عندما يستغني الفنان عن جماله لأجل دوره.. كيف ترون ظهور عرفة هذا العام؟
نجحت الفنانة “أمل عرفة” بعد كل عمل تشارك به، في إثبات قدراتها التمثيلية الممتازة، وصوابية الابتعاد عن معوقات حركة الوجه. كعمليات الشد التي لجأت إليها بعض زميلاتها.
و رغم تخوف جمهور “عرفة” من فكرة مشاركتها بثلاثة أعمال بيئة شامية بذات الموسم، حرصاً عليها من ألا تقع بفخ التكرار. إلا أنها أطلت بثقة عالية وعاكست الاعتقاد السائد مبرهنةً لهم العكس.
وهذه المرة كانت أدواتها ملامح وجهها، فدماء “إخلاص” في “حارة القبة” التي ملأت جبينها وفمها جراء تعرضها للضرب المبرح من قبل زوجها وضرتها. أوصلت حقيقة معدنها كأنثى صابرة، كما هي معروفة في حارتها.
ولا سيما كما يتضح لمن يتابع العمل أنها تخبّئ أمراً ما، أوحت بذلك من خلال نظرات عينيها. فهي لا تتكلم ولا تنطق حتى أن دموعها لم تنسكب بغزارة دفاعاً وإصراراً عن ما تخفيه. كإشارة لمزيد من المقاومة، إلا أن نظرتها الخامدة تكشف مدى الوجع الذي تعرض له جسدها أيضاً.
وبذات الوقت استغنت عن جمالها وتسريحة شعرها، فـ”عرفة” وحسب مسيرتها الماضية، تخلت عن كل ما يغري الأنثى، وأسقطته أرضاً، فما يعنيها هو أن توصل رسالة شخصية بشتّى السبل.
وعلى سبيل المثال “عشتار” وما تعرضت له من تنمر ومعاناة بسبب شكلها، إلا أنها لم تتخلَ عن صفاتها الشخصية وطبيعتها حتى بعد أن خضعت للتجميل في العمل.
فها هي “عرفة” تجيد إعادة الاعتبار لأهمية تفاصيل الوجه في مجال التمثيل، وضرورة الحفاظ على المرونة بأجزائه. فلا يمكن أن ترى شخصاً يبكي ويتوجع ويضحك وهو بذات الوجه. دون تعابير تعبر عنها خطوطه وحركة الشفاه حتى حركات العيون، ولا سيما الأخيرة التي تتمتع بقدرة على إيصال أقوى الرسائل عوضاً عن مائة كلمة.
يحسب لـ”عرفة” تلك الشجاعة مقارنة بغيرها، وجسدتها بوجه محروق نوعاً ما خلال “زقاق الجن” هذا العام أيضاً، عندما رمت نفسها بالنار لتنقذ ابن أخيها بعد أن أشعل أحدهم النار بالغرفة. وحظيت حروق وجهها وبطولتها المزيد من الإعجاب، وتصدرت التريند لعدة أيام بعد عرض المشهد.
وتواصل “عرفة” سيرها على طريق الاختلاف كما عهدها جمهورها، في تجارب لم تغيّبها زحمة وسائل التواصل الاجتماعي والوجوه الجديدة. فدورها “غادة” بـ”غزلان في غابة الذئاب”، لايزال حاضراً، وصراخها عند نوبات “الهلع”،حتى نظرات خيبتها وخوفها حية في ذاكرة جمهور العمل.
ويبقى متابعو “عرفة” يحتفون بها وبجمالها الطبيعي، الذين حفظوه عن ظهر قلب، مشيدين بها كونها لم تكن إحدى ضحايا التجميل المبالغ به. فما يهمها هو تركيزها على الدور والوصول لأعلى مستوى من الأداء.
يذكر أن الجمهور سبق وانتقد أشكال بعض الممثلين في أعمال البيئة الشامية، غير الملائمة لفترته الزمنية، فذاك الوقت لم تكن عمليات التجميل موجودة. ورغم ذلك أصر بعض المخرجين انتقاء أسماء غير ملائمة. بعيداً عن أي اعتبار لمصداقية الحدث والزمان والمكان.