القندس
القندس beaver حيوان من الثدييات الصغيرة، من رتبة القوارض Rodentia. ويعد من أكبر القوارض المعروفة في العالم (الشكل 1). وهو ينتمي إلى رتبة القندسيات Castoridae والجنس Castor، يعيش على ضفاف الأنهار والجداول والبحيرات الكبيرة حيث تُنْشَأ السدود، فهو يبني جحوره عندها، ويختبئ فيها في أثناء النهار (الشكل 2). أرجله الخلفية تحورت للسباحة متخذة شكل المجاديف، وتنتهي أصابعه بمخالب.
ينتشر القندس في نصف الكرة الشمالي وفي أوربا؛ في مناطق الألب وإسكندنافيا، وحتى في سيبريا وأمريكا الشمالية. كما يعرف وجوده في سورية على ضفاف البليخ رافد نهر الفرات، وكذلك في العراق. ويُصاد بكثرة من أجل فرائه الثمين.
جسم القندس كبير مقارنة بالقوارض الصغيرة، ويزن نحو 27 كغ، ويصل طوله إلى نحو 90سم بما في ذلك الذيل. والحيوان قوي الأطراف، الخلفية منها أطول من الأمامية. وتبقى مؤخرة الجسم في أثناء المشي أعلى من مقدمته. ويستطيع القندس أن يقف منتصباً على قدميه اللتين يستخدمهما أيضاً في السباحة. يغطي الجسم فراء بني اللون ضارب للحمرة أو اللون السنجابي. ويوجد تحت شعر الفرو نمط آخر من الأشعار تمثل شعراً للحماية، وهي أشعار ملساء تمنع فقدان حرارة الجسم.
يحمل الرأس عينين و أذنين صغيرتين، وتوجد زوائد جلدية حول الأذنين والأنف تغلقها في أثناء السباحة. القواطع عند القندس قوية ونامية بشكل كبير، يستخدمها الحيوان كالإزميل في تقشير جذوع الأشجار (الشكل 3) وتقطيع الأغصان.
يحمل القندس عند شرجه شفعاً من الغدد الشرجية الضخمة، التي تطرح مفرزات دهنية ذات رائحة قوية يطلق عليها اسم كاستوريوم castoreum، استخدمت في الماضي في الصيدلة القديمة. ويضع القندس هذه المفرزات في الطريق الذي يسلكه؛ لتكون دليلاً لأفراد القندس الأخرى وتعريفها بأماكن السكن، وهي بهذه الصورة تعد لغة التواصل والتفاهم بينها.
ذيل القندس عريض ومسطح، يصل طوله إلى نحو 25 سم، تغطيه حراشف بيضوية الشكل أو مسدسة الأضلاع تتوضع في صفوف غير واضحة، أو تأخذ شكلاً فسيفسائياً، ويفصل بين الحراشف بعض الأشعار القصيرة التي تنمو في ثلم يفصل بينها.
حياته وبيئته
يعيش القندس في مجموعات «عائلية»، يصل عدد المجموعة منها إلى 8 أفراد. تبقى الصغار مع الكبار مدة أقصاها عامان، تحصل فيها على الرعاية والحماية ويقدَّم لها الغذاء. وتنضج جنسياً بعمر 3سنوات، وتصبح قادرة على التزاوج والإنجاب. وتلد الإناث بين شهري نيسان/أبريل وتموز/يوليو صغاراً ذات فراء.
يبلغ طول الصغير عند ولادته نحو 38سم، بما في ذلك الذيل، ويزن الواحد منها بين200و600غرام، عندها يكون لون الفراء أحمر بنياً. وهي تبقى ضمن «مسكنها» مدة شهر، ثم تخرج لتناول الغذاء والسباحة. يتم فطم الصغار بعد أسبوعين، وتصبح بحجم الأبوين بعد سنتين، حيث تبني مسكنها الخاص.
