بابتسامةٍ مقلوبةٍ نصبّحُ وبابتسامةٍ مقلوبةٍ نمسّي ترافقنا على الدّربِ عبراتٌ ، وتتعثّرُ بجثثِ آمالِنا خطانا الواهنة .... أضنانا الحلمُ العابثُ ، وأنهكتنا استحالةُ تحقيقهِ .... لم نعد نبصر سوى بشاعة الظّلامِ تطفئ كلَّ نورٍ واحداً تلوَ آخر .... وبابتسامةٍ مقلوبةٍ تكفهرُّ الأزاهير ُناطقةً بنذيرِ الآتي .... أعيانا الصّبرُ على اللّاحياة ....أنهكنا التّسليم ، ولم يبقَ لنا سوى تلكَ الابتسامةِ المقلوبةِ ؛ نتمسّكُ بها لنتذكّرَ أنّنا لم نمت بعد ....نتمسكُّ بها لئلّا تفلت منّا هذه الحفنةُ الحيّةُ الباقيةُ من الرّوحِ الموءودةِ ..... وبابتسامةٍ مقلوبةٍ أصبحنا على شمسٍ باهتةٍ ، وبها نمسّي على قمرٍ نحلّقُ نحوه ذاتَ حلمٍ .... وبابتسامةٍ مقلوبةٍ نتضرّعُ للإلهِ أنْ يقبضَ على الأرواحِ الهائمةِ في رفاتِ الحاضرِ.... وبابتسامةٍ مقلوبةٍ يحتُّ القدرُ هذه الأرواحَ .... ومازالت مقلوبةً هذه الابتسامةُ لَمّا تمّحِ بعد....