القعقاع بن عمرو التميمي
(… ـ 40هـ/… ـ 660م)
قائد، صحابي، فارس، شاعر، أسلم في السنة التاسعة للهجرة، قدم مع وفد قبيلته تميم إلى المدينة المنورة مبايعاً الرسولr ومعلناً إسلامه. قال القعقاع: «قال لي رسول اللهr: «ما أعددت للجهاد؟ قلت: طاعة الله ورسوله والخيل، قال: تلك الغاية». ظهر القعقاع وبرز واحداً من كبار القادة والفرسان المسلمين في الحروب والمعارك التي شارك فيها، وأبدى خلالها ضروباً من الشجاعة والعبقرية والقيادة الحكيمة، ومن هنا قال فيه أبو بكر الصدّيقt: «لايهزم جيشٌ فيه هذا الرجل، لَصَوتُ القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل». أسهم في حروب الردة، فقد كلفه الصدّيقt القضاء على مرتدي بني كعب، وقال له: «يا قعقاع: سر حتى تغير على علقمة بن علاثة لعلك أن تأخذه لي أو تقتله»، وتمكن من تنفيذ أولى المهام القتالية المسندة إليه بنجاح، وأبلى أحسن البلاء في حروب تحرير العراق والشام. شهد مع خالد بن الوليد معركة كاظمة، واستطاع ببداهة القائد إنقاذ قائده من مكيدة دبرها له هرمز القائد الفارسي. كان قائداً عظيماً، وقدوةً لجنوده في الأوقات كافة، شارك في معركة اليرموك حيث قاد أحد الكراديس بعد أن رافق خالد بن الوليد في توجهه إلى الشام لمساندة القوات الإسلامية هناك، وقد جاء كتاب الخليفة أبي بكرt بمسير خالد وقسمٍ من القوات إلى الشام في أوائل سنة 13هـ/634م، ومعركة فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة هـ، اشترك في حصار دمشق وفتحها، فقد كان واحداً ممن تسلقوا السور وفتحوا أبوابها. عاد بعدها إلى العراق لمتابعة الجهاد تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وصادف وصوله إليها في اليوم الثاني من معركة القادسية والمعروف بيوم أغواث الذي صادف يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان 15هـ/20 أيلول/سبتمبر 636م، وزع قواته مجموعاتٍ صغيرة، وجعلها تتقدم بفواصل زمنية، وحين وصولها رَدد بصوتٍ عالٍ: الله أكبر، الأمر الذي أثر في نفوس القوات الفارسية. وتجلت عبقرية القعقاع القائد المبدع، في وضع براقع على الجمال على نحوٍ أثار الخوف في الخيول الفارسية، ولقي الفرس من جراء ذلك أكثر مما لقيه المسلمون من الفيلة، وكان ذلك رداً على استخدام القوات الفارسية الفيلة والتأثير الكبير الذي أوقعته بالقوات الإسلامية، ونتيجة لذلك التأثير النفسي والمادي الذي أوقعه استخدام الفيلة من قبل الفرس على المقاتلين المسلمين؛ نادى سعدٌt، القعقاع وشقيقه عاصماً وقال: يا معشر تميم! ألستم أصحاب الإبل؟ وطلب إليهما أن يجدا طريقةً تكفي الجيش الإسلامي مخاطر الفيلة، فأسهم وشقيقه عاصم بفقء أعين الفيلة فولت الأدبار وأوقعت من على ظهرها وداست جنود الفرس. عُيّن قائداً لكتيبة الخرساء التي أسند إليها القيام بمطاردة القوات الفارسية الهاربة من ميدان القادسية، حتى جلولاء، ثم شارك في معركة نهاوند، التي فتحت الطريق لفتح بلاد خراسان، وكان دوره فيها عظيماً، وبرزت فيها عبقرية القائد الفذ حيث تمكن من اقتحام المدينة وفتح أبوابها، وحينما فرَّ الفيرزان قائد القوات الفارسية باتجاه همذان، طارده القعقاع وقتله. انتهى به المطاف إلى العودة إلى الكوفة واتخاذها دارة سكن وإقامة، فعينه واليها سعيد بن العاص مسؤولاً عن شؤون الحرب فيها، كان وفياً لقيادته؛ فلما حوصر الخليفة عثمان بن عفانt توجه إلى المدينة المنورة على رأس جيشٍ كبير لنصرته، ولكنه وصل بعد فوات الأوان. كان من أنصار الإمام علي بن أبي طالبt، أرسله سفيراً إلى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكادت مهمته تتكلل بالنجاح لولا تدخل المفسدين والمتضررين من حصول الصلح، شارك مع الإمامt عنه في يوم الجمل وصفين. كان شاعراً، فارساً، قائداً عبقرياً، وإدارياً ناجحاً، بعيد النظر، كريماً، شهماً سمح النفس، كرّس حياته للجهاد في سبيل الله ونشر رسالة الدين الجديد في العديد من الأقطار، زاهداً في الدنيا، فلم يترك مالاً ولا عقاراً، مثالاً للانضباط، توفي في الكوفة، ومن شعره يوم فحل:
كمْ مِنْ أبٍ لي قد ورثتُ مقالَهُ
جمِّ المكارمِ بَحْرُهُ تيّارُ
ورثَ المكارمَ عن أبيهِ وجدّهِ
فبنى بناءهم له استبصارُ
وغداةَ فحلٍ قد رأوني مُعْلَماً
والخيلُ تمخطُ و البلا أطوارُ
يومَ الرّداعِ فعند فحلٍ ساعةٌ
وخزُ الرّماحِ عليهم مدرارُ
وقال في القادسية:
ولمْ تعرفِ الخيلُ العرابُ سواءَنا
عشيّةَ أغواثٍ بجنب القوادسِ
عشيّةَ رُحْنَا بالرماحِ كأنَّها
على القومِ ألوانُ الطَّيورِ الأساوسِ
عبد الله حسين
(… ـ 40هـ/… ـ 660م)
قائد، صحابي، فارس، شاعر، أسلم في السنة التاسعة للهجرة، قدم مع وفد قبيلته تميم إلى المدينة المنورة مبايعاً الرسولr ومعلناً إسلامه. قال القعقاع: «قال لي رسول اللهr: «ما أعددت للجهاد؟ قلت: طاعة الله ورسوله والخيل، قال: تلك الغاية». ظهر القعقاع وبرز واحداً من كبار القادة والفرسان المسلمين في الحروب والمعارك التي شارك فيها، وأبدى خلالها ضروباً من الشجاعة والعبقرية والقيادة الحكيمة، ومن هنا قال فيه أبو بكر الصدّيقt: «لايهزم جيشٌ فيه هذا الرجل، لَصَوتُ القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل». أسهم في حروب الردة، فقد كلفه الصدّيقt القضاء على مرتدي بني كعب، وقال له: «يا قعقاع: سر حتى تغير على علقمة بن علاثة لعلك أن تأخذه لي أو تقتله»، وتمكن من تنفيذ أولى المهام القتالية المسندة إليه بنجاح، وأبلى أحسن البلاء في حروب تحرير العراق والشام. شهد مع خالد بن الوليد معركة كاظمة، واستطاع ببداهة القائد إنقاذ قائده من مكيدة دبرها له هرمز القائد الفارسي. كان قائداً عظيماً، وقدوةً لجنوده في الأوقات كافة، شارك في معركة اليرموك حيث قاد أحد الكراديس بعد أن رافق خالد بن الوليد في توجهه إلى الشام لمساندة القوات الإسلامية هناك، وقد جاء كتاب الخليفة أبي بكرt بمسير خالد وقسمٍ من القوات إلى الشام في أوائل سنة 13هـ/634م، ومعركة فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة هـ، اشترك في حصار دمشق