يعد القندس من أشهر الحيوانات البانية للجسور وهندستها، حيث يُنشئ على جداول الأنهار جسوراً يهدف من ورائها إلى إبطاء تدفق المياه؛ ولكي يبني مسكنه خلف السد. و يبني القندس سدوده عادة من أغصان الأشجار، ويصب عليها الوحل والطين، ثم يقوم ببناء مسكن له خلف السد على هيئة التنور (أو الفرن) مستخدماً الأعشاب والطحالب المائية، بعدها يصب عليها الوحل. ويستغرق هذا العمل سنوات عدة، وفي كل مرة يزيد القندس من ارتفاع المسكن حتى يصل أحياناً إلى المتر الواحد وعرضه نحو 2.5 متراً، يفرش أرضيته بالعشب والأخشاب. وعندما يوجد القندس في مستنقع من صنع إنسان يقوم القندس ببناء حاجز من الحجارة التي يغطيها بالوحل والنباتات المائية. كما يحفر القندس أقنية يبلغ طولها مئات عدة من الأمتار.
يتغذى القندس بأوراق الأشجار. وهو يخرج ليلاً لهذا الهدف، فهو ليلي النشاط nocturnal إذ نادراً ما يُرى القندس في أثناء النهار. ويقوم القندس بخزن الغذاء في جحره تحت الأغصان؛ ليتغذى به في فصل الشتاء.
يسبح القندس عادة تحت الماء، وعندما يشعر بخطر يدهمه فإنه يرفع ذيله نحو الأعلى، ثم يضربه في الماء بقوة، محدثاً صوتاً يبث الرعب في نفس الحيوان المهاجم، ثم يغطس في الماء مرسلاً في الهواء عموداً من الماء.
أهميته و أضراره
للقندس أهمية بيئية كبيرة، فهو عند بنائه السد ينشئ نظاماً بيئياً خاصاً، ففيما وراء السد تتكون بيئة مناسبة للعديد من الكائنات الحية المائية، كما أن إنشاء السدود يُمَكِّن من السيطرة على الفيض.
وفراء القندس السميك جميل المنظر غالي الثمن، لذلك يصطاد هذا الحيوان من أجل فرائه.
لكن يمكن للقندس أن يُلْحِق أضراراً بالغة بالأشجار ذات القيمة الاقتصادية مثل أشجار الجوز والصنوبر وغيرها من الأشجار إذ يقطعها بقواطعه الحادة القوية، ويقوم بالوقت نفسه بقطع الأغصان؛ ليستخدمها في بناء السدود وفرش الجحور.
بشير الزالق
الشكل (1) قندس الجبال Aplodontia أكثر القوارض ابتدائية |
ينتشر القندس في نصف الكرة الشمالي وفي أوربا؛ في مناطق الألب وإسكندنافيا، وحتى في سيبريا وأمريكا الشمالية. كما يعرف وجوده في سورية على ضفاف البليخ رافد نهر الفرات، وكذلك في العراق. ويُصاد بكثرة من أجل فرائه الثمين.
جسم القندس كبير مقارنة بالقوارض الصغيرة، ويزن نحو 27 كغ، ويصل طوله إلى نحو 90سم بما في ذلك الذيل. والحيوان قوي الأطراف، الخلفية منها أطول من الأمامية. وتبقى مؤخرة الجسم في أثناء المشي أعلى من مقدمته. ويستطيع القندس أن يقف منتصباً على قدميه اللتين يستخدمهما أيضاً في السباحة. يغطي الجسم فراء بني اللون ضارب للحمرة أو اللون السنجابي. ويوجد تحت شعر الفرو نمط آخر من الأشعار تمثل شعراً للحماية، وهي أشعار ملساء تمنع فقدان حرارة الجسم.
