير المنسوج.
    وقد تطورت هذه الصناعة تطوراً كبيراً، في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، فتحسنت الإنتاجية واختُصِرت مراحل التصنيع، وروعي الاقتصاد فيها باعتمادها على مخلفات النسيج والعوادم والألياف غير الصالحة للنسيج العادي. وبغية تقليص المساحات اللازمة والآلات والطاقة واختصار الأيدي العاملة، وكل هذه الإيجابيات جعلت الأقمشة غير المنسوجة تحتل مكانة مرموقة في مجالات الحياة المختلفة، فقد شكَّل ما أنتجه العالم في العقد الأخير من القرن العشرين من الأقمشة غير المنسوجة أكثر من ثلاثة مليارات متر مربع.
    الأقمشة وتصنيفها
    تقسم الأقمشة المختلفة إلى:
    1ـ أقمشة منسوجة عادية وشبكية وبرية ومخيطة.
    2ـ أقمشة محيكة knitted fabric (تريكو)، ومنها ما هو مسدى، ومنها ما يجمع بين المحيك والمنسوج، ومنها ماهو محيك باللحمة الطولي والدائري.
    3ـ الأقمشة غير المنسوجة، تم تعريف الأقمشة غير المنسوجة منذ منتصف القرن العشرين تقريباً؛ بأنها أقمشة تجاوزت الطرائق التقليدية التشكيلية التي تعتمد مبدأ تقاطعات الخيوط الطولية والعرضية (السَدى واللحمة) وفق مواصفات محددة. وأهم ما يميز طرائق تشكيل السطوح القماشية غير المنسوجة أنها تعتمد على تجميع الشعيرات الطبيعية أو الألياف الصنعية وتكثيفها بحالتها العشوائية المتداخلة، من دون أي توازٍ فيما بين عناصرها ومعاملتها بطريقة الضغط بسماكات محددة حسب الحاجة والغاية من الاستعمال. كما هو مبين بالشكل (1).
    الشكل (1) توضع شعيرات القماش غير المنسوج
    بدأ إنتاج الأقمشة غير المنسوجة في الأربعينيات من القرن العشرين وبداية الخمسينيات، وفي عام 1960 بلغ إنتاج العالم من هذا القماش نحو 130ألف طن. وفي عام 1970 بلغ الإنتاج 180 ألف طن. ويبين الجدول (1) كميات إنتاج بعض دول العالم من هذه الأقمشة حسب طريقة تصنيعها.
    ويبين المخطط البياني (1) تطور زيادة إنتاج هذه المواد والتوسع في استخدامها.
    طريقة الإنتاج الولايات المتحدة الأمريكية اليابان أوروبا
    الميكانيكية الجافة 430000 200000 460000
    الكيميائية والمذيبات 340000 65000 409000
    الميكانيكية الرطبة والغمر 70000 20000 63000
    أساليب أخرى 130000 7000 94000
    المجموع 950000 292000 1026000
    الجدول (2)
    أنواع الأقمشة غير المنسوجة:
    تصنف الأقمشة غير المنسوجة اعتماداً على أموراً أهمها:
    1ـ مواصفات المُنتَج النهائي، وخاصة وزن المتر المربع، حيث تقسم إلى قماش خفيف أو متوسط أو ثقيل، ويتفق هذا التقسيم غالباً مع سمك القماش غير المنسوج.
    2ـ جهة الاستخدام النهائي، فهناك قماش الحشوات الخفيفة والحشوات المتوسطة وحشوات الفرش، والقماش الكثيف لحصائر النقل وحشوات مقاعد السيارات، وأنواع المناشف والمناديل وأغطية الطاولات ولباس العمليات الجراحية والمماسح وغيرها.
    3ـ نوع المادة الأولية، إذ يمكن استخدام جميع أنواع الشعيرات الطبيعية والصناعية وبأطوالها المختلفة تقريباً، وكذلك عوادم المنادف ونفايات الغزل والنسيج.
    4ـ التقسيم الفني، يتم عادة على أساس نسب توضع الشعيرات وقوى الشد بالاتجاهين الأفقي والعمودي.
    5ـ أساليب وطرائق تصنيع هذه الأقمشة، وتقسم هذه إلى:
    المخطط البياني (1)
    الشكل (2) إحدى طرائق إنتاج الأقمشة غير المنسوجة بالأسلوب الكيميائي
    أـ الأساليب الميكانيكية: وتشتمل على أقمشة بتركيبات العقد، كأقمشة الشباك وأقمشة بتركيبات العراوي كأقمشة الكورنيشة، وأقمشة بتركيبات الغرز بالإبر من خيوط أو شعيرات، والتلبيد، أي الحصول على لباد من شعيرات الصوف وهي طريقة قديمة، وخياطة الملف لإنتاج أقمشة بوساطة إبر تشبه إبرة الحياكة وتستعمل للحصول على الأقمشة العازلة كمواد التغليف، وكذلك أساس الجلد الصناعي، وخياطة السداء أو حياكتها (ماليمو). ويتم الإنتاج بهذه الطريقة بتجميع نظام واحد أو أكثر من الخيوط بوساطة الخياطة. تستخدم هذه الأنواع من الأقمشة في أعمال الزخرفة ووجوه المناشف، وكذلك خياطة القماش بخيوط وبرية بحيث يكون المنتج عاماً قماشا ًغير منسوج، والمثال على ذلك أقمشة المعاطف وغيرها.
