مارك ز. جاكوبسون Mark Z. Jacobson، وهو أستاذ في جامعة ستانفورد والذي ادعى بشكل بارز أن الولايات المتحدة يمكنها أن تتعامل بشكل كلي بطاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية، رفع دعوى قضائية يُقاضي فيها الأكاديمية الوطنية للعلوم (the National Academy of Sciences) والمؤلف الرئيسي لدراسةٍ نُشرت في جريدة الرائد التي انتقدت وجهات نظر جاكوبسون –وقد أدى هذا إلى نزاع أكاديمي مرير.
الدعوى، طلبت تعويضًا يزيد عن 10 ملايين دولار أمريكي تعويضًا للأضرار وتراجع الدراسة، مما دفع الكاتب الرئيسي كريستوفر كلاك (Christopher Clack) ليُصرّح «كنت أعلم وأُبلغت قبل النشر أن العديد من البيانات في الورقة كانت كاذبة».
وتُضيف الدعوى أن الأكاديمية الوطنية للعلوم «عن قصد تعمدت نشر بيانات كاذبة» في صحيفة الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences PNAS) على رغم علمها بشكوى جاكوبسون.
ﻭﻗﺎﻝ ﻛﻼﻙ ﻓﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ «ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺷﻌر ﺑﺨﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ بعد رفع هذه الدعوى».
لقد خضعت ورقتنا لمراجعة صارمة من قبل نظراء، ومراجعة أخرى قامت بها الصحيفة الأكاديمية والتي اعتبرت انتقادات الدكتور جاكبسون بلا جدوى.
وأضافت أنه لمن المؤسف أن الدكتور جاكبسون قد اختار المحكمة لمراجعة أفكاره ولم يَخْتَر أكاديمية الآداب. ضمت دراسة كلاك 21 مؤلفا، ولكن دعوى جاكوبسون حملت اسمه واسم الأكاديمية فقط.
وتضم لائحة المؤلفين الآخرين عددا من الأسماء الأكاديمية البارزة في أبحاث وسياسات الطاقة وتغير المناخ – وهي قائمة أعدها جاكوبسون بعد التأثير الذي لعبه المقال في وسائل الإعلام، والذي ألحق الضرر بسمعته.
وقال أحد المؤلفين دون أن يفصح عن هويته بسبب استمرار القضية : «نحن نقف وراء هذه الورقة، ونعتقد أن هذه مسألة علمية يجب أن تُناقش من قِبلِ العلماء وليس في المحاكم».
وقد رُفعت الدعوى في أواخر سبتمبر في المحكمة العليا بمقاطعة كولومبيا.
ويناقش النزاع فكرة جاكوبسون، التي نُشرت كذلك في صحيفة الأكاديمية الوطنية للعلوم وغيرها من المجلات، أنه من الممكن بناء شبكة للبلد كاملًا، وبأنها تعمل كليًا بطاقة الرياح والطاقة الشمسية والمياه (الطاقة الكهرومائية)، مع مساعدة إضافية في تخزين الطاقة.
كتب جاكوبسون وزملاؤه في عام 2015: «لا حاجة إلى الغاز الطبيعي أو الوقود الحيوي أوالطاقة النووية أوالبطاريات الثابتة».
وقد تبنى العديد من المدافعين عن البيئة وتغير المناخ فكرة «الطاقة النظيفة 100٪»، بما في ذلك الممثل مارك روفالوMark Ruffalo وعضو مجلس الشيوخ بيرني ساندر.
ولا عجب، في أن تُقدم نظرة طموحة ومتفائلة للغاية حول كيفية التحول الحالي نحو الطاقة النظيفة – التي قد تلعب دورا أساسيًا بوقف التغير المناخي – كما يمكن أن تستمر في التطور.
وقال كلاك في صحيفة الأكاديمية الوطنية للعلوم في وقت سابق من هذا العام أن فكرة جاكوبسون لم تكن غير قابلة للتطبيق فقط ولكن بعمله كذلك قد استخدم «أدوات نمذجة غير صالحة، وارتكب أخطاء في النمذجة، وقدّم افتراضات غير معقولة وغير مدعومة بشكل كاف».
وقال هو والكتاب المشاركين له أن التحول نحو الطاقة النظيفة سيتطلب «مجموعة واسعة من أشكال الطاقة»، والتي من المفترض أن تشمل الطاقة النووية، وتجميع الكربون وتخزينه، وأكثر من ذلك.
وهذه هي النقطة التي بدأ فيها النزاع القانوني، حيث اتهم جاكوبسون بعد رؤيته تلك الدراسة بأن أرسل قائمة بأخطائه المزعومة إلى الأكاديمية الوطنية للعلوم قبل نشرها.
لم يتم تصحيح هذه الأخطاء في النسخة المنشورة النهائية،حسب ما تم ذكره في دعواه القضائية.
وكانت أهم اعتراضاته حول الادعاء بأن عمله يحتوي على «أخطاء في النمذجة»، وهو ما يثير نزاعًا تقنيا حول كمية الكهرباء الأمريكية التي يمكن توفيرها بواسطة الطاقة الكهرومائية، ومدى إمكانية تغيير النظام الحالي للسدود وقدرة التوليد.
هذه الدعوى «ضارة ومدمرة تحديدًا لسمعة الدكتور جاكوبسون لأن خبرته الأساسية هي في النمذجة الحاسوبية»، كما ذُكِر في الدعوى.
نشر كلاك وزملاؤه ردًا مطولا على شكوى جاكوبسون في يونيو، واتفقوا على النقطة المتعلقة بالطاقة الكهرومائية وغيرها.
وأضاف أن دراسة جاكوبسون «أظهرت بوضوح تام احتواءها عددًا كبيرًا من الأخطاء الأساسية».
ووفقا لوثائق المحكمة، فإن الأكاديمية لديها حتى 27 نوفمبر للرد على الدعوى.