الباحث عن الكوكب
استخدم فريق من الباحثين مستكشف الكواكب ذا الدقة والسرعة الإشعاعية العالية (HARPS) للمرصد الأوروبي الجنوبي لاكتشاف أحد الكواكب الغريبة ضئيلة الكتلة خارج مجموعتنا الشمسية والذي يُعرف بـ (exoplanet).
يدور هذا الكوكب حول النجم القزم الأحمر (Ross 128)، ومن الملحوظ أن هذا الكوكب يمتلك كتلة قريبة جدًا من كتلة الأرض.
في حقيقة الأمر يُعتقد أن ذلك الكوكب -والذي أصبح يُعرف رسميًا بـ (Ross 128 b)- قريب الشبه بالأرض وذلك لتساوي حجمهما تقريبًا وتقارب درجة حرارة سطحيهما.
ويبعد فقط هذا الكوكب عن نظامنا الشمسي حوالي 11 سنة ضوئية، ما يجعله ثاني أكثر الكواكب تشابهًا في درجة حرارة السطح قربًا للأرض التي اكتشفت حتى الآن.
بكل وضوح، يتكشَّف لنا العالم من حولنا أكثر فأكثر من بعد اكتشاف النجم (Proxima b) مؤخرًا.
يقول (نيقولا أوستيديللو) من جامعة جنوة والذي شارك في كتابة الورقة البحثية التي أوضحت تفاصيل اكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية في سبق صحفي: «هذا الاكتشاف كان نتيجة عمل وجهد لأكثر من عقد من الزمان للمرصد الأوروبي الجنوبي ومُستكشف الكواكب (HARPS) في المراقبة المُكثفة، وبمساعدة العديد من البيانات العلمية وطرق التحليل الفنية.
المرصد الأوروبي الجنوبي هو الوحيد الذي أوضح ذلك الاكتشاف بدقة شديدة، فهو يُعد الأفضل من نوعه في اكتشاف الكواكب، فقد حصلنا على تلك النتائج والاكتشافات بعد 15 عامًا فقط من بدء عمله».
لاحظ فريق العمل أنه في حين أن معظم كواكب النجوم الأقزام الحمراء تُعاني من الهالات الشمسية التي تغمرها بالإشعاعات المُميتة، إلا أن (Ross 128b) يُعد من النجوم الهادئة.
ونتيجة لذلك، فإن كواكبه تُعد الأكثر ملائمة لاستضافة أي شكل من أشكال الحياة.
لذلك فإن اكتشافنا لذلك الشبيه بالأرض من النقاط المُضيئة في تاريخ استكشاف الفضاء.
يُخبرنا (إكزافيير بونفي) من معهد علوم الكواكب والفيزياء الفضائية لجامعة جرينوبل في بريد إلكتروني أرسله لنا: «يُعد قنطور بروكسيما نشطًا بشكل خاص، من خلال الهالات الشمسية عالية القوة والمتكررة والتي تقوم بدورها في إضعاف تأثير الغلاف الجوي للكواكب المحيطة به إن لم يُجردهم منه.
لكن (Ross 128) يُعد من أهدأ النجوم المُحيطة بنا، بالرغم من بُعده إلى حد ما عنَّا، إلا أنه يُعد البديل الأمثل لكوكب الأرض».
يبلغ مدار (Ross 128) عشرين مرة أقرب من المسافة بين الأرض والشمس، ولكن الكوكب يستقبل إشعاعات بمقدار 1.38 مرة أكثر من الأرض، ما يُحافظ على اتزان درجات حرارته والتي تترواح بين -60 إلى 20 درجة سيليزية (-76 إلى 68 فهرنهايت).
ولكن في حين أنَّ العلماء توصلوا بالفعل إلى إثبات صحة درجات الحرارة هذه إلا أن السؤال مازال مطروحًا، هل يقع هذا الكوكب في المنطقة القابلة للحياة بالنسبة للنجم الذي يدور حوله؟ أو بطريقة أخرى هل يُمكن للماء أن يتواجد على سطح هذا الكوكب؟
يضيف (نيقولا أوستيديللو): «بعد عشر سنوات من الآن سيكون باستطاعتنا رؤية الكوكب بوضوح وتحديد خصائص غلافه الجوي بشكل أوضح والفضل في ذلك سيعود إلى التلسكوبات العملاقة المُستخدمة، أما في الوقت الحالي فإننا نحتاج إلى الإثبات نظريًا إمكانية تواجد المياه على سطح (Ross 128)».
الجار الجديد
كما ذكرنا من قبل فإن (Ross 128) يبعد عن الأرض 11 سنة ضوئية، ولكنه يتحرك باتجاهنا ونتيجة لذلك فيومًا ما سيصبح الأقرب لنا بامتياز، ليس قبل 79,000 عام ولكن في القاموس الكوني فإنها تعني مجرد طرفة عين.
