تبدو الأرض غارقةً بالمياه من أعالي الجبال وحتى أعماق المحيطات.
لكن كوكبنا في حقيقة الأمر هو صحراء مقارنةً مع بعض الأماكن في النظام الشمسي، سواء من حيث كمية المياه الكلية أو كمية السوائل الموجودة فيه مقارنةً بحجمه.
على سبيل المثال قمر كوكب المُشتري المغمور بالجليد “يوروبا”، وهو أصغر من قمر الأرض من حيث الحجم.
استخدم العلماء مؤخرًا بيانات من مركبة فوياجر عمرها عشرون عامًا للعثور على المزيد من الأدلة على أن قمر “يوروبا” يملك ضعف كمية المياه الموجودة على كوكبنا.
حتى الكوكب القزم بلوتو، قد يملك محيطًا يكاد يكون بحجم محيطات الأرض.
يُراقب ستيف فانس – عالم الكواكب الذي يعمل في مُختبر الدفع النفّاث التابع لناسا – الأبحاث حول عوالم المحيطات على مر الأعوام.
وقد أجرى تقديرات تقريبية لمدى سُمك الجليد وعُمق المحيطات في جميع أنحاء النظام الشمسي لاحتساب كمية المياه الموجودة بصورة تقريبية.
الرسم التوضيحي أدناه يستخدم بيانات فانس وبعض المصادر الأخرى لإظهار الحجم المُحتمل من المياه السائلة في تسعة من عوالم المحيط المعروفة، بما في ذلك الأرض.
تُعرض كميات المياه بوحدات الزيتا لتر وهي وحدة قياس تساوي 1,000,000,000,000,000,000,000 لترًا، أو ما يساوي 1 مليار كيلومتر مكعب.
تبلغ كمية المياه على كوكب الأرض ما يقرب من 1.335 زيتا لتر وفقا لمديرية المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأمريكية.
وإذا حسبا كمية المياه التقديرية في كل العالم (من الأقل الى الأكثر) فإن الترتيب سيكون كالتالي:
إنسيلادوس، تريتون، ديون، بلوتو، الأرض، يوروبا، كاليستو، تيتان وجانيميد.
جانيميد، أكبر أقمار كوكب المُشتري، يُعدّ أحد أكثر عوالم المجموعة الشمسية وفرةً للمياه، لسبب مهم: إن ما يصل إلى 69% من حجمه الإجمالي – الذي يُعتبر ضخمًا – عبارة عن مياه سائلة، وهذا المُعدل هو أكبر من أي شيء آخر موجود في القائمة.
ميماس، قمر زحل، وسيريس، أكبر كويكب في النظام الشمسي، قد يمتلكان محيطات أيضًا.
لكن العلماء ليسوا متأكدين بعد من مدى حجم كل واحد منهم، إن كانوا موجودين بالفعل. ولمعرفة ذلك، يتطلّب الأمر إرسال المزيد من البعثات الفضائية.
تُخطّط ناسا في الوقت الحالي للقيام بمهمة إلى يوروبا لرسم خارطة القمر الجليدي بتفاصيل غير مسبوقة.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق بُعثة يوروبا بين عامي 2022 و2025.
ونأمل أن يُعطينا المسبار تقديرًا أفضل لحجم مُحيط يوروبا، كذلك إعادة “تذوّق وشمّ” رذاذ المياه من سطحه.
تُخطّط وكالة الفضاء الأوروبية للقيام بمهمة مُماثلة تُدعى “استكشاف أقمار المُشتري الجليدية” والتي قد تُطلق في عام 2022 وستصل إلى المشتري عام 2030.
من المخطَّط لهذه المهمة التحليق مرتين بالقرب من يوروبا ومن ثم البقاء لثمانية أشهر في مدار حول جانيميد .
يُمكن لأحد هذه الروبوتات اكتشاف العلامات الأولى على الحياة الفضائية على بُعد مئات ملايين الأميال من الأرض.