وفتحها، فقد كان واحداً ممن تسلقوا السور وفتحوا أبوابها. عاد بعدها إلى العراق لمتابعة الجهاد تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وصادف وصوله إليها في اليوم الثاني من معركة القادسية والمعروف بيوم أغواث الذي صادف يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان 15هـ/20 أيلول/سبتمبر 636م، وزع قواته مجموعاتٍ صغيرة، وجعلها تتقدم بفواصل زمنية، وحين وصولها رَدد بصوتٍ عالٍ: الله أكبر، الأمر الذي أثر في نفوس القوات الفارسية. وتجلت عبقرية القعقاع القائد المبدع، في وضع براقع على الجمال على نحوٍ أثار الخوف في الخيول الفارسية، ولقي الفرس من جراء ذلك أكثر مما لقيه المسلمون من الفيلة، وكان ذلك رداً على استخدام القوات الفارسية الفيلة والتأثير الكبير الذي أوقعته بالقوات الإسلامية، ونتيجة لذلك التأثير النفسي والمادي الذي أوقعه استخدام الفيلة من قبل الفرس على المقاتلين المسلمين؛ نادى سعدٌt، القعقاع وشقيقه عاصماً وقال: يا معشر تميم! ألستم أصحاب الإبل؟ وطلب إليهما أن يجدا طريقةً تكفي الجيش الإسلامي مخاطر الفيلة، فأسهم وشقيقه عاصم بفقء أعين الفيلة فولت الأدبار وأوقعت من على ظهرها وداست جنود الفرس. عُيّن قائداً لكتيبة الخرساء التي أسند إليها القيام بمطاردة القوات الفارسية الهاربة من ميدان القادسية، حتى جلولاء، ثم شارك في معركة نهاوند، التي فتحت الطريق لفتح بلاد خراسان، وكان دوره فيها عظيماً، وبرزت فيها عبقرية القائد الفذ حيث تمكن من اقتحام المدينة وفتح أبوابها، وحينما فرَّ الفيرزان قائد القوات الفارسية باتجاه همذان، طارده القعقاع وقتله. انتهى به المطاف إلى العودة إلى الكوفة واتخاذها دارة سكن وإقامة، فعينه واليها سعيد بن العاص مسؤولاً عن شؤون الحرب فيها، كان وفياً لقيادته؛ فلما حوصر الخليفة عثمان بن عفانt توجه إلى المدينة المنورة على رأس جيشٍ كبير لنصرته، ولكنه وصل بعد فوات الأوان. كان من أنصار الإمام علي بن أبي طالبt، أرسله سفيراً إلى السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكادت مهمته تتكلل بالنجاح لولا تدخل المفسدين والمتضررين من حصول الصلح، شارك مع الإمامt عنه في يوم الجمل وصفين. كان شاعراً، فارساً، قائداً عبقرياً، وإدارياً ناجحاً، بعيد النظر، كريماً، شهماً سمح النفس، كرّس حياته للجهاد في سبيل الله ونشر رسالة الدين الجديد في العديد من الأقطار، زاهداً في الدنيا، فلم يترك مالاً ولا عقاراً، مثالاً للانضباط، توفي في الكوفة، ومن شعره يوم فحل:
كمْ مِنْ أبٍ لي قد ورثتُ مقالَهُ
جمِّ المكارمِ بَحْرُهُ تيّارُ
ورثَ المكارمَ عن أبيهِ وجدّهِ
فبنى بناءهم له استبصارُ
وغداةَ فحلٍ قد رأوني مُعْلَماً
والخيلُ تمخطُ و البلا أطوارُ
يومَ الرّداعِ فعند فحلٍ ساعةٌ
وخزُ الرّماحِ عليهم مدرارُ
وقال في القادسية:
ولمْ تعرفِ الخيلُ العرابُ سواءَنا
عشيّةَ أغواثٍ بجنب القوادسِ
عشيّةَ رُحْنَا بالرماحِ كأنَّها
على القومِ ألوانُ الطَّيورِ الأساوسِ
عبد الله حسين