في الآونة الأخيرة أثبتت النجوم الأقزام الحمراء أنها من الاكتشافات المثمرة لعلماء الفضاء الذين يسعون لاكتشاف المزيد من الكواكب الشبيهة بكوكبنا خارج مجموعتنا الشمسية.
في يونيو، اكتُشِفَ أحد تلك الكواكب في المدار (GJ 625)، يبعد حوالي 21 سنة ضوئية، وفي أغسطس أكتُشِفَ آخر في نظام شمسي يبعد عنا حوالي 16 سنة ضوئية فقط.
يُمكن أن يكشف لنا (Ross 128) عن كواكب أخرى شبيهة بالأرض.
فيقول (نيقولا أوستيديللو): «من الشائع أن يكون لمثل هذه النجوم أكثر من كوكب واحد مفرد.
إلى وقتنا هذا سنستمر في مراقبة ذلك النجم لنبحث عن أدلة وجود رفقاء آخرين له».
تُتيح تكنولوجيا اليوم للعلماء فرصة أكبر لدراسة مثل هذه العوالم الجديدة، وهناك العديد من الأنظمة التكنولوجية الأكثر حداثة التي تلوح في الأفق، فنحن بانتظار العديد من الاكتشافات الجديدة.
يقول (بونفي) في هذا الصدد: «هناك العديد من الأدوات القادمة لمساعدتنا في توسيع رقعة البحث عن الكواكب حول تلك النجوم، فيجدر بنا ذكر مقياس الطيف الاستقطابي (SPIRou) بكندا وفرنسا وهاواي، ومستكشف الكواكب (NIRPS) الذي يُكمل منظومة مستكشف الكواكب ذي الدقة والسرعة الإشعاعية العالية (HARPS) بمرصد لاسيلا.
هاتان الأداتان ستجعلان (HARPS) ذا دقة عالية في الرؤية باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
النجوم الصغيرة مثل (Ross 128) تُشع معظم ضوئها على هيئة أشعة تحت حمراء، لذلك فإن (HARPS) يعدنا بمزيد من الاكتشافات، أما بالنسبة لـ (Ross 128b) فهناك أحد التلسكوبات المتقدمة الآتية خصيصًا من أجل التعمق في دراسته أكثر.
ولمعرفة خصائص ذلك الكوكب بدقة، علينا انتظار (ESO’s) التليسكوب العملاق في 2025 ، عندها سيكون باستطاعتنا رؤية الكوكب ودراسة غلافه الجوي بتفاصيل أكثر».
استخدم فريق من الباحثين مستكشف الكواكب ذا الدقة والسرعة الإشعاعية العالية (HARPS) للمرصد الأوروبي الجنوبي لاكتشاف أحد الكواكب الغريبة ضئيلة الكتلة خارج مجموعتنا الشمسية والذي يُعرف بـ (exoplanet).
يدور هذا الكوكب حول النجم القزم الأحمر (Ross 128)، ومن الملحوظ أن هذا الكوكب يمتلك كتلة قريبة جدًا من كتلة الأرض.
في حقيقة الأمر يُعتقد أن ذلك الكوكب -والذي أصبح يُعرف رسميًا بـ (Ross 128 b)- قريب الشبه بالأرض وذلك لتساوي حجمهما تقريبًا وتقارب درجة حرارة سطحيهما.
ويبعد فقط هذا الكوكب عن نظامنا الشمسي حوالي 11 سنة ضوئية، ما يجعله ثاني أكثر الكواكب تشابهًا في درجة حرارة السطح قربًا للأرض التي اكتشفت حتى الآن.
بكل وضوح، يتكشَّف لنا العالم من حولنا أكثر فأكثر من بعد اكتشاف النجم (Proxima b) مؤخرًا.
يقول (نيقولا أوستيديللو) من جامعة جنوة والذي شارك في كتابة الورقة البحثية التي أوضحت تفاصيل اكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية في سبق صحفي: «هذا الاكتشاف كان نتيجة عمل وجهد لأكثر من عقد من الزمان للمرصد الأوروبي الجنوبي ومُستكشف الكواكب (HARPS) في المراقبة المُكثفة، وبمساعدة العديد من البيانات العلمية وطرق التحليل الفنية.
المرصد الأوروبي الجنوبي هو الوحيد الذي أوضح ذلك الاكتشاف بدقة شديدة، فهو يُعد الأفضل من نوعه في اكتشاف الكواكب، فقد حصلنا على تلك النتائج والاكتشافات بعد 15 عامًا فقط من بدء عمله».
لاحظ فريق العمل أنه في حين أن معظم كواكب النجوم الأقزام الحمراء تُعاني من الهالات الشمسية التي تغمرها بالإشعاعات المُميتة، إلا أن (Ross 128b) يُعد من النجوم الهادئة.
ونتيجة لذلك، فإن كواكبه تُعد الأكثر ملائمة لاستضافة أي شكل من أشكال الحياة.
