قلعـة المضيـق
تقع قلعة المضيق على بعد 50كم تقريباً إلى شمال غربي حماة، تقوم على هضبة صخرية ترتفع قليلاً عن الهضبة الشرقية من وادي الغاب ـ العاصي، والتي تقع عليها مدينة أفاميا، وتشكل الهضبتان تلاً أثرياً ويفصل بينهما واد.
يرتبط تاريخ القلعة مع أفاميا في مختلف مراحله، فقد أقام سكان أفاميا حتى القرن الثالث عشر داخل الأسوار. بعد ذلك استقر سكانها في قلعتها «المضيق»، والتي ترجع تحصينات القرون الوسطى فيها إلى القرن الثالث عشر.
وإذا كان تاريخ أفاميا معروفاً على نحو جيد، فإن تاريخ قلعة المضيق أقل وضوحاً والمعلومات حولها يشوبها الغموض، وذلك بسبب عدم القيام بأي أعمال أثرية عند قمة القلعة. و في مطلع السبعينات من القرن العشرين أظهرت التنقيبات التي جرت عند قاعدة التل سوِّيات أثرية تعود إلى العصرين الحجري الحديث والبرونزي، وقد استمر الاستيطان فيها على امتداد العصور اللاحقة.
تذكر بعض المصادر أن القلعة دخلت في حوزة الرومان ومن ثم البيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون في القرن الهجري الأول بداية القرن السابع الميلادي. و في العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصناً منيعاً على قمة التل، وقام نور الدين الزنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 552هـ/1157م، ومن المرجح أنه رمم الأبراج والأسوار العباسية، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم. وبدأت القلعة تفقد أهميتها العسكرية في العهد العثماني ولكنها بقيت موقعاً استراتيجياً للاستيطان البشري، فاستمر فيها السكن حتى اليوم، حيث تعد القلعة الوحيدة في سورية التي لم تزل مأهولة.
على الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية التي لاتزال قائمة، تعطي فكرة واضحة عن فخامة وضخامة البناء الذي استخدمت فيه الحجارة الكلسية الجميلة التي نقلت من آثار المدينة التاريخية في أفاميا وأغلبها من أقرب أوابد هذه المدينة، وهو المسرح الذي يقع أسفل التل جنوباً، وأهم ما بقي من آثار القلعة هو:
المدخل: يقع في الجهة الجنوبية، بين برجين يؤمنان حماية جيدة له، ويقود إلى بوابة ذات طراز عربي أيوبي في غاية الجمال، توصل بدورها إلى داخل القلعة عبر ممر ذي سقف معقود مبني من الحجر المنحوت.
الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، والتي يبلغ قطرها الوسطي 300م، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم ذاته، وقد أزيل قسم من هذه الأسوار بسبب التعديات السكنية والانهيارات الطبيعية. تربط الأسوار بين الأبراج وتتداخل معها بقوة، وللقلعة تسعة عشر برجاً، يقوم برجا المدخل في منتصف الجهة الجنوبية وتتوزع بقية الأبراج على الأسوار، وتتميز بضخامة مبانيها وقوة تحصينها، خاصة من الجهتين الجنوبية والشرقية.
أما الأبراج من الجهة الغربية، فهي أقل عدداً وأصغر حجماً، وقد استعاض منها البناة بعدد كبير من مرامي السهام تنتشر بينها، وتؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر.
أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري منحوت من كل الجهات لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.
تحوي القلعة من الداخل عدداً من الأقبية القديمة التي تعود إلى فترة بناء وتحصين القلعة الأيوبية، وتتميز بسقوفها المعقودة المبنية من الحجر المنحوت، وتتمازج مع بعض الأقبية المملوكية وكثير من الأقبية العثمانية التي يستخدمها السكان منازل لهم. وينتشر في القلعة البناء الحديث الذي يعود إلى منتصف القرن العشرين. وقد قامت المديرية العامة للآثار مؤخراً باستملاك المباني الواقعة داخل القلعة تمهيداً لإنجاز أعمال الترميم والصيانة وتأهيل القلعة كمعلم تاريخي وسياحي.
إلياس بطرس
يرتبط تاريخ القلعة مع أفاميا في مختلف مراحله، فقد أقام سكان أفاميا حتى القرن الثالث عشر داخل الأسوار. بعد ذلك استقر سكانها في قلعتها «المضيق»، والتي ترجع تحصينات القرون الوسطى فيها إلى القرن الثالث عشر.
وإذا كان تاريخ أفاميا معروفاً على نحو جيد، فإن تاريخ قلعة المضيق أقل وضوحاً والمعلومات حولها يشوبها الغموض، وذلك بسبب عدم القيام بأي أعمال أثرية عند قمة القلعة. و في مطلع السبعينات من القرن العشرين أظهرت التنقيبات التي جرت عند قاعدة التل سوِّيات أثرية تعود إلى العصرين الحجري الحديث والبرونزي، وقد استمر الاستيطان فيها على امتداد العصور اللاحقة.
تذكر بعض المصادر أن القلعة دخلت في حوزة الرومان ومن ثم البيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون في القرن الهجري الأول بداية القرن السابع الميلادي. و في العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصناً منيعاً على قمة التل، وقام نور الدين الزنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 552هـ/1157م، ومن المرجح أنه رمم الأبراج والأسوار العباسية، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم. وبدأت القلعة تفقد أهميتها العسكرية في العهد العثماني ولكنها بقيت موقعاً استراتيجياً للاستيطان البشري، فاستمر فيها السكن حتى اليوم، حيث تعد القلعة الوحيدة في سورية التي لم تزل مأهولة.
قلعة المضيق |
المدخل: يقع في الجهة الجنوبية، بين برجين يؤمنان حماية جيدة له، ويقود إلى بوابة ذات طراز عربي أيوبي في غاية الجمال، توصل بدورها إلى داخل القلعة عبر ممر ذي سقف معقود مبني من الحجر المنحوت.
الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، والتي يبلغ قطرها الوسطي 300م، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم ذاته، وقد أزيل قسم من هذه الأسوار بسبب التعديات السكنية والانهيارات الطبيعية. تربط الأسوار بين الأبراج وتتداخل معها بقوة، وللقلعة تسعة عشر برجاً، يقوم برجا المدخل في منتصف الجهة الجنوبية وتتوزع بقية الأبراج على الأسوار، وتتميز بضخامة مبانيها وقوة تحصينها، خاصة من الجهتين الجنوبية والشرقية.
أما الأبراج من الجهة الغربية، فهي أقل عدداً وأصغر حجماً، وقد استعاض منها البناة بعدد كبير من مرامي السهام تنتشر بينها، وتؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر.
أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري منحوت من كل الجهات لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.
تحوي القلعة من الداخل عدداً من الأقبية القديمة التي تعود إلى فترة بناء وتحصين القلعة الأيوبية، وتتميز بسقوفها المعقودة المبنية من الحجر المنحوت، وتتمازج مع بعض الأقبية المملوكية وكثير من الأقبية العثمانية التي يستخدمها السكان منازل لهم. وينتشر في القلعة البناء الحديث الذي يعود إلى منتصف القرن العشرين. وقد قامت المديرية العامة للآثار مؤخراً باستملاك المباني الواقعة داخل القلعة تمهيداً لإنجاز أعمال الترميم والصيانة وتأهيل القلعة كمعلم تاريخي وسياحي.
إلياس بطرس