قوروش الأصغر
قوروش Kyros) Cyrus the Younger) أمير فارسي اشتهر في كتب التاريخ لارتباط اسمه بإحدى مغامرات المؤرخ اليوناني إكسنوفون (زينوفون) Xenophon، والواردة في كتابه الشهير «الصعود» أو «حملات قوروش» Anabasis. وهو الابن الأصغر للملك دارا (داريوس Darios) الثاني (424ـ405 ق.م) والملكة باروساتيس Parysatis. كان الابن المفضل عند والدته، ولم يكن قد بلغ سن الرشد عندما عهد إليه والده بأمور آسيا الصغرى سنة 408ق.م، وهناك في مدينة سارديس Sardes التقى القائد الاسبرطي لوساندر Lysander الذي طلب إلى قوروش مساندته في حرب البلوبونيز (431ـ404ق.م) Peloponnes ضد القوات الأثينية، وقد هيأ النصر الذي تحقق على يديهما صداقة قوية مع الاسبرطيين.
وفي سنة 405 ق.م، وإثر اشتداد المرض على دارا الثاني اُستدعي قوروش إلى العاصمة الفارسية حيث اتهمه أخوه الأكبر أردشير Artaxerxes بالخيانة لإبعاده عن العرش، لكن تدخل والدته باروساتيس مكَّنه من الهرب والعودة إلى آسيا الصغرى. هناك وبمساعدة الأصدقاء الاسبرطيين بدأ بجمع جيش من المرتزقة الإغريق لحرب أخيه الذي أعلن نفسه ملكاً. بلغ عدد أفراد جيش قوروش نحو عشرين ألف رجل وثلاثة آلاف فارس، كان من بينهم المؤرخ اليوناني إكسنوفون الذي زعم قوروش أمامه تمويهاً أنه أعدّ هذا الجيش لغزو مقاطعة بيسيديا Pisidia (جنوب آسيا الصغرى).
وفي ربيع سنة 401ق.م تحرك الجيش من دون أن يعرف أفراده وجهتهم الفعلية حتى وصولهم إلى ثابْساكوس Thapsacus على نهر الفرات. وإلى الجنوب منها وفي موقع كوناكسا Cunaxa (نحو 70كم شمال بابل) كان الملك الفارسي أرتاكسركسيس (أردشير) تحصن في موقع دفاعي على رأس ثلاثين ألفاً من المشاة وألفين وستمئة فارس (بحسب أفضل دراسة مناقضة لما ذكره إكسنوفون). ومنذ بداية المعركة فقد قوروش معظم فرسانه مما أدى إلى تحطيم مشاته، وعندما قام بهجوم يائس على قيادة أخيه تمكن حراس الملك من قتل الأمير الثائر.
تصف الدراسات الحديثة ـ من واقع كتابات اكسنوفون ـ قوروش بأنه كان متهوراً وسطحياً في كثير من الأمور، وإن كان سحره الشخصي وعزيمته وطريقة قيادته وكرمه مع حاشيته تؤهله لأن يصبح حاكماً عظيماً فيما لو قُدّر له أن ينتصر في حربه ضد أخيه.
مفيد رائف العابد
قوروش Kyros) Cyrus the Younger) أمير فارسي اشتهر في كتب التاريخ لارتباط اسمه بإحدى مغامرات المؤرخ اليوناني إكسنوفون (زينوفون) Xenophon، والواردة في كتابه الشهير «الصعود» أو «حملات قوروش» Anabasis. وهو الابن الأصغر للملك دارا (داريوس Darios) الثاني (424ـ405 ق.م) والملكة باروساتيس Parysatis. كان الابن المفضل عند والدته، ولم يكن قد بلغ سن الرشد عندما عهد إليه والده بأمور آسيا الصغرى سنة 408ق.م، وهناك في مدينة سارديس Sardes التقى القائد الاسبرطي لوساندر Lysander الذي طلب إلى قوروش مساندته في حرب البلوبونيز (431ـ404ق.م) Peloponnes ضد القوات الأثينية، وقد هيأ النصر الذي تحقق على يديهما صداقة قوية مع الاسبرطيين.
وفي سنة 405 ق.م، وإثر اشتداد المرض على دارا الثاني اُستدعي قوروش إلى العاصمة الفارسية حيث اتهمه أخوه الأكبر أردشير Artaxerxes بالخيانة لإبعاده عن العرش، لكن تدخل والدته باروساتيس مكَّنه من الهرب والعودة إلى آسيا الصغرى. هناك وبمساعدة الأصدقاء الاسبرطيين بدأ بجمع جيش من المرتزقة الإغريق لحرب أخيه الذي أعلن نفسه ملكاً. بلغ عدد أفراد جيش قوروش نحو عشرين ألف رجل وثلاثة آلاف فارس، كان من بينهم المؤرخ اليوناني إكسنوفون الذي زعم قوروش أمامه تمويهاً أنه أعدّ هذا الجيش لغزو مقاطعة بيسيديا Pisidia (جنوب آسيا الصغرى).
وفي ربيع سنة 401ق.م تحرك الجيش من دون أن يعرف أفراده وجهتهم الفعلية حتى وصولهم إلى ثابْساكوس Thapsacus على نهر الفرات. وإلى الجنوب منها وفي موقع كوناكسا Cunaxa (نحو 70كم شمال بابل) كان الملك الفارسي أرتاكسركسيس (أردشير) تحصن في موقع دفاعي على رأس ثلاثين ألفاً من المشاة وألفين وستمئة فارس (بحسب أفضل دراسة مناقضة لما ذكره إكسنوفون). ومنذ بداية المعركة فقد قوروش معظم فرسانه مما أدى إلى تحطيم مشاته، وعندما قام بهجوم يائس على قيادة أخيه تمكن حراس الملك من قتل الأمير الثائر.
تصف الدراسات الحديثة ـ من واقع كتابات اكسنوفون ـ قوروش بأنه كان متهوراً وسطحياً في كثير من الأمور، وإن كان سحره الشخصي وعزيمته وطريقة قيادته وكرمه مع حاشيته تؤهله لأن يصبح حاكماً عظيماً فيما لو قُدّر له أن ينتصر في حربه ضد أخيه.
مفيد رائف العابد