أدّت ظاهرة الإحتباس الحراري في فيلم الكارثة عام 2004 ” اليوم الآتي بعد الغد” إلى قصور في التيار الكبير في المحيط الأطلسي مما أثار كوارث طبيعية فاجعة وأدى إلى تجمد كل من شمال أمريكا وأوروبا على مدى أسابيع.
هذا السيناريو قد لايكون بعيداً حسب ما توصّل إليه الباحثون…
وفقاً لدراسة جديدة، فإن مسار التيارات الجنوبية التقلبية للأطلسي أو ما يطلق عليه (AMOC)، نظام أعماق البحار والذي يحرك الماء الدافئ ويساعد في ضبط مناخ الأرض، تعتبر أقل استقراراً بكثير مما كان يعتقده العلماء. وتحت ضغوط تغير المناخ مثل الازدياد القاسي لثاني أوكسيد الكربون في الجو، لذا قد يتدهور الـ (AMOC) بشكل كامل مما يؤدي إلى برودة أكثر في النصف الكرة الشمالي وأكثر رطوبة في منطقة الأطلسي الاستوائية.
وهذا السيناريو الاستثنائي لن يحدث لمئات السنين، هذا إن حدث فعلاً؛ تبعًا لما ذكر في الدراسة.
إلا أن نماذج الحاسب المستخدمة للتنبوء بمستقبل مناخ الأرض عادة تمثل الـ (AMOC) تشيرإلى استقراره نسبيًا.
(AMOC) غير المستقر، كما هو موصوف بالدراسة، يغير المعادلة ويقدم عدة قرون من الآن حيث يضعف فيها التيار وفي النهاية يفشل بالعودة لنسبته المستقرة والذي سببه الخلل المتكرر، ويرافق ذلك عواقب وخيمة على المناخ العالمي.
نطاق ناقل للمناخ:
وفقًا لما أوردته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي :
فإن الـ (AMOC) يعمل كمفرغ ضخم للمناخ، تُحمل المياه الباردة والكثيفة في عمق المحيط الأطلسي نحو الجنوب باتجاه خط الاستواء. كما ينقل التيار الحرارة (على شكل ماء دافئ أقل كثافة) من المناطق الاستوائية نحو الشمال حيث يتم نقله للجو ونقل الدفء للهواء، هذا التبادل الحراري هو ما يقود أنماط المناخ العالمي ويحافظ عليها..
ولكن مبالغة النماذج المناخية في استقرار التيار مع مرور الزمن، بإمكانه ان يحرف التنبؤات المستقبلية لمخاطر تغيرات المناخ، حسب الدراسة التي يقوم بها (Wei Liu) شريك في بحوث ما بعد الدكتوراه في قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء في جامعة (Yale )، بتوثيق مجلة (Live Science) العلمية.
وهذه المعاينة الطويلة لاستقرارالـ (AMOC) كان مشروعاً طويل الأمد بالنسبة لـ (Wei Liu) أول باحثٍ في الموضوع في جامعة (Wisconsin-Madison) كطالب بكالوريوس ثم دمج بحثه لاحقاً في أطروحة الدكتوراه في معهد Scripps لعلوم المحيطات.
أوضح (Wei Liu):« استنتجت أنه من الصعب على النماذج المناخية محاكاة تغيرات الـ (AMOC) المفاجئة، فالتدهور أو التغيّر المناخي للعصر الجيولوجي القديم، يشير إلى أن نماذج الـ (AMOC) مبالغ باستقرارها»
كما صرح في بيان:« أشارت الملاحظات والتحليلات أن مستوى الاستقرار المستخدم في النماذج مبالغ به، وتكمن أهمية دراستنا بالإشارة إلى منهج متحيز في نماذج التيار المناخي والتي تمنع حدوث إسقاط مناخي صحيح”
تصحيح التحيز:
صحح (Wei Liu) وزملائه في هذه الدراسة التحيز في النماذج المناخية التي تؤيد استقرار الـ (AMOC) لمشاهدة آثار التيار غير المستقر. في محاكاتهم زادت ثاني أوكسيد الكربون الجوي وبعد مرور 200 عام ، تضاعفت مستويات ثاني أوسيد الكربون مقارنة مع مستوياتها عام 1990. وبعد حوالي 300 عام تم الوصول إلى ذلك المؤشر، و تدهور التيار.
وما أن انهار الـ (AMOC) في المحاكاة، انخفضت درجات الحرارة السطحية في شمال المحيط الأطلسي 4.3 درجة فهرنهايت (2.4 درجة سليزيوس). كما أصبح الجو بارداً شمال غرب أوروبا مع درجة حرارة سطحية انخفضت بمقدار 12.6 درجة فهرنهايت (7 درجات سلزيوس).
في الوقت نفسه هطلت الأمطار الاستوائية، وهبّت العواصف كما أمطرت السماء وابلاً من الأمطار التي تدور حول الأرض على مقربة من خط الاستواء، نحو الجنوب.
أضاف (Wei Liu): «على الرغم من أن الدراسة استخدمت نموذج محوسبي وسيناريو احتباس حراري واحد فقط، إلا أن نتائج الدراسة تشير إلى أن السماح بتيار محيطي غير مستقر سيولد نتائج مختلفة بشكل كلي وستؤدي لـ ( مضاعفات هائلة ) في التغيرات المناخية على مستوى إقليمي وعالمي »