شرف القصيدة
شعر
د. بديع عليوة / مصر
أواهُ يا مدحَ النبي أخذْتَني
مِن كلِّ دنياي التي أهواها
أضحى هوايَ محمديًّا كلُّه
ووهبتُ روحي راضيًا برضاها
ومددتُ أشرعةَ الحنين ملبّيا
وسموتُ فوق طبيعتي وسماها
وزرعتُ في قِمَمِ المعالي أنجُمِي
تأوي إليها أحرفِي وبهاها
وسقيتُها مِن ماءِ رُوحي راجيًا
أنْ تلمسَ النّورَ الذي أحياها
الشِّعرُ لا يرقى لمدحِك سَيِّدي
منكَ القصائدُ تستمدُّ نداها
ما حيلةُ الأشعارِ يقطرُ عجزُها
أشعاريَ ازدانتْ بمدحيَ طه
النورُ أنت بدايةً ونهايةً
والروحُ ترجو من ضياكَ ضياها
يا سيّدي إنِّي بحبِّك سيِّدٌ
نلتُ الكرامةَ واعتليتُ رباها
لما مدحتُك حزتُ كلَّ فضيلةٍ
وسموتُ قدرًا واتخذتُك جاها
شرفُ القصيدةِ حين أمدحُ سيِّدي
أرقى بها فوق السما وعُلاها
شَرَفُ القصيدةِ حين تخدمُ غايةً
تهدي الأنامَ بفضلِها وتقاها
شرفُ القصيدةِ حين تصبحُ دعوةً
للخيرِ ترجو أن تنالَ جزاها
شرفُ القصيدةِ حين تبعثُ أمةً
مِن جهلِها وتُقيمُ مِن موتاها
شرفُ القصيدةِ حين تردعُ ظالمًا
وتُعينُ مظلومًا وتُطعم فاها
يا أشرفَ الرُّسلِ الكرامِ ورحمةً
للعالمين وحصنَها ومناها
زكّى العظيمُ بجودِه أخلاقَكم
جلَّ الثناءُ وجلَّ من زكّاها
ما زال أحمدُ في النفوس حقيقةً
تَهدي النفوسَ بهديها وهداها
ما زال أحمدُ في القلوبِ محبةً
تَهدي القلوبَ رُقيَّها وسناها
صلى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورى
وكذا الملائكُ صُبحَها ومَساها
صلوا عليهِ لكي تنالوا صحبةً
فهو السعادةُ في عظيمِ صفاها