تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السُّلمية، صحابية جليلة وشاعرة مخضرمة، اشتهرت بالوفاء وقوة الشخصية وصلابة الموقف، وعرفت بتشبيه لها بالبقرة الوحشية في حسن عينيها وارتفاع أرنبتيها، وولدت وعاشت في الجاهلية، وأدركت الإسلام واعتنقته فخلدها شعرها ومواقفها.
المولد والنشأة
لا يوجد للخنساء تاريخ ميلاد مضبوط يركن إليه، غير أن الثابت أنها ولدت بنجد في الجاهلية، وعاشت فيها أكثر عمرها، في كنف بيت سُلمي عُرف بالوفرة والمنعة.
وكانت الخنساء وحيدة لأب عزيز وأخوين كريمين، وأحيطت بعناية كاملة ورعاية فائقة، فتربت على ما تتربى عليه فضليات فتيات العرب من الأخلاق، مثل عزة النفس ورعاية البيت وخدمة رجالهن، وزادت بالشعر فكانت من نوادر شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام.
ولم تخرج الخنساء من كنف أهلها إلا إلى المحيط القريب، فرفضت الزواج من دريد بن الصمة الجشمي حتى تنال أحد أبناء عمومتها، وهو ما أدركته لاحقا حين تزوجها رواحة بن عبد العزيز السلمي، ومن بعده مرداس بن أبي عامر السلمي.
تعليق