الشكل (2) يبني القندس مستعمرته في المجرى المائي بعد أن ينشئ بركة فيها |
يحمل القندس عند شرجه شفعاً من الغدد الشرجية الضخمة، التي تطرح مفرزات دهنية ذات رائحة قوية يطلق عليها اسم كاستوريوم castoreum، استخدمت في الماضي في الصيدلة القديمة. ويضع القندس هذه المفرزات في الطريق الذي يسلكه؛ لتكون دليلاً لأفراد القندس الأخرى وتعريفها بأماكن السكن، وهي بهذه الصورة تعد لغة التواصل والتفاهم بينها.
ذيل القندس عريض ومسطح، يصل طوله إلى نحو 25 سم، تغطيه حراشف بيضوية الشكل أو مسدسة الأضلاع تتوضع في صفوف غير واضحة، أو تأخذ شكلاً فسيفسائياً، ويفصل بين الحراشف بعض الأشعار القصيرة التي تنمو في ثلم يفصل بينها.
حياته وبيئته
الشكل (3) القندس الأمريكي Castor Canadensis يقشر جذور الأشجار بأنيابه الشبيهة بالأزميل |
يبلغ طول الصغير عند ولادته نحو 38سم، بما في ذلك الذيل، ويزن الواحد منها بين200و600غرام، عندها يكون لون الفراء أحمر بنياً. وهي تبقى ضمن «مسكنها» مدة شهر، ثم تخرج لتناول الغذاء والسباحة. يتم فطم الصغار بعد أسبوعين، وتصبح بحجم الأبوين بعد سنتين، حيث تبني مسكنها الخاص.
يعد القندس من أشهر الحيوانات البانية للجسور وهندستها، حيث يُنشئ على جداول الأنهار جسوراً يهدف من ورائها إلى إبطاء تدفق المياه؛ ولكي يبني مسكنه خلف السد. و يبني القندس سدوده عادة من أغصان الأشجار، ويصب عليها الوحل والطين، ثم يقوم ببناء مسكن له خلف السد على هيئة التنور (أو الفرن) مستخدماً الأعشاب والطحالب المائية، بعدها يصب عليها الوحل. ويستغرق هذا العمل سنوات عدة، وفي كل مرة يزيد القندس من ارتفاع المسكن حتى يصل أحياناً إلى المتر الواحد وعرضه نحو 2.5 متراً، يفرش أرضيته بالعشب والأخشاب. وعندما يوجد القندس في مستنقع من صنع إنسان يقوم القندس ببناء حاجز من الحجارة التي يغطيها بالوحل والنباتات المائية. كما يحفر القندس أقنية يبلغ طولها مئات عدة من الأمتار.
يتغذى القندس بأوراق الأشجار. وهو يخرج ليلاً لهذا الهدف، فهو ليلي النشاط nocturnal إذ نادراً ما يُرى القندس في أثناء النهار. ويقوم القندس بخزن الغذاء في جحره تحت الأغصان؛ ليتغذى به في فصل الشتاء.
يسبح القندس عادة تحت الماء، وعندما يشعر بخطر يدهمه فإنه يرفع ذيله نحو الأعلى، ثم يضربه في الماء بقوة، محدثاً صوتاً يبث الرعب في نفس الحيوان المهاجم، ثم يغطس في الماء مرسلاً في الهواء عموداً من الماء.
أهميته و أضراره
للقندس أهمية بيئية كبيرة، فهو عند بنائه السد ينشئ نظاماً بيئياً خاصاً، ففيما وراء السد تتكون بيئة مناسبة للعديد من الكائنات الحية المائية، كما أن إنشاء السدود يُمَكِّن من السيطرة على الفيض.
وفراء القندس السميك جميل المنظر غالي الثمن، لذلك يصطاد هذا الحيوان من أجل فرائه.
لكن يمكن للقندس أن يُلْحِق أضراراً بالغة بالأشجار ذات القيمة الاقتصادية مثل أشجار الجوز والصنوبر وغيرها من الأشجار إذ يقطعها بقواطعه الحادة القوية، ويقوم بالوقت نفسه بقطع الأغصان؛ ليستخدمها في بناء السدود وفرش الجحور.
بشير الزالق