    ب ـ الأساليب الكيميائية: وتشمل الأقمشة المصنعة بتشريب ملف من الألياف مادة سائلة لاصقة كالأقمشة المستخدمة في تبطين الطائرات والسفن والمصافي، والأقمشة الناتجة من لصق طبقات الألياف بالمعالجات الحرارية. ويبين الشكل (2) إحدى طرائق إنتاج الأقمشة غير المنسوجة بالأسلوب الكيميائي ويعتمد على طريقة الإذابة وغيرها من الطرائق الكيميائية.
    ج ـ الأساليب الكهربائية والإلكترونية: يبين الشكل (3) مراحل الأسلوب الكهربائي والإلكتروني في صنع الأقمشة غير المنسوجة.
    خطوط تصنيع القماش غير المنسوج الأكثر شيوعاً
    يتم تصميم خطوط تصنيع القماش غير المنسوج من حيث عدد المراحل وطريقة معالجة الشعيرات، وغرض التشغيل، وطريقة ربط الشعيرات، وطريقة تقطيع المنتج، وذلك وفقاً لطبيعة المنتج المطلوب. وفيما يأتي بعض نماذج خطوط تصنيع القماش غير المنسوج وهي الأكثر شيوعاً:
    الشكل (3) مراحل الأسلوب الكهربائي والإلكتروني
    1ـ المناديل الخفيفة :napkins وهي المناديل التي لا يتجاوز وزنها 50ـ80غ/م2، وكذلك الحشوات الخفيفة ويتألف خط إنتاجها من المراحل الآتية:
    تفتيح ـ تسريح ـ تسريح خاص ـ ربط مائي ـ آلة تجفيف ـ صقل (مكواة) ـ آلة لف ـ يضاف إليها قسم التقطيع الطولي واللف.
    2ـ قماش المماسح: ومراحل تصنيعها تفتيح ـ تسريح ـ آلة توضع عرضي ـ خط سحب ـ عدد من آلات التأبير ـ فرن تثبيت ـ لف وتقطيع.
    3ـ الجلد الصنعي: ويتطلب تصنيعه قماشاً أساساً له، وهذا قماش غير منسوج ويصنع كما يأتي:
    تفتيح ـ تسريح ـ توضع عرضي ـ جهاز سحب ـ جهاز تكثيف ـ مجموعة آلات تأبير ـ مجموعة اللف.
    4ـ قماش العزل الأرضي: ويستعمل لعزل الأسطح والأراضي الزراعية وقنوات المياه وفرش الطرقات، أما مراحل تصنيعه فهي:
    تفتيح ـ تسريح ـ توضع عرضي ـ سحب ـ آلات تأبير ـ آلة سحب ثانية ـ صقل (مكواة) ـ آلة لف.
    مراحل التشغيل والآلات المستعملة
    يتألف مصنع الأقمشة غير المنسوجة من: قسم التحضير ويضم آلة تفتيح الشعيرات، وآلة تنظيف أساسية ـ وآلة تنظيف المرتجعات، وآلة تفتيح الصوف، وندافة، وقسم الخلط، وقسم تسريح متعدد الأهداف.
    أما تحضير الملف، فيتم بطرائق متعددة منها الهوائي والميكانيكي والكيميائي والإلكتروني. وهناك أيضاً آلات خاصة لتصنيع الخيوط، وآلات للتدويرات، وآلات تسدية كاملة، وتسدية جزئية. وآلات حياكة بإبر ملسَّنة أو ذات خطافات، وآلات حياكة وخياطة خاصة لبعض أنواع الأقمشة التي تسمى ماليمو أو مانيبول.
    أ ـ مرحلة تفتيح الشعيرات والخلط: وفيها يتم فتح البالات وتكييفها، ثم تفتيح الشعيرات بتمريرها في مضارب تفرقها، ومن ثم تخلط المجموعة في خزانة تغذية شلالية قبل كردها (تجريدها).
    الشكل (4) مراحلة التسريح
    ب ـ مرحلة التسريح: وهي تضم عادة آلة تسريح خاصة لكل نوع من الشعيرات (غالباً تسريح صوفي)، وتنتهي هذه المرحلة بتشكل شاشة أو شاشتي كرد تؤخذ على عرضها كما هو موضح بالشكل (4).
