هذا النظام البيئي الدقيق يتغير بسرعة كبيرة.
كشف بحث جديد أنَّ نباتات القطب الشمالي -عادةً هي شجيرات منخفضة الارتفاع- يزداد طولها مع ارتفاع حرارة المنطقة بسبب التغير المناخي.
أصناف النباتات المتواجدة يزداد ارتفاعها والنباتات الطويلة تنتقل إلى الجوار أيضًا.
إنّ الأمر الذي لم يتم التحقّق منه بعد هو أنّه كيف يؤثر ذلك على النظام البيئي الدقيق ودورات الكربون للقطب الشمالي، ولو أن هذه التغيرات يجب مراقبتها بدقة مع الأيام إلّا أنّها قد حدثت بشكل متسارع خلال الثلاثين سنة الماضية.
تميل النباتات الطويلة لأن تحجز المزيد من الثلج وهي واحدة من الطرق التي من الممكن أن تملك تأثير، الثلج الزائد يعزل التربة في الأسفل، والتي تأخذ وقتًا أطول لتتجمد في الشتاء، وفي النهاية تستطيع إنهاء إطلاق المزيد من الكربون. وهذه التغيرات في ارتفاع الغطاء النباتي لا تحدث فقط بالجيوب.
تقول آن بجوركمان- Anne Bjorkman من سينكنبيرغ للتنوع الحيوي ومركز أبحاث المناخ- BiK-F في ألمانيا: «لقد وجدنا أن الزيادة في الارتفاع لا تحصل فقط في مواقع قليلة، وإنما تقريبًا في كل مكان في جميع أنحاء التندرا».
«إذا استمرت النباتات الطويلة بالزيادة بهذا المعدل الحالي، فإنَّ ارتفاع المجتمع النباتي من الممكن أن يزداد بنسبة 20%-60% مع نهاية هذا القرن».
بينما النباتات الطويلة في القطب الشمالي لا تبدو كاهتمام حالي، تذكر أنَّ 30%-50% من كربون أتربة العالم محجوز في طبقة دائمة التجمد في نصف الكرة الشمالي.
أي شيء يغير التوازن البيئي من الممكن أن يطلق كميات هائلة وخطيرة من ثاني أوكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي.
درس الفريق التندرا من خلال 117 موقع مختلف في القطب الشمالي، آخذين أكثر من 60000 من قراءات البيانات المختلفة بالإجمال.
وتمَّ أيضًا تضمين البيانات من جبال الألب الأوربية وسلسلة جبال الروكي في كولورادو في التقرير النهائي.
دُوِّنت سمات النباتات المتنوعة، بما في ذلك الارتفاع، منطقة الأوراق، محتوى النيتروجين، الخشبية، وديمومة الاخضرار.
فقط الارتفاع هو ما لوحظت عليه تغيرات بشكل واضح خلال الثلاثة عقود السابقة، ويبدو أنَّ درجات الرطوبة والحرارة لها تأثير على النمو السريع.
وعلى ما يبدو، تستغل الشجيرات موسم النمو والذي لم يعد باردًا وقصيرًا كما كان في السابق.
لاحظ الباحثون زيادة الارتفاع في نباتات القطب الشمالي المحلية، بالإضافة إلى انتشار النباتات الطويلة الأخرى، مثل عشب الربيع الحلو، الذي انسل من السهول الأوربية للأجزاء من أيسلندا والسويد.
وإلى جانب حجز المزيد من الثلوج، فإنّ النباتات التي تبرز رؤوسها فوق خط الثلج تعتم المنظر الطبيعي الكلي، والذي بدوره يحجز المزيد من حرارة الشمس.
أخبرت بجوركمان الـ BBC: «على الرغم من وجود الكثير من الشكوك، فإنَّ نباتات التندرا الطويلة من الممكن أن تؤازر التغيُّر المناخي، في كُلٍّ من القطب الشمالي والكوكب بأكمله».
وكما بينت دراسات أخرى، كلما بدأت الطبقة دائمة التجمد في شمال الكوكب بالذوبان، يمكننا أن ننظر لتغيراتٍ هائلة في إطلاق الغازات الدفيئة. وكلما ارتفعت حرارة الكوكب ازدادت التحذيرات، والتي تُعتبَر تغذيةً راجعةً بالنسبة لنا.
ستكون هناك ضرورة لمزيد من الأبحاث لتحلل بدقة مدى مساهمة هذه النباتات الطويلة في تغيير المناخ، لكنه عامل آخر لإدخال تنبؤاتنا، ومن المفترض أن يمنحنا أفكارًا دقيقة أكثر عن كيفية تغييرنا النظام البيئي للأرض.
تستطيع قراءة الكثير من أعمال الباحثين ورؤية بعض اللقطات المثيرة الدراماتيكية للتندرا في القطب الشمالي لدى موقع فريق الشجيرة.
قالت عالمة الجيولوجيا ايسلا مايرز سميث- Isla Myers Smith، إحدى العاملين في الفريق، وهي عالمة طبقات الأرض من جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة: «تحديد الرابط بين البيئة وسمات النباتات شيءٌ مهمٌّ لفهم نتائج تغيُّر المناخ، لكن مثل هذه الأبحاث نادرًا ما تمتد لنصف الكرة الشمالي، موطن أصغر وأبرد النظم البيئية في الكوكب، التندرا».
«هذه المرة الأولى التي تُجرى فيها دراسة حيوية واسعة للوصول لحقيقة الدور المهم الذي تلعبه النباتات في هذا الاحتباس الحراري المتسارع في هذا الجزء من الكوكب».