لذلك فإن اكتشافنا لذلك الشبيه بالأرض من النقاط المُضيئة في تاريخ استكشاف الفضاء.
يُخبرنا (إكزافيير بونفي) من معهد علوم الكواكب والفيزياء الفضائية لجامعة جرينوبل في بريد إلكتروني أرسله لنا: «يُعد قنطور بروكسيما نشطًا بشكل خاص، من خلال الهالات الشمسية عالية القوة والمتكررة والتي تقوم بدورها في إضعاف تأثير الغلاف الجوي للكواكب المحيطة به إن لم يُجردهم منه.
لكن (Ross 128) يُعد من أهدأ النجوم المُحيطة بنا، بالرغم من بُعده إلى حد ما عنَّا، إلا أنه يُعد البديل الأمثل لكوكب الأرض».
يبلغ مدار (Ross 128) عشرين مرة أقرب من المسافة بين الأرض والشمس، ولكن الكوكب يستقبل إشعاعات بمقدار 1.38 مرة أكثر من الأرض، ما يُحافظ على اتزان درجات حرارته والتي تترواح بين -60 إلى 20 درجة سيليزية (-76 إلى 68 فهرنهايت).
ولكن في حين أنَّ العلماء توصلوا بالفعل إلى إثبات صحة درجات الحرارة هذه إلا أن السؤال مازال مطروحًا، هل يقع هذا الكوكب في المنطقة القابلة للحياة بالنسبة للنجم الذي يدور حوله؟ أو بطريقة أخرى هل يُمكن للماء أن يتواجد على سطح هذا الكوكب؟
يضيف (نيقولا أوستيديللو): «بعد عشر سنوات من الآن سيكون باستطاعتنا رؤية الكوكب بوضوح وتحديد خصائص غلافه الجوي بشكل أوضح والفضل في ذلك سيعود إلى التلسكوبات العملاقة المُستخدمة، أما في الوقت الحالي فإننا نحتاج إلى الإثبات نظريًا إمكانية تواجد المياه على سطح (Ross 128)».
الجار الجديد
كما ذكرنا من قبل فإن (Ross 128) يبعد عن الأرض 11 سنة ضوئية، ولكنه يتحرك باتجاهنا ونتيجة لذلك فيومًا ما سيصبح الأقرب لنا بامتياز، ليس قبل 79,000 عام ولكن في القاموس الكوني فإنها تعني مجرد طرفة عين.
في الآونة الأخيرة أثبتت النجوم الأقزام الحمراء أنها من الاكتشافات المثمرة لعلماء الفضاء الذين يسعون لاكتشاف المزيد من الكواكب الشبيهة بكوكبنا خارج مجموعتنا الشمسية.
في يونيو، اكتُشِفَ أحد تلك الكواكب في المدار (GJ 625)، يبعد حوالي 21 سنة ضوئية، وفي أغسطس أكتُشِفَ آخر في نظام شمسي يبعد عنا حوالي 16 سنة ضوئية فقط.
يُمكن أن يكشف لنا (Ross 128) عن كواكب أخرى شبيهة بالأرض.
فيقول (نيقولا أوستيديللو): «من الشائع أن يكون لمثل هذه النجوم أكثر من كوكب واحد مفرد.
إلى وقتنا هذا سنستمر في مراقبة ذلك النجم لنبحث عن أدلة وجود رفقاء آخرين له».
تُتيح تكنولوجيا اليوم للعلماء فرصة أكبر لدراسة مثل هذه العوالم الجديدة، وهناك العديد من الأنظمة التكنولوجية الأكثر حداثة التي تلوح في الأفق، فنحن بانتظار العديد من الاكتشافات الجديدة.
يقول (بونفي) في هذا الصدد: «هناك العديد من الأدوات القادمة لمساعدتنا في توسيع رقعة البحث عن الكواكب حول تلك النجوم، فيجدر بنا ذكر مقياس الطيف الاستقطابي (SPIRou) بكندا وفرنسا وهاواي، ومستكشف الكواكب (NIRPS) الذي يُكمل منظومة مستكشف الكواكب ذي الدقة والسرعة الإشعاعية العالية (HARPS) بمرصد لاسيلا.
هاتان الأداتان ستجعلان (HARPS) ذا دقة عالية في الرؤية باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
النجوم الصغيرة مثل (Ross 128) تُشع معظم ضوئها على هيئة أشعة تحت حمراء، لذلك فإن (HARPS) يعدنا بمزيد من الاكتشافات، أما بالنسبة لـ (Ross 128b) فهناك أحد التلسكوبات المتقدمة الآتية خصيصًا من أجل التعمق في دراسته أكثر.
ولمعرفة خصائص ذلك الكوكب بدقة، علينا انتظار (ESO’s) التليسكوب العملاق في 2025 ، عندها سيكون باستطاعتنا رؤية الكوكب ودراسة غلافه الجوي بتفاصيل أكثر».