ما أسوأ انقراض حصل في تاريخ الأرض؟
إنَّ الانقراض يحدث في كل الأوقات، ففي الواقع إنَّ أكثر من 90% من أشكال التنوّع الحيوي للأنواع التي عاشت على الأرض قد انقرضت، إذْ تموت الكائنات وتتطوّر كائنات أخرى لتحلَّ مكانها، ولكن قد تسارعت وتيرة الانقراض في السنوات الـ500 مليون الماضية على فتراتٍ خمس، في المقياس الزمني الجيولوجي على الأقل، مما أسفر عن موت بين (50% – 90%) من أشكال الحياة الموجودة وذلك حسب ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic).
كان قد حدث الانقراض الأشهر في تاريخ الأرض قبل حوالي 65 مليون سنة حيث كان انقراضًا جماعيًا عندما قُتلت الديناصورات، وسمّيَ بانقراض العصر الطباشيري (Cretaceous extinction)، يُعتقد بأن هذا الحدث قد وقع بعد أن ضرب كويكب هائلٌ الأرض، ولم يقتصر الانقراض حينها على الديناصورات فقط، بل دمّر ما يُقارب 50% من إجماليّ أشكال الحياة.
وبقدر ما يبدو هذا سيئًا، إلا أنه ليس بأسوأ انقراض حصل في تاريخ الأرض، فقبل قرون من الديناصورات، حصل انقراض العصر البرمي والترياسي (Permian-Triassic extinction)، فقضى على ما يُقارب 90% من الحياة، وقد كان للعلماء مجموعة متنوّعة من النظريات بخصوص هذا الانقراض؛ إذ اعتقد البعض بأن مذنّبًا كبيرًا أو كويكبًا كان قد ضرب الأرض كما هو الحال في انقراض الديناصورات، ولاحقًا اقترح علماءٌ بأن النشاط البركاني الهائل في سيبيريا الحاليّة قد يكون سببًا، وربّما كان السبب هو انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان من البراكين بجعلهم للمحيطات أكثر حمضيّةً وسخّنت الأرض مُسببةً الانقراض.
وفي عام 2014، قام العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بأخذ فكرة البركان لأبعد من ذلك، حيث افترضوا وجود كائنٍ حي مُنتج للميثان من فصيلة الميثانية الرزميّة (Methanosarcina)، والذي نما بفضل النيكل المُنبعث من البراكين، إذ يحتاجه من أجل البقاء، ومع دخول النيكل إلى مصادر وتمديدات المياه ليتدفّق إلى جميع أنحاء العالم، كان قد انتشر هذا الكائن أيضًا والذي ينبعث منه المزيد والمزيد من غاز الميثان مما أدّى لاستنفاذ الاكسجين الموجود، ونفَقَت الأنواع جاعلةً من تلك الأجسام المُتحلّلة مصدرًا غذائيًّا لكائن آخر وآخر لتنبعث منه المزيد من الميثان.
ولكن ليس كل العلماء مُقتنع بمقدور هذا الكائن أحادي الخليّة أن يقضي على 90% من أشكال الحياة على الأرض، ربما كان السبب قوى البراكين والكويكب والكائنات المنتجة للمثيان مجتمعةً، ويواصل العلماء البحث في هذا الحدث لحلِّ ما يُمكن اعتباره معضلة فكرية والتفكّر في ما إذا كنا نستطيع منعَ انقراضٍ بهذا الحجم من الحدوث مجددًا.