يقذف جبل أغونغ الأندونيسي في هذه الأثناء سحبًا شاهقة من الرَّماد، ممَّا يُصعد المخاوف من احتماليَّة حدوث انفجار كبير للبركان العملاق (3140 متر) قريبًا، حسب مصادر إخباريَّة.
البركان الذي يقع في الجانب الشرقي من منتجع جزيرة بالي الأندونيسيَّة بدأ في قذف الرمَّاد يوم الثلاثاء (21 نوفمبر)، وقد وصل هذا الرمَّاد إلى ارتفاع يربو إلى الـ 9800 قدم (3000 متر).كما قاد الحكومة إلى طلب إخلاء سكان جزيرة بالي الذين يصل عددهم إلى 100.000 شخص، حسب ما نقله المجلس الأندونيسي الوطني لإدارة الكوارث.
في هذا الصدد قال جيدي سوانتيكا (Gede Suantika) عالم البراكين لجريدة جاكرتا بوست : “مستوى إنذار البركان قد ارتفع إلى أعلى مستوى… يمكنك الشعور بهزَّات أرضية متواصلة.”
بدأ صرير البركان في الحقيقة شهر سبتمبر الماضي، مما استدعى إجلاء أكثر من 140.000 شخص يعيشون بالقرب من البركان من طرف الحكومة في ذلك الوقت، حسب ما نقلته جاكرتا بوست، لكن النشاط الخطِر لبركان أغونغ انخفض في شهر أكتوبر، ما جعل الحكومة تخفض من مستوى الإنذار إلى منازلهم.
لكن ذلك تغيَّر في الأيام القليلة الماضية، عندما أخرج البركان بخارًا ــ يسمى بالاندلاع الفطري حيث تقوم الصَّهارة بتسخين المياه الجوفيَّة مما يتسبُّب في تبخرها بشكلٍ فوري، وتحمل في بعض الأحيان حطامًا صخريًّا.
كما أن بعضاَ من قذفات الرمَّاد التي يطلقها البركان تكون مصاحبة لثوراتٍ متفجرَّة، حيث يمكن سماع دويُّها من بعد 7 أميال (12 كيلومتر) من البركان.
يقول المجلس الإندونيسي الوطني لإدارة الكوارث في تصريحٍ له حول الموضوع : “ألسنة النيران تلاحَظ بشكلٍ متصاعد… ذلك يشير إلى ارتفاع إمكانية حدوث انفجارٍ قوي وشيك.”
ونصحت الوكالة الناس بالبقاء في مسافة تبعد عن فوهة بركان أغونغ بـ 7 أميالٍ ونصف (12 كيلومتر). كما تضم هذه المنطقة 22 قريةً ومابين 90.000 إلى 100.000 ساكن.
حسبما أعلن عنه المتحدث باسم الحكومة ستوبو بوروو نوغروهو (Sutopo Purwo Nugroho) في لقاءٍ صحفي مع الإذاعة العموميَّة الوطنيَّة، ولكن لم يغادر منهم سوى 40.000 شخصا حاليًا، ويعود ذلك إلى رفض العديد من السكان للتخلي عن ماشيتهم أو لأنهم لا يؤمنون بخطورة الوضع من أجل إخلاء المنطقة، حسب تقرير الإذاعة الوطنيَّة.
كما قرَّرت الحكومة إغلاق مطار بالي نغوراه راي الدولي (مطار دينباسار الدولي)، ليتأثر بذلك ما يقارب الـ 120.000 مسافر عبر 443 رحلة حسب تقارير صحفيَّة.
وأشارت السلطات إلى إمكانية إجلاء الأشخاص الذي يرفضون الرَّحيل عن الجزيرة بالقوَّة، حسب ما نقلته تقارير من إذاعة البي بي سي.
هذا وقد ثار بركان أغونغ لمدة سنة كاملة من فبراير 1963 إلى غاية يناير 1964، حسب دراسة قامت بها نشرة علوم البراكين سنة 2012 والتي تنشرها (سبرينغر –Springer) خلال تلك الثورات، حيث قذف البركان حممًا، وغازات ساخنة وقطعًا من الصخور البركانيَّة، تعرف باسم التيفرا (Tephra)، مما تسبب في مقتل أكثر من 1100 شخص حسب الدراسة ذاتها.
إن جبل أغونغ هو جزءٌ من قوس الجزيرة البركاني (Sunda Volcanic Arc)، الذي يقبع فوق القشرة المحيطيَّة التي تنزلق تحت خندق “جافا” في المحيط الهندي جنوبيّ جزيرة بالي، حسب تقرير الدراسة. قبل ثوران سنة 1963، لم يثُر بركان أغونغ منذ سنة 1843، مما يعني أنه كان هامدًا طيلة 120 سنة، حسب أقوال الباحثين.