هناك ثلاثة أنواع من البشر في هذا العالم،مَن هم بالأعلى، ومَن هم بالأسفل، ومَن يسقطون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هناك ثلاثة أنواع من البشر في هذا العالم،مَن هم بالأعلى، ومَن هم بالأسفل، ومَن يسقطون

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	1694856896399.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	36.2 كيلوبايت  الهوية:	159511
    اسماء مصطفى
    يلعب الفيلم الأسباني The platform على فكرة خوف الانسان الأعظم على الإطلاق، وهو خوفه من فقدانه للحياة، وعلى غريزته الأولى التي فُطر عليها، وهي غريزة البقاء، ويُرينا مالذي يُمكن أن يصل إليه الإنسان، في سبيل دفع هذا الخوف عنه، وضمان بقائه على قيد الحياة.
    تعددت التفسيرات واختلفت فيما يخص رمزيات هذا الفيلم. فمنهم القائل بأن هذا الفيلم ينقد فكرة الرأسمالية ويدعو إلى الاشتراكية، والقضاء على الطبقية. ومنهم من قال إن هذا السجن يمثل الداروينية الاجتماعية، وهي فكرة التخلص من الضعفاء في المجتمع. أما الفريق الثالث فلقد أعطى لهذا الفيلم رمزية دينية، تتمثل في عودة عيسى المسيح من أجل نشر العدالة والسلام على الأرض. والتفسير الرابع يشير إلى أن الفيلم يرمز إلى حياة الإنسان على هذا الكوكب. ولسوف نتناول كل هذه التفسيرات بشيء من التفصيل.
    التفسير الأكثر منطقية والقريبة من تأويل الفلم من منظوري الشخصي هو الناس في الطبقات العليا هل يشعرون بالرضا حقاً؟ بكل تأكيد لا يشعرون بالرضا، لأنهم لا يتطلعون إلى شيء وليس لديهم شيئاً جوهرياً في حياتهم، كما أشار الفيلم إلى ذلك. ففي المستويات العليا، يمكنك الحصول على أي شيء تحبه، ولكن ليس لديك ما تتطلع إليه.
    من الواضح أنه إذا كنت تشعر بالشبع، ويتوافر لديك طعامك، فلن تذهب إلى العمل. وستفتقر إلى الرؤية، حيث ستصبح كاذباً وكسولاً وشرهاً. ولن تقاتل من أجل الظلم لأنك لست في أسوأ الحالات. فهل سيكون لحياتك معنى إذن؟
    هذا الشيء نفسه ينطبق على الأشخاص في الطرف الأدنى من هذا السجن. فمع مواجهة الكثير من الظلم والقسوة، من الصعب جداً الحفاظ على سلامة عقلك. حيث يصبح الناس مجانين، قتلة، مغتصبين، وحشيين، إلخ. وهذا الإجرام بينهم مدفوع باليأس والغضب. وكما يمكن لليأس أحياناً أن يخرج أفضل ما في الإنسان، يمكنه أيضاً أن يخرج الأسوأ.
    في فيلم the platform نجد أن هؤلاء القابعين في المستويات الأدنى ليس لديهم ما يخسرونه. وهم يغضبون عندما يرون الآخرين لديهم الكثير، في حين لا يحصلون منه على شيء. كل هذا مفهوم، ويمكننا بذل الجهود وتغيير الأمور للأفضل. لكن هذا لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها. لذا إذا أردنا التغيير، فعلينا العمل ببطء. كما ينبغي علينا مساعدة الفقراء. لكن لا يجب أن نكون عميان ونفترض أن كل من هم أقل مستوى فهم نبلاء. فليس كل شخص لديه الروح للحفاظ على شخصيته المثالية عندما تكون بطونه فارغة.
    ربما جاءت نهاية الفيلم مفتوحة على كافة التفسيرات كما مضمون الفيلم بالضبط. لكن ما هي الرسالة التي أراد صناع العمل إيصالها؟ تتمثل رسالة الفيلم في ذلك الطفل الذي يمثل التخلص من الجشع والشهوة والطمع داخل الإنسان. فهذه الطفلة الصغيرة نقية ونظيفة كما تتمتع بصحة جيدة، وهو ما يمكن أن يشير إلى بصيص النور والأمل في تحقيق العدالة بين السجناء. فربما عندما يشاهد هؤلاء السجناء أن هذه الطفلة تقبع في الأسفل بلا زاد يمكن أن ترق قلوبهم ويتركوا شيئاً إلى هؤلاء السجناء الموجودين في الطبقات الأدنى. في النهاية.. الفيلم يمكن تفسيره بالعديد من التأويلات، لذلك تركه مخرجوا الفيلم مفتوحاً بدون إعطاء الكثير من الشروحات أو توضيح العديد من تفاصيله المبهمة التي قد تظهر في العديد من المرات متناقضة، وأنا شخصياً لن أتطرق الى تحليل الجانب الديني لانهُ مناقصين .
    مخرج الفيلم هو المخرج الإسباني الواعد غالدير غاستيلو أوروتيا، هذا الفيلم هو تجربته الإخراجية الأولى في الأفلام الروائية الطويلة، أما قصة الفيلم فهي للكاتب ديفيد ديسولا الذي كتب أيضًا السيناريو بالاشتراك مع بيدرو ريفيرو.
    رغم كل ذلك، الفيلم يستحق المشاهدة!
    إذا كنت تبحث عن فيلم يخرج بك عن المألوف والمعتاد في الوسط السينمائي فهذا الفيلم سيسافر بك بعيداً عن كثرة الأفلام التي أصبحت مملة جداً بسبب قصصها المملة والمتشابهة. أما إذا كنت تبحث عن تفسير مقنع لما يحتويه من رسائل وأمور غامضة، فربما ستبقى تائهاً بلا جواب إلى أن تصل لدرجة ستحكم على الفيلم بأنه تافه وصناعه يهلوسون... ولربما قد تكون على حق!
يعمل...
X