    ج ـ مرحلة التوضيع العرضي: هي آلة تقوم بتبريد الشاشة أو الشاشتين الناتجتين ومدّهما متعاكسين (90درجة)، وإعطائهما العرض المطلوب والكثافة المطلوبة، حيث يصير المنتج شبه نهائي من حيث العرض والوزن بالمتر المربع.
    د ـ مرحلة الربط: وفيها يتم تشبيك الشعيرات أو ربطها بعضها ببعض بطريقتين أساسيتين هما:
    ـ الربط الميكانيكي: بغرزات الإبر من الأعلى أو من الأسفل أو من الجهتين معاً، حسب شدة الربط المطلوبة. وكذلك الربط بالنفث الهوائي أو النفث المائي، والربط بالخيوط أو الحياكة (الخياطة الطولية).
    ـ الربط الكيميائي: ويتم برش مواد لاصقة على الفرشة أو الشاشة أو تمريرها في مادة لاصقة ومن ثم تجفيفها.
    ـ الربط الحراري: ويتم بلصق الشعيرات حرارياً بضواغط خاصة، (وتستخدم هنا شعيرات حرارية لاصقة بنسبة معينة).
    ـ الربط المشترك: يمكن أن يتم الربط بعدد من وسائل الربط في آن واحد، ويسمى الربط المشترك.
    الشكل (5) توضيح بسيط لمرحلة السحب
    هـ ـ مرحلة السحب: هي عملية خاصة لتصنيع بعض المنتجات عن طريق إعادة توزيع الشعيرات، ومن ثم قوة الشد الطولية والعرضية بشكل أفضل. يبين الشكل رقم (5) توضيحاً بسيطاً لمرحلة السحب التي يمر بها الملف قبل مروره إلى مرحلة الكي أو الصقل.
    و ـ مرحلة الكي أو الصقل: وهي مرحلة إكساب السطح العلوي أو السفلي أو كليهما صقلاً حرارياً، وخاصة الأقمشة المتعددة الاستخدام السطحي. ويمكن أن تتم هذه العملية في فرن أو بوساطة آلة كي منفصلة حسب الحاجة.
    ز ـ مرحلة اللف والتقطيع: وهي المرحلة الأخيرة في خط التصنيع حيث يتم تحديد العرض وقص الزوائد، وتقطيع القماش حسب الطول المقرر.
    ح ـ إعادة القص والتحضير والتغليف: ويتم ذلك عادة في خطوط الفوط والمناشف والمناديل والمماسح وغيرها بأنواعها، حيث يكون التقطيع الطولي الجزئي مطلوباً، ومن ثم تحويل المنتج إلى مكنات الطي أو الترطيب بالسائل المطلوب ومن ثم التغليف. وتتم هذه العمليات في مصانع خاصة بها تسمى المصانع التفصيلية.ويبين الشكل (6) مرحلة التجهيز النهائي، وكيفية خروج القماش غير المنسوج من المكنة بعد تصنيعه.
    الشكل (6) مرحلة التجهيز النهائي
    استخدامات القماش غير المنسوج
    تمتاز صناعة الأقمشة غير المنسوجة بكثافة إنتاجها، حيث يبلغ إنتاج الخط الواحد أطناناً عدة في اليوم الواحد، وهي تغطي مجالاً واسعاً من الاستهلاك. تفتح هذه الصناعة آفاق استخدام جديدة وواسعة في جميع مجالات الحياة ومنها:
    ـ في مجال الملابس: حشوات الملابس والكتافيات وبطائن الأحذية وملابس الوقاية، ومرايل الأطفال في أثناء الأكل، وفوط التجفيف والفوط الصحية والقبعات والجلد الصناعي (المحافظ، أغلفة كاميرات التصوير، الأحذية الرياضية).
    ـ الأقمشة المنزلية: الفوط والمفارش والمراتب وأكياس الوسائد والوسائد نفسها والستائر واللباد الصناعي وأغطية الموائد والأرضيات والمماسح وأقمشة الموكيت بأنواعها، وغير ذلك من الاستخدامات المنزلية.
    ـ في المجالات الطبية: الألبسة الواقية للأطباء والأقنعة (الكمامات)، والمرايل الخاصة بأطباء الأسنان، والفوط الصحية والقطن الطبي والمناديل الجافة والرطبة ومواد الضماد الطبي.
    ـ الأغراض الصناعية: تغليف الأغذية والبطائن والمرشحات والأقمشة المبطنة، وحشوات مقاعد السيارات والمصافي وورق الجدران، وأقمشة الديكور والأقمشة العازلة للتدفئة والرطوبة والصوت. وكل ما ذكر لا يعدو جزءاً من الخدمات التي يؤديها القماش غير المنسوج الذي تجاوز استهلاكه العالمي في أواخر القرن العشرين600 ألف طن.
    معتصم الحسيني
يعمل...
X