لماذا المادة العادية أكثر من المادة المضادة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا المادة العادية أكثر من المادة المضادة؟



    تعرف الميزونات بأنها تلك الجسيمات المادية المؤلفة من كواركين، والكواركات هي الجسيمات التي تشكل البروتونات والنترونات الموجودة في نواة الذرّة، وتأتي في 6 أنواع أو كما تسمى علميّاً (نكهات) وهي: عُلْوي وسفلي، قِمي وقاعي، غريب وساحر.

    والميزونات التي تمت دراستها في أحد التجارب التي قام بها مخبر الأبحاث سيرن سمّيت بـ (D-mesons) والتي كانت مكونةً من كوارك ساحر، ومضاد كوارك ساحر، وقد رصد العلماء هذا الميزون، وهو يتأرجح بين كونه مادة إلى كونه مادة مضادة.


    هذه العملية التي سبق وأن تمت ملاحظتها على ميزون عرف بـ (K-mesons)، وهو مؤلف من كوارك غريب، ومضاد كوارك إما عُلْوي أو سفلي، بالإضافة إلى (B-mesons) والمكون إما من مضاد كوارك قاعي، أو كوارك علوي، سفلي، غريب أو ساحر.

    إن المادة المضادة، هي النظير المطابق للمادة العادية، ولكن بشحنةٍ مغايرةٍ، مع اختلاف بالعزم الزاوي (السبين) والأعداد الكمومية.

    عندما (يتأرجح) الميزون ليتحول إلى مادةٍ مضادةٍ، فإن تلك الكواركات تنقلب بحيث يصبح كل كوارك مضاد كوارك، أي كمثال يصبح مضاد الـ ( K-mesons) مكوناً من مضاد كوارك غريب، وكوارك إما عُلْوي أو سفلي.

    ولكن هذا التأرجح أو الانقلاب لا يحدث دوماً بالمعدل نفسه بالنسبة للتحول من المادة العادية إلى المضادة أو العكس، فقد أوضحت بعض التجارب التي أجريت عام 1960م، أن الـ ( K-mesons) أقرب لأن يتحول من نظيره المضاد، إلى العادي من تحوله بالشكل المعاكس، وأثبتت التجارب بعدها في مختبر فيرمي عام 2010م الفكرة نفسها فيما يخص الـ ( B-meson).

    وتعد هذه الفكرة انتهاكاً للقانون الفيزيائي المعروف، الذي يقول: إن كل ما يحدث للمادة العادية يمكن أن يحدث بالشكل نفسه للمادة المضادة، ولكن بالشكل المقابل له، وهذه النظرية ربما تكون الإجابة عن الاستفسار: لماذا يبدو لنا الكون وكأنه مكوّنٌ بشكلٍ كاملٍ من المادة فقط، وليس المادة والمادة المضادة سويّاً؟ – عدا تلك التي يتم اختلاقها من تجارب اصطدامٍ عنيفةٍ في المختبرات-.

    قد يبدو من المنطقي القول إن كميّة المادة المضادة كانت مساويةً لكميّة المادة العادية عند نشأة الكون، ولكن بما أن كلّاً منهما تفني الأخرى، فهذا سينتهي إلى كونٍ بلا أي جسيمات، وفقط إشعاعٌ من الطاقة المنتشرة، وطالما أنّ هذا الأمر لا يحدث، إذاً يوجد نظريةٌ بديلةٌ أدّت إلى هذا الفائض من المادة العادية، وهي ما تعرف بـ: (نظرية اللاتناظر الباريوني).

    هناك تفسيراتٌ أخرى تقول: بأنه يوجد مناطقٌ في الفضاء مكوّنةٌ بشكلٍ كاملٍ من مادةٍ مضادّةٍ فقط، ولكنها تنتج أمواجاً من الجاذبية، تعمل على إبقاء كلا المنطقتين منفصلتين عن بعضهما البعض.
يعمل...
X