اكتشف العلماء أنه من المحتمل لانبعاثات الميثان الناتجة من الصناعة أن تؤثر بشكل كبير على الاحتباس الحراري أكثر مما كنا نعتقد.
أشار فريق من الباحثين برئاسة جامعة ريدينغ (University of Reading) أن انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن الصناعة التي تشكل ثلث الاحتباس الحراري المتشكل من انبعاثات غار ثاني أكسيد الكربون. إذ إن تأثير غاز الميثان أعلى بنسبة 25% مما قُدِّرَ سابقًا.
يقول الأستاذ كيث شاين مدير قسم الأرصاد الجوية وعلوم المناخ في جامعة ريدينغ: «هذه التقييمات الجديدة مهمة لتقدير مدى تأثير الميثان على التغير المناخي الذي يسببه الإنسان، بالإضافة لأهميتها في التطلع للحد من هذه الانبعاثات بأخذ قرارات عالمية تخص تغير المناخ وخاصةً البلدان التي تنبعث منها الميثان بشكل كبير».
يضيف: «أكَّدت أبحاثتنا من جديد على أساس علمي للتركيز على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة لإبراز أهمية عدم تجاهل الميثان في حال كان العالم يسعى للأخذ بعين الاعتبار بكل الخيارات المتاحة للحد من الاحتباس الحراري».
أُجرى هذه الدراسة علماء في قسم الأرصاد الجوية في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، مركز المناخ العالمي وأبحاث البيئة في أوسلو النرويج (CICERO).
نُشرت الدراسة الجديدة أعدتها مريم إتمينان وزملاؤها في صحيفة الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركية (Geophysical Research Letters). التقرير متاح حاليًا للجميع.
قيَّم الباحثون مدى أهمية تأثير الميثان أكثر مما اعتقدنا رغم أنه أقل وفرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يبقى للآن الغاز الأكثر تأثيرًا في تغير المناخ الذي يسببه الإنسان. فقد اكتشف العلماء أن طن واحد من الميثان يكافئ 32 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس وهذه القيمة أكبر من القيمة المُقَّدرة سابقا والتي كانت 28 طنًا.
بينما ركزت الدراسات السابقة على دور الميثان في الدفيئة (بيت زجاجي للزراعة) التي تلتقط طاقة الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأرض والغلاف الجوي، أخذت الدراسة الجديدة بعين الاعتبار طريقة امتصاص الميثان للطاقة الشمسية في الموجات القصيرة. إذ تبين أن نسبة امتصاص هذه الطاقة تكون أكبر في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي حيث يحدث التأثير الحراري.
تقول الأستاذة إللي هايوود إحدى المشاركات في هذه الدراسة في جامعة ريدينغ: «تلعب السحب دورًا مهمًّا في زيادة الاحتباس الحراري. إذ تعكس السحب بعض أشعة الشمس إلى الفضاء بينما تمتص بعضها في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي حيث يكون الميثان عاملًا جديدًا مسببًا للتأثير الحراري لم يُؤخذ بالحسبان في الدراسات السابقة».
وأضاف الدكتور جونار ماير أحد المشاركين في هذه الدراسة: « لقد استخدمنا الطريقة نفسها لتقييم تأثير ثانيي أكسيد الكربون والميثان وحصلنا على نفس النتائج التي حصلنا إليها سابقًا».
منذ القرن الثامن عشر، تؤدي نشاطات الإنسان إلى مضاعفة تركيز الميثان في الغلاف الجوي. تنتج انبعاثات الميثان الناجمة من أنشطة الإنسان من مصادر الهندسة الزراعية كالمواشي، إدارة التربة وإنتاج الأرز بالإضافة لإنتاج واستخدام الفحم، الزيت والغاز الطبيعي.