يُعرف تلوث الهواء بأنّه يتسبّب في وفاة 4.5 مليون شخص سنويًا، ومجموعة كبيرة من الأمراض، ولكن له تأثير خبيث أيضًا، فكلما زاد تعرضك لتلوث الهواء أصبحت درجاتكَ أسوأ في الاختبارات اللفظية والرياضيات، ما يشير إلى انحدار في القدرة الإدراكية.
تشير النتائجُ إلى أن التعرض للتلوث، من بين أشياء كثيرة أخرى، يجعل من الصعب على الناس إيجاد حلول للمشاكل.
من المحتمل أن يشمل ذلك مشكلة تلوث الهواء.
يشير بحث علمي في مجلة (وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم – Proceedings of the National Academy of Science) إلى أن هناك دراسات أُجريَت حول تأثيرات تلوث الهواء على أداء الطلاب الصغار، ولكن قد لا يكون هذا هو الجانب الأكثر أهمية للنظر فيه.
لقد كافحت الجهود القليلة لتقييم تأثيرات التعرض للهواء الملوث على العقل لأخذ متغيرات أخرى قد تشوه النتائج في الاعتبار.
قارن الدكتور شين تشانغ (Xin Zhang) من جامعة (بكين لإعداد المعلمين – Beijing Normal University) والمشاركون في إعداد البحث نتائج اختبارات من دراسة أُجريت على عينة تمثيلية للعائلات الصينية في مدينتهم ذات الهواء الملوث في يوم الاختبار وعلى مدى فترات طويلة.
وجدوا علاقة بين التعرض للتلوث وحدوث انحدارات كبيرة في الاختبارات اللفظية، وانحدارات أخرى صغيرة في الرياضيات.
اختتم كاتبو البحث: «تأثير التلوث الهوائي على الاختبارات اللفظية يصبح أكثر وضوحًا مع تقدم السن، خاصةً بالنسبة للرجال والأقل تعليمًا».
على سبيل المثال، بالنسبة للرجال ذوي التعليم المدرسي الابتدائي فقط، ارتبط التعرض للهواء الملوث بانخفاض ملحوظ أكبر في المهارات اللفظية من سن 44، بينما بالنسبة للرجال الأكثر تعليمًا، ظهر التأثير بعد سن الـ65.
يجادل الباحثون بأنّ استنتاجاتهم ربما تكون متعلقة بأي موقع ذي مستويات عالية من تلوث الهواء، وهو ما يشمل 98% من المدن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة.
النتائج على كل من المستوى الفردي والمجتمع على حدٍّ سواء صاعقة.
الانحدار الإدراكي هو عامل خطر للخبل وله تأثير كبير على جودة الحياة. من الصعب حساب العواقب الاقتصادية للأشخاص الأقل القدرة على الاعتناء بأنفسهم أو اتخاذ قرارات مهمة، ولكن من المؤكّد أنها هائلة.
اعتمدت دراسة جودة الهواء على قياسات ثاني أكسيد الكبريت، ثاني أكسيد النيتروجين، وجسيمات أصغر من 10 مايكرومتر في القطر في المواقع التي عاش فيها المشاركون. لا أحد يعرف ما إذا كان أحد هذه الملوثات هو المسؤول عن الآثار السلبية أكثر من غيره.
كثيرًا ما يتعرض الناس الأكثر فقرًا والأقليات العرقية لمستويات أعلى من تلوث الهواء أكثر من نظرائهم الأكثر ثراءً، ما يعكس الاختلافات في الجوار.
هذا شيء يجب تذكره في المرة التالية التي تسمع فيها الاختلافات في الادعاءات -المتكررة بشكل زائد- الخاصة بدرجات معدل الذكاء بين السكان على أنها جينية، وليست بيئية.