عيناك والبحر
قمر صابوني / بيروت
عيناك والبحر
أرجوحة تدلّت
من سماء أيلول
بتلك التّسهيبة
الطّويلة الغسق
فاصفرّ شجر قلبي
بلون الحبّ
اذا ما تجمّد في مقلتيك الباردتين
وانحنى الدّمع
لانكسارة القمر ..
بكت على شرفتي
نورسة الشّوق
استفزّت جوارحي الدّامية
سال قطر دمي
على شفاه الغيم
واشتعل البرق
حميم نبض ..
رحت أقلب الذّكريات
بين قضبان الجّمر
لم أخش على أصابع أناي من الاحتراق
إنّما خشيت
إن نأت عنّي نار قدرك
أن أفقد لذّة الوجع ..
كلّ خريف البلاد
ينذر بقدوم الشّتاء
لكنّ حبّك لبسني صيفا
فبتّ لا أتوارى بأصداف الغياب
ولا أخشع أن
تفضح لهفتي
عين الشّمس..
أيّ ابتلاء هذا الجنون
مازال يرسم هالات العشق
بمجداف شريانك
فرست سفنك
عند شواطىء روحي من حجر
وكم أعددت لك قهوة الصّباح
على أمواج الوعود
فسكبت على جرائد فساتيني
مرّ كاسات الهجر ..
ها أنا لازلت أنحت خصر الأيّام
لأفكّ زنّار الشّفق
ماهمّني إن أنت من قرب ابتعدت
فمن يجرفه ملح المدّ
لابدّ أن يعود
ليفكّ ضفائر
الجّزْر ..